حوار مع الكاتبة ناهد عبدالله القدسي بمجلة إيفرست الأدبية

Messenger Creation F2dfca04 D675 4c46 Bdad A051bfe97425

حوار: عفاف رجب 

 

ضيفة اليوم ترى أن الكتابة هي فن التعبير عن الأفكار والمشاعر بطريقة تلامس الروح وتثير الخيال، الأدب هو المرآة التي تعكس تجارب الإنسان، حيث ينقل الكاتب من خلال كلماته عواطفه ورؤيته للعالم، مما يخلق تواصلًا عميقًا بينه وبين القارئ، إنه وسيلة لفهم الذات والآخرين، ولتسليط الضوء على قضايا إنسانية متنوعة.

ناهد عبدالله أحمد القدسي، في العمر 26 عامًا، ابنة اليمن محافظة تعز، حاصلة على بكاليوس محاسبة تهوى الكتابة ومن أهم إنجازاتها:

رواية “بقايا امرأة” التي كتبتها في العام 2018 ولم تحظَ بفرصة النشر إلا في العام الحالي، وستشارك في المعرض الدولي للكتاب في القاهرة 56، بالإضافة إلى قصة “فتاة الريف” التي شاركت في كتاب جامعي دولي بعنوان “المحنكة”، وقصة “شذى عازفة الخيوط” في كتاب “بنت النمرود”، وقصة “خبايا الماضي” في كتاب “ظلال الرعب”. كما شاركت في قصص أخرى مثل “رحلة أمل” و”قيمة الأنوثة” في كتاب “كوني أميرة نفسك”، و”أحلام مكبوتة” في كتاب “أحلام مكبوتة”، و”فراغ تحت أضواء الشاشات” في كتاب “وسائل التواصل الاجتماعي بين الضرر والفائدة”، بالإضافة إلى كتاب جامعي دولي للأطفال سينشر قريبًا بقصة بعنوان “تسواهن فتاة الغيوم”، وكذلك كتاب “طقوس الذات” عن خاطرة بعنوان “ابنة الغيوم”، وكتاب “رسائل إلى المستقبل” بخاطرة “أبعاد الوجود من الألم إلى الأمل”، أيضًا، كتاب “رحلة شفاء” الذي سينشر قريبًا عن قصتين: الأولى بعنوان “زينب، صمود الأمل في ظلمات الظلم”، والثانية “أسماء، ضحية الحب في زمن الإهانات”. بالإضافة إلى المشاركة في قصة “مذكرة كليمانس” لمجموعة مؤلفين، وقصة “هو جزء مني وليس كلي” التي تتحدث عن الرهاب الاجتماعي لمجموعة مؤلفين أيضًا.

أما المقالات، فقد شاركت في العدد الأول لمجلة نور بمقالة بعنوان “في حظن الإيمان، الله هو المنقذ من ظلمات الحياة”، وكذلك المشاركة في مجلة إيلزا بخاطرة بعنوان “امرأة من نور”، والمشاركة في العدد الأول من “مطلة روز تايم” بخاطرة بعنوان “من بين الحطام قهوة في انتظار السلام”. كما شاركت في العدد الخامس من مجلة نور بمقالة بعنوان “التقوى أساس التفاضل بين الناس”، والمشاركة في العدد الحادي والثلاثين من مجلة الربيع العربي بمقالة بعنوان “الجار، ذاك القريب البعيد”. بالإضافة إلى مشاركتي في كتاب “تجليات خواطر”، والعديد من المسابقات الأدبية.

 

وإليكم حوارنا مع الكاتبة ناهد عبدالله…

 

_بداية الغيث قطرة؛ فمن أين بدأت غيث الكاتب، حدثنا عن هذا الجانب وهل تحدد مواعيد لها، أم هي موهبة فطرية؟

 

الكتابة بالنسبة لي مؤهبة فطرية، نمت في أعماقي، لكنني لم أكتفِ بذلك، قمت بتطويرها من خلال القراءة والمطالعة المستمرة، كالنبات الذي يزدهر في تربة غنية. كل كتاب كنت أقرأه كان بمثابة معلم جديد، يفتح أمامي آفاقًا جديدة ويغذي خيالي، هكذا، كانت بداية غيثي رحلة مستمرة من الإبداع والتطور، تحملني نحو عوالم لا حدود لها.

