20 ديسمبر، 2024

عبقري العمارة الإسلامية -الدكتور المهندس محمد كمال إسماعيل

Img 20241215 Wa0025

كتبت: عُلا يوسف اللبان 

بنظرة سريعة إلى الأشجار وظلالها، هل الراحة تكمن في قطف أغصانها أم في ري فروعها، وغرس جذورها، تعيش الأشجار المُعمرة المثمرة شامخة لا تنحني أبدًا؛ لطلب الماء، أو تمد يدها لطلب المال على روعتها وجمالها الرباني، جعلها الله آية للناس، ونفعًا عظيمًا بحصاد ثمارها، والتمتع بأشكالها المختلفة، تتشابه الفطرة السليمة مع الأشجار في شموخها، بلغني أن الفاكهة الفضية لها مكانة مرموقة بين أشجار جيلها. 

كذلك أستاذ الأجيال، صاحب القلب الذهبي؛ له صيت لامع في الدنيا تحت مظلات الحرم المكي والمدني. أعطاه الله من الخير والثواب ما لم يُمنح للآخرين فهو صاحب مقولة : “إذا أخذت مالًا فكيف أواجه ربي حين ألقاه؟!”.

 هل عرف الدكتور محمد كمال إسماعيل شيئًا عن شجرة الجنكو ومعناها باللغة الصينية “الفاكهة الفضية” من أكثر الأشجار المعمرة، إذ يفوق عمرها المتوقع الكثير من الأنواع الأخرى. ويمكن لهذه الشجرة، وموطنها الصين، أن تعيش لأكثر من 1000 عام. 

وقد اكتشف العلماء مؤخراً السر وراء طول عمرها. إذ اتضح أن هذه الأشجار قادرة على إنتاج مواد كيميائية واقية تحميها من الأمراض والجفاف. كما أنها قادرة أيضاً على الحفاظ على نظام دفاع صحي مع تقدمها في العمر. يبدو أن الدكتور محمد إسماعيل كان معه سلاح أقوى، ونظام دفاع بقوة أعلى؛ وهو حسن الظن بالله، وكان يبتغي شيئًا يبتغيه كل مؤمن موحد بالله، وهو النظر إلى وجهه سبحانه وكفى به هدف؛ فكانت فكرة مظلات الحرم المكي والمدني، وتطوير وتوسعة الحرم المكي بإمكانيات عالية هي وليدة حب الآخرة؛ وأظن أن المكافأة جاءت له في الدنيا تحت مظلات الحرم ملايين من الناس يستظلون بمظلاته، وأعماله تهرول لتطوف بالكعبة المشرفة سبعًا، وتسعى سبعًا وتصلي فرضًا وسنة، وتركع وتسجد لله في أطهر بقاع الأرض على رخام يتحمل الحرارة والبرودة من تصميم، طوبى له هذا الثواب الكبير والنفع العظيم.

علم الدكتور محمد إسماعيل أنه راكب استظل تحت شجرة من أعمال الخير، ثم ذهب وتركها، عن عبدِاللَّه بنِ مَسْعُودٍ قَالَ: نَامَ رسولُ اللَّه ﷺ عَلَى حَصيرٍ، فَقَامَ وَقَدْ أَثَّرَ في جَنْبِهِ، قُلْنَا: يَا رَسُولَ الله، لوِ اتَّخَذْنَا لكَ وِطَاءً، فقال: مَا لي وَللدُّنْيَا؟ مَا أَنَا في الدُّنْيَا إِلَّا كَرَاكِبٍ اسْتَظَلَّ تَحْتَ شَجَرَةٍ، ثُمَّ رَاحَ وَتَرَكَهَا رواه الترمذي وَقالَ: حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.

سيرة وتاريخ مُشرف لرجل قضى حياته لخدمة دينه لم ينتظر جزاءً ولا شكورًا، كان يرجو الله في عمله، لو سئلنا عن اسمه ربما لا نعرفه، أونسمع كثيرًا عنه ، نحسبه على خير ولا نزكيه على الله. أعتقد والله أعلم أن قبول الأعمال بتحصيل ثوابها في الخفاء، لكنها معلنة واضحة جلية في السماء يصل ثوابها أضعاف مضاعفة دون نقصان، فيجتمع ثواب الدنيا والآخرة قال تعالى: عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا (6) يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا (7) وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا(8 )إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا (9) إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا (10) فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَٰلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا (11) وَجَزَاهُم بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا (12) مُّتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ ۖ لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلَا زَمْهَرِيرًا (13) وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلَالُهَا وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلًا (14) وَيُطَافُ عَلَيْهِم بِآنِيَةٍ مِّن فِضَّةٍ وَأَكْوَابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَا (15) قَوَارِيرَ مِن فِضَّةٍ قَدَّرُوهَا تَقْدِيرًا (16) وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْسًا كَانَ مِزَاجُهَا زَنجَبِيلًا (17) عَيْنًا فِيهَا تُسَمَّىٰ سَلْسَبِيلًا (18) ۞.

