بقلم الاء العقاد
مسكت القلم والدفتر لأكتب ما يعانيه شعبي من ويل الحرب، لكن الكلمات خانتني، فكيف يمكن التعبير عن الألم الذي أصبح حياتنا اليومية؟ حاولت وصف عام كامل من القصف والدمار والمجازر، فوجدت الكلمات أبسط من أن تنقل حجم المأساة.
غزة اليوم ليست مدينة، بل جرح مفتوح. كل زاوية تحمل ذكرى شهيد، وكل شارع يشهد على مجزرة جديدة. الأطفال، في عمر الزهور، أصبحوا أرقامًا في قوائم الشهداء، والجرحى بالألوف، ينتظرون علاجًا قد لا يأتي بسبب الحصار وإغلاق المعابر.
الحصار لا يقتل فقط، بل يجوع ويفتك. المواطنون يصطفون في طوابير طويلة للحصول على ماء شرب أو لقمة تسد رمق أطفالهم. الخيام التي لجأوا إليها لم تحمِهم من برد الشتاء القارس أو من أمطار أغرقتهم كالبحر. حتى البحر، الذي كان يومًا ملاذًا، أصبح مصدر خوف ودمار.
الأسعار ترتفع، والسلع الأساسية أصبحت حلمًا، وإن وجدت فهي تفوق قدرة الناس على شرائها. التعليم توقف، المدارس والجامعات أصبحت ركامًا. الأسواق لم تسلم من القصف، وأصبح الخوف رفيق كل غزيّ.
هذه غزة، مدينتي التي تئن تحت وطأة الحصار والقصف، مدينتي التي تنبض بالحياة رغم الموت، والتي ستبقى صامدة مهما اشتدت المحن.
المزيد من الأخبار
أقبل الإختلاف
حقوق المرأة في الحياة الزوجية
ليت