 

_لمَ بدأت بالكتابة؟ ولمَ تكتب اليوم؟ وهل ثمّة جدوى تتحقّق من فعل الكتابة؟

بدأت الكتابة كوسيلة للتعبير عن مشاعري وأفكاري، كالبذور التي تُزرع في تربة خصبة، تنتظر أن تنمو وتزدهر، في البداية، كانت الكتابة بالنسبة لي اكتشافًا لذات جديدة، حيث كنت أجد في كل كلمة أكتبها مساحة للتأمل والتجريب ،كانت الكتابة تنقذني من دوامة الأفكار، وتمنحني صوتًا في عالم مليء بالضجيج.

أما اليوم، فأنا أكتب لأسباب أعمق؛ لأنها أصبحت جزءًا من هويتي ،الكتابة هي نافذتي إلى العالم، حيث أشارك تجاربي وأفكاري، وأبني جسورًا من الفهم والتواصل مع الآخرين، كل نص أكتبه هو دعوة للتفكير، كما لو كنت أفتح بابًا لعالم جديد.

أما عن الجدوى، فهي تتجلى في قدرتي على التأثير، حتى ولو بشكل بسيط، الكتابة تمنحني الفرصة لنقل المشاعر والأفكار، ولتحدي المفاهيم السائدة، أجد في الكتابة وسيلة للتغيير، كالنور الذي يضيء دروب الآخرين، من خلال الحروف، أستطيع أن أترك أثراً في القلوب، وأساهم في تشكيل فكرة أو شعور قد يغير حياة شخص ما.

 

_هل واجهت بعض الصعوبات في بداية مشوارك الأدبي، وإلي أي مدى سببت كتاباتك مشاكل لك إن وجدت؟

نعم، واجهت العديد من الصعوبات بعد الانتهاء من كتابة روايتي الأولى في عام 2018م،كانت تلك الفترة مليئة بالأحلام والطموحات، لكنني اصطدمت بعقبات حقيقية ،لم يكن هناك من يوجهني أو يساعدني؛ لم يكن لدي زملاء أو كتاب آخرون يقدمون لي النصائح.

عدم وجود خبرة كافية حول كيفية التعامل مع دور النشر أو كيفية التعاقد معهم كان عائقًا كبيرًا ،كنت أبحث عن فرص لنشر الرواية، لكنني شعرت بالوحدة في هذا المسعى ،تأخرت عملية نشر الرواية إلى العام الحالي، مما جعلني أشعر بالقلق والإحباط.

مما زاد من عدم قدرتي على الحصول على فرص لانتشار كتاباتي عدم وجود تشجيع من قبل الأهل، مما زاد من شعوري بالوحدة والإحباط في سعيي لتحقيق طموحاتي ككاتبة.

على الرغم من جميع التحديات، كانت هذه التجارب بمثابة دروس قيمة ،علمتني أهمية الصبر والمثابرة، وأن كل كاتب يواجه صعوبات ،تعلمت أن النجاح يتطلب إرادة قوية للتغلب على العقبات، حتى في غياب الدعم.

 

_بالنسبة لك؛ ما هي المعايير الواجب توافرها لدي الكاتب، وهل تفضل صاحب الكلمات العميقة أم البسيطة التى تجذب القارئ أكثر؟

بالنسبة لي، يجب أن يتمتع الكاتب بملكة الإبداع، كالعازف الذي يتلاعب بالأوتار ليخرج ألحانًا ساحرة، وأن يمتلك القدرة على استخدام اللغة كأداة قوية، تحمل في طياتها عمق الأفكار وثراء المعاني، أرى أن الكاتب يجب أن يكون قارئًا نهمًا، يستلهم من تجارب الحياة، ويغوص في أعماق الفلسفة، ليخلق نصوصًا تترك أثرًا في النفوس.

أما عن الكلمات، فأنا أُفضل تلك العميقة التي تحمل في ثناياها فلسفة معقدة، كالأعماق التي تخفي كنوزًا من الحكمة ،هذه الكلمات لا تكتفي بإثارة المشاعر، بل تفتح أبوابًا جديدة في عقول القراء، وتوسع مداركهم، فهي كالنور الذي يضيء زوايا مظلمة، ويعطي الحياة معنىً أعمق.