فتدبر هذه الآيات سهلًا يسيرًا، ولها فضلًا وجزاءً عظيمًا لكل من أتقنها وطبقها في حياته العابرة القصيرة.تشوقت الصفحات لكتابة كثير من الحروف، والكلمات، والإنجازات والأعمال، وتزينت السطور لتدوين سيرة الدكتور محمد كمال إسماعيل؛ التي تحمل في طياتها قيم ومبادئ أجمل من كل أنواع العطور،هيا نعطر قلوبنا بنفحات إيمانية شهدتها أجمل العصور .

ولادته ونشأته:

ولد إسماعيل فى سبتمبر عام 1908م بميت غمر فى محافظة الدقهلية، والتحق بمدرسة ميت غمر الابتدائية عام 1915م، ثم المدرسة العباسية في الإسكندرية في عام 1919م.

تميزه ونبوغه:

رجلًا من الرجال الأفذاذ الذين حباهم الله بنعمة التميز على أقرانه؛ فكان دائمًا فى المقدمة؛ فى يونيو عام 1927م حصل على دبلوم المدرسة الهندسية الملكية قسم العمارة، وكان عدد أفراد الدفعة 7 طلاب فقط، وكان هو الأول عليهم، كما كان أصغرهم سنًا.

 نال العديد من الألقاب منها “البكوية”، التى منحها له الملك فاروق، وكذلك كان من نصيبه لقب “أستاذ الأجيال”، ونال تكريمًا خاصًا من خادم الحرمين الشريفين “الملك فهد بن عبدالعزيز”.

وتحدث الكاتب مصطفى السعدنى، فى كتابه «نجمان من بلدى»، الصادر على هامش الدورة الـ22 لمهرجان الدقهلية الثقافى، عن بدايات المهندس محمد كمال إسماعيل،أجرت مصلحة المبانى الأميرية مسابقة لاختيار الخريجين المؤهلين للسفر إلى باريس للحصول على الدكتوراة فى الهندسة المعمارية، وذلك في نفس عام تخرج الدكتور إسماعيل من الجامعة. 

سفره إلى الخارج وحصوله على الدكتوراة:

وقع الاختيار على النابغة الدكتور إسماعيل لأنه الأول على دفعته، وسافر فى نوفمبر عام 1927م، وبعد ست سنوات من الدراسة والمثابرة، حصل على الدكتوراة بتقدير ممتاز، ثم حصل بعدها على دكتوراة ثانية فى مجال الإنشاءات.

العودة إلى وطنه:

 ثم عاد إلى مصر، وعين بوزارة الأوقاف، قسم الهندسة، وأسند إليه الكثير من التكليفات لتصميم مساجد ومستشفيات.

وتكررت متلازمة جميلة عبارة عن كلمتان «الأول والأصغر» ليذكر بهما الدكتور محمد كمال إسماعيل.

تفوقه على الغرب:

استغنت مصلحة المبانى الأميرية التابعة لوزارة الأشغال عن مجموعة المهندسين الفرنسيين والانجليز، ممن أسند إليهم مسئولية الأعمال المعمارية بها، وتم الاكتفاء بالدكتور؛ ليتولى مسئولية قسم العمارة والتصميمات، كأول مصري يتقلد ذلك المنصب. واستمر عمله بالمصلحة حتى بلغ درجة مدير عام.

أعماله وتصميماته:

كان المهندس الفذ صاحب تصميمات استثنائية مثل:

 مسجد «المرسى أبو العباس» بالإسكندرية

 و«دار القضاء العالى»

 و«مصلحة التليفونات»،

 و «مجمع التحرير» .

إسهاماته والمهمة المقدسة:

أدرك الملك فهد بن عبدالعزيز (1920- 2005) قيمة المعمارى المصري الموهوب بعد أن اطلع على مؤلفه بعنوان “موسوعة مساجد مصر”.

في عام 1953م طلب العاهل السعودي من الدكتور مهمة إعداد التصميمات الخاصة بمشروع توسعة الحرم النبوى الشريف، والإشراف على عمليات التنفيذ. وكانت هذه أكبر عملية توسعة للحرم منذ قرون عديدة. وبعد خمس سنوات أسند إليه عملية أخرى، وهي توسعة الحرم المكى الشريف على مساحة 20 ألف متر مربع، على دورين، وجزء من طابق الخدمات الموجود تحت الأرض، ثم كان تكليفه بمشروع توسعة “البقيع”.

