حوار: عفاف رجب
هناك خط بسيط بين الخسارة والنجاح؛ فالوصفة الرئيسة للنجاح هي من خلال شيئين هما الفشل والمصاعب فالناجح يستغلهما فيصنع نجاحًا باهرًا والخاسر يستسلم لهما فيصنع خسارة هائلة، مرحبًا قارئ إيفرست إليكم موهبة اليوم.
نورهان سيد مختار، كاتبة ومصممة، نشرت اكثر من عمل الكتروني في احتفاليات الجروبات والمواقع الإلكترونية، نشرت أول عمل ورقي مشترك عام 2021 بعنوان “ما بدأ لن ينتهي” وفي عام 2024 عمل منفرد بعنوان “المدينة الكاذبة” وفي عام 2025 بإذن الله عمل جديد بعنوان “قلادة ڤيكتوريا” والذي تعتبره أقوى عمل تكتبته.
وإليكم حوارنا مع الكاتبة نورهان سيد وأعمالها…
-بداية الغيث قطرة؛ فمن أين بدأت غيث الكاتب، حدثنا عن هذا الجانب وهل تحدد مواعيد لها، أم هي موهبة فطرية؟
-بدأت منذ وقتٍ بعيد عندما كثرت أحاديثي الداخلية بيني وبين نفسي، حينها قررت أن أُخرِج ما أشعر به على الورق دون تحديد موعد، فقط أكتب ما أشعر به في أي وقت، وبالتالي هي موهبة فطرية
-لمَ بدأت بالكتابة؟ ولمَ تكتب اليوم؟ وهل ثمّة جدوى تتحقّق من فعل الكتابة؟
-كما قلت سابقًا، تخالجني مشاعر وأفكار عديدة كان لابد لها من الظهور، وهذا سبب استمراري في الكتابة إلى يومنا هذا، ومنذ ذلك الوقت وأشعر كأني لم أعد أنا؛ فقد نضج عقلي وأصبحت أرى كل شيء من منظورٍ مختلف.
-هل واجهت بعض الصعوبات في بداية مشوارك الأدبي، وإلى أي مدى سببت كتاباتك مشاكل لك إن وُجدَت؟
-فقدان الشغف في بعض الأحيان هو ما يعرقلني، سوى هذا لا يوجد.
-بالنسبة لك؛ ما هي المعايير الواجب توافرها لدي الكاتب، وهل تفضل صاحب الكلمات العميقة أم البسيطة التى تجذب القارئ أكثر؟
-يجب على الكاتب أن تكون لغته جيدة؛ فبدون لغة لا يوجد كاتب أو كتاب. أفضل الكلمات الجيدة، فلا تكون عميقة لا تُفهم بسهولة، أو بسيطة تميل إلى الركاكة.
-يصدر لكم هذا العام عملك بعنوان “قلادة ڤيكتوريا”، اطلعي قُراءكِ على العمل أكثر بالحديث عنه؟ وسبب تسميه الكتاب بهذا الاسم؟ واقتباس منه إذ أمكن.
تُعد روايتي “قلادة ڤيكتوريا” هو العمل الورقي الثالث لي والأول مع دار بيت الروايات للنشر والتوزيع، والذي أعتبره أقوى عمل إلى الآن؛ تزاحمني أفكاره منذ عامين، وبُذِل فيه مجهود عظيم كي يظهر بالشكل اللائق، وهو ينتمي لنوعية الفانتازيا الزمنية، أما عن سبب تسمية العمل بهذا الاسم فقد يفضح محتوى العمل والأفضل قراءته لمعرفة سبب التسمية، والآن أترككم مع اقتباس منه
“وقفت “**” بين غرفة طقوسها السرية، كان الهواء باردًا كأنفاس الموتى، والجدران مرصعة برموزٍ قديمة تروي حكايات السحر المظلم، تنبعث أضواء خافتة من شموعٍ سوداء تتراقص في الأفق.
على طاولة مغطاة بجلد مخلوق غريب، وضعت مجموعة من العناصر النادرة: قلب ذئب مقتول تحت القمر الكامل، رماد عظام خنزير، ودماء طفل مذبوح.
نظرت إليهم بعينين تلمعان بالرغبة الجامحة، وهمست بصوتٍ خافت بينما أصابعها الموشومة تتحسس القلب المتصلب:
-كل هذا مجرد ثمنًا زهيدًا مقابل ** .”
-بمن تأثر كاتبنا العظيم، ولمن تقرأ الآن؟
-عادةً لا أتأثر كثيرًا بأحد، ولا أقرأ الآن، لكن قريبًا سأستئنف القراءة برواية للدكتورة “حنان لاشين”
-هل تعتقد أن الكتابة تندرج تحت مسمي الموهبة أم الهواية أم خلاف ذلك؟
-أعتقد أنها موهبة أكثر من كونها هواية.