الكلمات البسيطة قد تجذب القارئ في البداية، لكنها الكلمات العميقة هي التي تظل عالقة في الأذهان، وتستمر في الحوار مع القارئ حتى بعد الانتهاء من القراءة، لذا، أرى أن الكاتب الذي يمتلك القدرة على نسج الكلمات العميقة هو من يترك بصمة خالدة في عالم الأدب.

 

_يصدر لكم هذا العام عمل أدبي: اطلعي قُراءكِ على العمل أكثر بالحديث عنه؟ وسبب تسميه الكتاب بهذا الاسم؟ واقتباس منه إذ أمكن.

“بقايا امرأة ”

تجسد الكاتبة في روايتها المعاناة العميقة التي تعيشها المرأة، لتسلط الضوء على قضاياها الملحة في عالم مليء بالتحديات. تأخذنا آمال، بطلة الرواية، في رحلة مؤلمة وملهمة، حيث تروي لصديقتها الصحفية ريتاج قصة حياتها، بدءًا من زواجها قاصرة في سن مبكرة، حيث أنها قد أُجبرت على ارتداء ثوب ثقيل من القيود.

تستحضر آمال ذكرياتها كمن يستعيد شريطًا مؤلمًا، حيث كانت الأعين تتفحصها، وتنتقدها، وتلقي عليها أحكامًا قاسية. كان زواجها أشبه بعاصفة اجتاحت حياتها، تتسبب في عصف بالأمل. تعرضت للعنف، وكأنها تخوض معركة بلا أسلحة، لكنها لم تكن لتستسلم. بل كانت روحها تصرخ في أعماقها، تطالب بالحرية والكرامة.

تستمر آمال في سرد قصتها، مستعرضة كيف استطاعت أن تنهض من بين حطام حياتها المتهالك، وكأنها زهرة صحراوية تنمو في قاع الوادي. تعلمت كيف تبني ذاتها من جديد، وكيف تحولت من ضحية إلى محامية تدافع عن حقوق المرأة، لتكون صوتًا يصدح في وجه الظلم.

تتأرجح أحداث الرواية بين حقبتين زمنيتين، الأولى في التسعينات حيث عاشت آمال تلك الأوقات العصيبة، والثانية في القرن الحالي، حيث انتقلت إلى مدينة كبيرة تجسد فيها قصة نجاحها. هناك، التقت بصديقتها ريتاج، التي كانت تسجل كل كلمة، كل دمعة، وكل ابتسامة، لتوثق رحلة آمال الملهمة.

تحمل الرواية في طياتها مزيجًا متنوعًا من المشاعر: الألم والمعاناة، الأمل والتفاؤل، الحنين والصداقة الصادقة. إنها قصة تُعيد للأذهان معنى القوة والإرادة، وتؤكد أن المرأة قادرة على مواجهة التحديات، وأن النجاح لا يُقاس بالعقبات بل بالعزيمة والإصرار.

آمال، برغم كل ما واجهته، أصبحت رمزًا للنجاح والتغيير، لتقول للعالم بأسره: “أنا هنا، وأنا قوية!”

سبب تسمية الرواية “بقايا امرأة”

تأتي تسمية الرواية “بقايا امرأة” لتجسد تجارب امرأة تعرضت للعديد من التحديات والصعوبات، حيث تعكس تلك “البقايا” كل ما تبقى منها بعد سلسلة من النكسات ،كأنها قطع من زجاج مكسور، تحمل في كل شظية قصة ألم وصمود.

تزوجت في سن مبكر، وعانت من الرفض من عائلتها، مما جعلها تشعر وكأنها زهرة ذابلة في حديقة لا تعترف بجمالها. ومع تعرضها للعنف في منزل الزوج، كانت تلك التجارب كالعواصف التي حاولت اقتلاع جذورها، لكنها لم تفعل.

على الرغم من كل ذلك، تمكنت من النهوض من تلك البقايا، لتعيد بناء نفسها، كالعنقاء التي تخرج من الرماد، هذه البقايا، التي قد تبدو ضعيفة، تحمل في طياتها قوة جديدة وإرادة لا تعرف الفشل.

لذا، تعكس “بقايا امرأة” رحلة التحول من الضياع إلى القوة، ومن الألم إلى الأمل، مظهرة كيف يمكن للإنسان أن ينهض من تحت الأنقاض، ليصبح رمزًا للصمود والتحدي.