الجوائز:

*كان ذلك المشروع تمهيدًا لحصوله على جائزة التفوق في العمارة، والتي حصل عليها من منظمة المؤتمر الإسلامي، وسلمها له الملك فهد. 

*ومن أبرز الجوائز التي حصل عليها الدكتور محمد كمال هي «نيشان النيل» وكان آنذاك عمره 32 عامًا وذلك نظير إشرافه على بناء مسجدين بالإسكندرية. 

*وفى عام 1947م منحه الملك فاروق لقب «البكوية» بسبب إعداده مجلدين عن مساجد مصر التاريخية باللغتين العربية والإنجليزية.

* كما منحته نقابة المهندسين لقب «أستاذ الأجيال»،.

*وكرمته ألمانيا بسبب خلق صناعة جديدة بها من خلال المظلات الكهربائية، التى عرفها العالم على يديه حينما شوهدت لأول مرة وهي تزين ساحات الحرم وعددها 21 مظلة لحماية المُصلين.

شهادات الآخرين وكلامهم عن الدكتور إسماعيل:

ذكر الكاتب الصحفى صلاح منتصر عن الدكتور كمال إسماعيل قائلًا:

«كل حاج، ومعتمر، وزائر للحرمين الشريفين يذكر الدكتور كمال إسماعيل بالخير، والامتنان، والتقدير للتوسعات الكبيرة التى أحدثها بالحرمين الشريفين، فالحرم النبوى زادت مساحته بمعدل زيادة سبعة أضعاف، من 14 ألف متر إلى 104 آلاف متر مربع.”

” والحرم المكى من 265 ألف متر إلى 315 ألف متر مربع، وهى التوسعات التى أشرف عليها بكل ما تضمنته من مشروعات التوسعة والمظلات، والتكييفات والجراج الذى يسع لـ 5000 سيارة تحت الأرض، كما أنه أول من وضع الرخام الأبيض لتغطية أرض الحرمين الذى لا يتأثر بالبرودة، ولا الحرارة، وبلغ إجمالى تكلفة الأعمال 18 مليار دولار”. 

وأردف صلاح منتصر في مقاله في جريدة الأهرام : «أخبرنى الدكتور كمال إسماعيل بنفسه أن العمود الذى يحمل المظلة عبارة عن عمود من الحديد المفرغ من الداخل، ومغطى بالرخام من الخارج، وحينما تفتح المظلة الواحدة أوتوماتيكيًا تغطى مساحة 24 متر.

أما الدكتور أحمد نوار، فأشار في مقال نشر له في «أخبار اليوم» بعنوان «العبقري المنسى»، قائلًا: بخصوص التوسعة الثانية للحرم المكى.

أفادنى المعمارى المصرى محمد كمال إسماعيل بأنه وضع في الاعتبار فى أثناء التصميم مراعاة تطوير العمارة الإسلامية، وتصميم زخارف، وتقسيمات الأسقف، كما وضع حلولًا علمية لإمكانية «تكييف» الحيز الفراغى للتوسعة التى تبلغ تسعين ألف متر مربع والذى نفذ بقوة 154 ألف طن، وهو أعلى معدل لتكييف حيز فراغى فى العالم.

المفاجأة الكبرى:

رفض المهندس المصري الحصول على الملايين مقابل توسعة الحرمين الشريفين، قائلًا: «إذا حصلت على مال على توسعة الحرمين الشريفين. فكيف أواجه ربى؟!».

  الخشية من الله و صلاح الأثر:

تعد شجرة الباوباب الأفريقية (وتسمى التبلدي في السودان) أقدم النباتات المزهرة الحية. ويمكنها العيش لأكثر من 2000 عام، ولكن في الآونة الأخيرة مات العديد من أقدم الأشجار من هذا النوع، ويعتقد العلماء أن سبب ذلك يعود إلى تغير المناخ. فعلًا تغير المناخ، ولهذا أيضًا يرفع العلم قال الرسول صلى الله عليه وسلم: إنَّ اللَّهَ لا يَقْبِضُ العِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنَ العِبَادِ، ولَكِنْ يَقْبِضُ العِلْمَ بقَبْضِ العُلَمَاءِ، حتَّى إذَا لَمْ يُبْقِ عَالِمًا اتَّخَذَ النَّاسُ رُؤُوسًا جُهَّالًا، فَسُئِلُوا فأفْتَوْا بغيرِ عِلْمٍ فَضَلُّوا وأَضَلُّوا. الراوي : عبدالله بن عمرو | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري. أخرجه مسلم. 