-صُدر لكم العديد من الأعمال من بداية عام ٢٠٢١ تحت عنوان “ما بدأ لن ينتهي” وأيضًا عام ٢٠٢٤ “المدينة الكاذبة”، حدثينا عنهم بشيء من الإيجاز.
-“ما بدأ لن ينتهي” رواية قصيرة تدور في إطار رعب خيالي، حول مجموعة من الأصدقاء يجدون لعبة قديمة ويقررون اللعب بها، ليكتشفوا لاحقًا أنها أداة لاستحضار الشيطان وتتوالى الأحداث.
“المدينة الكاذبة” رواية قصيرة تدور في إطار اجتماعي، حول فتاة تتعرض للاعتداء من نجل أحد رجال الأعمال وتحاول الثأر لنفسها، وتتوالى الأحداث عندما تصبح هي المذنبة أمام الجميع.
-إذا وجد الشيء وجد نظيره، فهل لاقت كتاباتك نقدًا، وكيف كان تأثير هذا النقد عليكِ إذا كان هدامًا، وما هي نصيحتك للنقاد؟
-بالطبع تعرضت للنقد سابقًا وكان نقدًا بناءً أفادني فيما بعد، نصيحتي للنقاد أنه لا يوجد شخص كامل، جميعنا بشر وجميعنا نخطئ، فمن نحن حتى ننعت أحدهم بالفاشل والسيء لمجرد أنه مازال في البداية!
-هلّا كتبتِ لنا مقتطفاتٍ من كتاباتك.
•-ماذا لو عادت معتذرة؟
-سأضمها بشدة بين ذراعيّ لدرجة لن يستطع أحد تفرقة قلبي عن قلبها، سأخبرها كم كانت الحياة موحشة بدونها، كم كانت رمادية باهتة الألوان فقدت لذتها بغيابها، لو عادت سينشق قلبي نصفين من فِرط اشتياقي لها، سأروي لها عن معاناتي عندما رحلت وتركتني شريدًا كطفل رضيع توفّت عنه والدته فتركته ضائعًا بين غياهب الحياة، لكني لن يُكتب لي لُقياها وهي لن تعود أبدًا.
•ومازالت رؤياك قادرة على بعثرة نبضي وتشتيت عقلي كأني أراك وأقع بعشقك للمرة الأولى
•ثم ماذا؟
ثم أنكِ تاء تسبقها واو تليها يائين تتوسطهم النون شامخة.
•أسيري أنتَ والسين ميم ، قُبض بِحبكَ فؤادي والقاف نون ، ستظل ملاذي والذال كاف.
-ما النقاط الأساسية التي يجب أن يضعها المصمم نصب عينيه عند بدئه بالتصميم؟ وهل يمكن لأي شخص أن يصبح مصممًا؟
-كمصممة جرافيك فإن أهم ما يجب أن يركز عليه المصمم هي الفكرة وتخيل شكل الغلاف؛ فإن وُجدت الفكرة وُجد التصميم. بالطبع يمكن لأي شخص يتمتع بالحِس الفني أن يصبح مصممًا.
-كثرت الكتابة باللغة العامية وخاصةً في الرواية، فهل أنتِ مع أم ضد الكتابة بالعامية، وهل يجوز السرد بها أم أنها تفسد الذوق العام؟
لا بأس إن كان الحوار باللغة العامية، لكن إن كان السرد بالعامية فهي “حدوتة” ولا يجب أن يُطلق عليها اسم “رواية”.
-ما هو مفهومك عن الكتابة أو الأدب بشكل عام؟ وهل من مقولة تاثرتِ بها؟
-في نظري الكتابة هي وسيلة نعبر بها عن مختلف مشاعرنا، والأفكار المبعثرة داخلنا. تأثرت بمقولة “مؤلمة فكرة أن تكون جميع شخصيات الرواية هي جزء من شخصية الكاتب”
-وبالنهاية بما تود أن تنهي الكاتبة حوارها معنا؟
-كان حوارًا ممتعًا، أعادني إلى ذكريات بداية مشواري الأدبي، وأرجو أن يتكرر مرة أخرى، وسأترك رابط صفحتي الشخصية لمن أراد التواصل معي.
https://www.facebook.com/profile.php?id=10001080712244
ومنا نحن مجلة إيفرست الأدبية نتمنى لكم التوفيق والنجاح الدائم فيما هو قادم إن شاء الله.
المزيد من الأخبار
شروق علي.. من القليوبية إلى أبرز منصات الإعلام.. قصة نجاح بنت العشرين
لقاء مع الكاتبة الروائية بسنت محمد عمر: رحلة شغف وحلم يتحقق
الكاتبة تغريد أحمد بحوار داخل مجلة إيفرست الأدبية