اقتباس من الرواية

“كوني أكثر جرأة على مواصلة الدرب والنهوض بأحلامك.. ابعثي في نفسك العزم لكي تنهضي بقوة لبناء ذاتك، فلربما كنت أنت المحرر الوحيد لهذا العالم من كل هذه المآسي، فقلوب النساء أوطان مليئة بالسلام، حتى وإن كانت مكسورة مشواة المشاعر ستظل تعطي وتعطي وتستمر في العطاء وتضيء الحياة، وتبني هنا وهناك بما تبقى منها، ستصل لما تريد، حتى وإن كانت مجرد حطام متهالك”

 

_حدثينا عن تجربتك مع الدار التى تشاركين معها هذا العام؟ وعلى أي أساس تقومي باختيار دار النشر؟

تجربتي مع دار النشر “حكايات كتاب” للنشر والتوزيع والترجمة كانت إيجابية للغاية ،لقد وجدت فيهم فريقًا محترمًا يتسم بالاحترافية، حيث تعاملهم الراقي مع الكتاب جعلني أشعر بالراحة والثقة في مسيرتي الأدبية، التواصل معهم كان سلسًا، حيث كانوا دائمًا متجاوبين مع استفساراتي ومتطلباتي، مما جعلني أشعر كأنني جزء من عملية النشر، وليس مجرد كاتب يتلقى خدمة.

أما بالنسبة لاختياري لدار النشر، فأنا أضع في اعتباري عدة عوامل أولاً، أبحث عن الاحترام المتبادل والتفهم لاحتياجات الكاتب،  بالإضافة إلى جودة إخراج العمل بشكل يرضى القارئ  و الكاتب ،كما أن التكاليف المنخفضة كانت عاملاً مهمًا في قراري، حيث أريد أن أحقق التوازن بين الجودة والتكلفة.

في النهاية، أعتبر أن اختيار دار النشر “حكايات كتاب” هو خطوة حيوية في مسيرتي الأدبية، وقد وجدت في هذه الدار شريكًا يدعمني في تحقيق أهدافي الأدبية، مما يعكس التزامهم بجودة العمل ونجاح الكتاب.

 

_بمن تأثرت كاتبنا العظيم، ولمن تقرأ الآن؟

من أكثر الكتاب الذين أثروا في شخصيتي الأدبية هو الكاتب أدهم الشرقاوي، الذي أبدع في التعبير عن المشاعر الإنسانية بأسلوب عميق، بالإضافة إليه، أعتبر الكاتب العالمي وليم شكسبير ودستويفسكي من أعظم المؤثرين في أدبي، حيث تعكس أعمالهم عمق التجربة الإنسانية وصراعات النفس، كما أن الكاتبة العربية العالمية أحلام مستغانمي تركت بصمة واضحة في ذهني، بأسلوبها الفريد الذي يجمع بين الرومانسية والعمق الفكري.

أما الآن، فأنا أقرأ رواية “الأجنحة المنكسرة” للكاتب جبران خليل جبران، وهي رواية لذيذة وسهلة، مكتوبة بلغة شعرية تؤثر في الوجدان .

_ما هو خمول الكتابة أو القراءة بالنسبة لكِ، وكيف تحكمين عليه بأنه خامل؟

خمول الكتابة أو القراءة بالنسبة لي هو حالة من الانقطاع عن الإبداع والتفاعل مع النصوص، حيث يشعر الكاتب أو القارئ بعدم الرغبة أو القدرة على الإنتاج الفكري، أحكم على هذه الحالة بأنها خاملة عندما تفتقد الأفكار إلى الحيوية، ويغيب الشغف عن الممارسة، مما يؤدي إلى جفاف الإبداع وفقدان الشغف ،تعتبر هذه الفترات بمثابة انقطاع عن رحلة الاستكشاف والتعبير التي تعكس الروح الأدبية.

 

_هل تعتقد أن الكتابة تندرج تحت مسمي الموهبة أم الهواية أم خلاف ذلك؟

أرى أن الكتابة تندرج تحت مسمى الموهبة، فهي كهدية من السماء، تتجلى في قدرة الكاتب على نسج الكلمات بعمق وإبداع ،إنها ليست مجرد هواية عابرة، بل هي فن يحتاج إلى إحساس فطري ومعرفة عميقة، حيث تنبض الأفكار بالحياة، وتتحول المشاعر إلى نصوص تمتزج فيها الروح مع اللغة ،الكتابة، إذن، هي موهبة تستحق العناية والتطوير، كزهرة تحتاج إلى رعاية لتزهر في بستان الأدب.

 

_إذا وجد الشيء وجد نظيره، فهل لاقت كتاباتك نقدًا، وكيف كان تأثير هذا النقد عليكِ إذا كان هدامًا، وما هي نصيحتك للنقاد؟

نعم، لاقت كتاباتي نقدًا، وقد كان لهذا النقد تأثير مزدوج على مسيرتي الأدبية ،النقد البناء كان بمثابة نور يضيء لي الطريق، حيث استفدت من الملاحظات التي ساعدتني في تطوير مهاراتي الكتابية، وأخذتها بعين الاعتبار لتعزيز إبداعي.

أما النقد الهدام، فقد تعرضت للكثير منه، وكان له تأثير سلبي أحيانًا، خاصة عندما يتجه نحو الشخص الكاتب بدلًا من العمل نفسه، في مواجهة هذا النوع من النقد، تعلمت أن أكون قوية وأركز على تطوير ذاتي، متجاهلة التعليقات الشخصية.

نصيحتي للنقاد هي أن يركزوا على العمل بدلاً من الكاتب، فالنقد يجب أن يكون وسيلة للبناء والتطوير، وليس سببًا للإحباط.

 

_هلّا كتبت لنا مقتطفاتٍ من كتاباتك.

“لليل سحره الخاص في استحضار الذكريات، إذا اضطرت للسهر، إياك أن تقع في شباكها، كلما راودتك الفكرة، اهرب منها كما تهرب الفريسة من الأسد ،إياك أن تعبث معها وتبدأ باستحضار أجملها ظنًا منك أنك ستنجو ،ما أن يفك الخيط ستنتثر كلها كما تتناثر خرزات المسبحة إذا انقطع خيطها”

“ما أن يتجرد الإنسان من إنسانيته، حتى يصبح أخطر حيوان وحشي يسير على اثنتين.”

“احمل بين يداي كتاب قديم مغطى بغبار الذكريات اسمه الماضي ، اقلب صفحاته التي تحمل قصص و اسرار سافرت عبر الزمن،  اتنقل بين فصولة كالفراشات ،هو بستان من الذكريات تتفتح أزهار الفرح و تذبل أزهار الالم ،الماضي كالنهر الذي يجري و يحمل معاه كل صخور التجارب و التحديات، ليشكل ملامح حياتنا اليوم و يسير بناء المستقبل.”

“إذا أردت أن تصبح كاتبًا ناجحًا، عليك أن تتحرر من الخاطرة التي تعبر عن مشاعرك الشخصية ،دع قلمك يخوض غمار التجربة، واضف أفكارك ككاتب في غرس قيم حميدة ومعالجة مشكلات قائمة، اكتب في علم النفس والاقتصاد والدين، وعن الظواهر الاجتماعية والإنسانية التي تشاهدها كل يوم ،اجعل من قلمك منارة تهدي الآخرين”

“سوريا، تلك الأرض التي استوطنت قلب التاريخ، حيث تداخلت الحضارات مع الزمن لتصبح لوحة فنية رائعة، رُسمت بألوان متضاربة، كل لون فيها يحكي قصة كفاح الآباء وأحلام الأبناء.

تلك الزهرة الجميلة التي نبتت في صحراء قاسية، تقاوم أعاصير الأزمات التي تهب من كل واجهات التاريخ ، ولكن كان لتلك الظروف القاسية رجالها، فالسوريون سطروا أروع الأمثلة في النضال والتفاني، نعم، فنضال السوري أغنية يرددها التاريخ في كل مكان، حيث تتناغم مع أحلامهم المرتقبة لتصبح سمفونية تتحدى الظلم والاضطهاد عبر الزمن.

نعلم أن صناعة المجد مهمة صعبة، كرحلة النحل من زهرة إلى زهرة، ومن حبة أمل إلى أخرى، لتصنع في النهاية معجزة، هكذا هي رحلتكم، لتبقى قصة انتصار الإنسان السوري أسطورة لا تُنسى، وتظل سوريا قبلة لكل روح تتوق إلى الحرية وتبحث عن الجمال.”

“في فضاء الوجود شاهق الاتساع،  آراء العالم من حولي كلوحة مائية رسمت بألوان متضاربة كل لون فيها يسألني :من أنت؟ و من اين جئت؟ فلا أجد إجابة سوى الصمت السحيق ، أنا القديم هنا القادم من عهد أجدادي، لا الأرض ارضي ولا الميلاد ميلادي ، أنا المنفى في وطني و الغربة بين أهلي ، أنا الضد لكل شيء،  أنا الذي سكن الأماكن ولكن الأماكن تسكن فيني لتزيل شعور الغربة الذي  استوطن روحي منذ الصغر ، إن  روحي المعزولة عن العالم بحواجز الا انتماء كسمفونية الوجود المعزوفة على حواف المجرة لا يسمع لها صدى .

لذلك ما زلت أتساءل، متى تنتهي هذه الغربة ، و يعود الضوء إلى زوايا الروح المظلمة ؟ متى تنتهي غربتي و أعود إلى ذ اتي ؟”

 

_ما هو منظوركِ للعلاقة بين الكاتب والقارئ، وهل هى علاقة متبادلة أم الكاتب هو الطرف الذى يقدم؟

أرى أن العلاقة بين الكاتب والقارئ هي كرقصة تنسجم فيها الأنفاس، فكل منهما يحتاج الآخر ليكتمل الأداء، الكاتب يزرع الكلمات كزهور في حديقة الأفكار، بينما القارئ يسقيها بفكره ومشاعره، فتزهر النصوص وتثمر المعاني في تفاعل جميل.

 

_ما هو العامل الأساسي الذي دفع الكاتب لاستمرار والتطوير من ذاتها، وما نصيحتكِ لكل المبتدئين؟

العامل الأساسي لاستمرار الكاتب

العامل الأساسي الذي يدفع الكاتب للاستمرار وتطوير ذاته هو الشغف العميق بالكتابة ورغبة حقيقية في التعبير عن الأفكار والمشاعر. هذا الشغف يتحول إلى دافع قوي للتعلم والتجربة، مما يساعد الكاتب على تحسين مهاراته وتوسيع آفاقه الأدبية.

نصيحتي للمبتدئين

لكل المبتدئين، أنصحكم بأن تكتبوا بانتظام، حتى لو كانت الكلمات بسيطة ،لا تخافوا من الأخطاء، فهي جزء طبيعي من عملية التعلم. اقرأوا كثيرًا، لتغذوا خيالكم وتكتسبوا أساليب جديدة ،وأخيرًا، كونوا صادقين في كتاباتكم، فالصوت الأصيل يجذب القلوب ويترك أثرًا دائمًا.

 

_هل من مقولة تاثرتِ بها؟

من المقولات التي أثرت فيّ هي: “إذا أردت شيئًا بشدة، فإن الكون بأكمله سيتآمر معك من أجل تحقيقه”، من رواية “الخيميائي” للكاتب باولو كويلو، هذه العبارة تذكرني بأهمية الإصرار والإيمان بأحلامنا، فهي تعزز الثقة في قدرتنا على تحقيق ما نرغب فيه، مهما كانت التحديات.

 

_وبالنهاية بما يود أن ينهي الكاتبة حواره معنا.

في ختام هذا الحوار، أتوجه إليكم بأصدق الأمنيات بالسلام و الصحة ، فالسلام والصحة هما زهرات الحياة التي نتمنى أن تظل تتفتح في قلوبكم ،كما ادعوا الله من أعماق قلبي أن يعم الأمان في كل شبر من وطننا العربي، لتتراقص الأفراح كأوراق الشجر في ربيع دائم، وتزهر الأمل في كل زاوية من أوطاننا.

لا يمكنني أن أنسى أشقاءنا في فلسطين، الذين يحملون في قلوبهم آلامَ لا تُنسى، كجرح ينزف في عمق التاريخ، أدعو الله أن يرفع عنهم هذا الغُم، وأن يحل السلام في أرضهم المقدسة، كنسائم رقيقة تلامس الوجدان.

فلنكن جميعًا صوتًا واحدًا في دعائنا لهم، لعل الفجر يشرق على قلوبهم، وتزهر أرواحهم بالأمل، رحم الله شهداءهم، وشفى جراحهم.

 

ومنا نحن مجلة إيفرست الأدبية نتمنى التوفيق والنجاح الدائم للكاتبة فيما هو قادم لها إن شاء الله.

 

 

عن المؤلف