 قضت هذه الشجرة حياتها تمد نفعها، ودواخلها لمئات من الاستخدامات الطبية والصناعية، ومن بينها أن لب فاكهتها يحتوي على كمية من فيتامين سي أكثر من البرتقال، وتستخدم جذورها في صناعة الصبغة الحمراء، ويستخدم لحاء جذعها (القلف) في صناعة السلال والحبال.وقضى أيضًا الدكتور محمد إسماعيل حياته في خدمة دينه، وخشيته من ربه، قال تعالى: “إنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ” فاطر28

إنما يخشى الله الخشية الكاملة هم العلماء بالله، الذين عرفوا ربهم بأسمائه وصفاته وعظيم حقه وتبصروا في شريعته وعرفوا ما عنده من النعيم لمن اتقاه، والعذاب لمن خالفه وعصاه، فهم لكمال علمهم بالله هم أشد الناس خشية لله، وأكمل الناس خوفا من الله وعلى رأسهم الرسل والأنبياء عليهم الصلاة والسلام، فهم أكمل الناس خشية لله سبحانه وتعظيما له ثم العلماء

وهم على مراتب في ذلك متفاوتة، وليس معنى الآية أن غيرهم لا يخشى الله، فكل مسلم ومسلمة ومؤمن ومؤمنة يخشى الله، لكن خشية الله فيهم متفاوتة، فكلما كان المؤمن أبصر بالله وأعلم به وبدينه كان خوفه لله أكثر، وكلما قل العلم وقلت البصيرة قل الخوف من الله وقلت الخشية منه سبحانه. 

قال الله سبحانه وتعالى : إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ۝ جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ ” سورة البينة:الآية 7-8 وقال تعالى”: إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ” سورة الملك الآية 13. 

وعن أبي هريرة قالَ: قالَ رسُولُ اللَّه ﷺ: سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ في ظِلِّهِ يَوْمَ لا ظِلَّ إلَّا ظِلُّهُ: إِمامٌ عادِلٌ، وشابٌّ نَشَأَ فِي عِبَادَةِ اللَّه تَعالى، وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ في المَسَاجِدِ، وَرَجُلانِ تَحَابَّا في اللَّه: اجتَمَعا عَلَيهِ، وتَفَرَّقَا عَلَيهِ، وَرَجُلٌ دَعَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ، وَجَمَالٍ فَقَالَ: إِنِّي أَخافُ اللَّه، ورَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ فأَخْفَاها، حتَّى لا تَعْلَمَ شِمالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِينهُ، ورَجُلٌ ذَكَرَ اللَّه خالِيًا فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ متفقٌ عَلَيْهِ. كان رجلًا قلبه معلق بالمساجد وتطويرها، طالبًا ظل الله سبحانه وتعالى يوم لا ظل إلا ظله . فهنيئًا لرجل مثله.

وفاته:

توفى الدكتور إسماعيل في عام2008 م عن عمر يناهز الـ 99 عامًا. وكأن الأمة الإسلامية أنشدت بصوتٍ واحدٍ أبيات الشاعر فاضل أصفر: 

تمرُّ الحياةُ مرورَ الكرامِ   

    فكن كالغريبِ بحالِ السَّفَر

وكن مثلَ سربِ الطيورِ تخلّى عن المُلْكِ حين تراه هَجَرْ

يُرَنِّمُ لحنَ الحياةِ سعيداً وفي كلِّ يومٍ له مُستقَرْ

تعالى عـن الفانياتِ بأرضٍ فأمسى طليقاً، كذلك حُـر

وأيقــنَ أنَّ المُقَسِّمَ رزقـاً سيقسمُ منـه لطيــرٍ وذَرْ

فهذي الحياةُ كجسرٍ وليست تُشادُ القصورُ على ذا المَمَـرْ

تذكَّرْ بأنكَ عابــرُ دربٍ فإمّـا جنانٌ وإمّـا سَقَـــر

ولستَ ستصحبُ عند الوصولِ من الزَّادِ إلا صلاحَ الأثـرْ

 

المصادر:

1- مقال للكاتب “محمد جلال الدين” نشر في جريدة الأهرام ” بعنوان :صاحب توسعة الحرمين ومتلازمة” الأول والأصغر” محمد كمال إسماعيل” عبقري العمارة الإسلامية”.

2- لقاء مع الدكتور ” محمد كمال إسماعيل” في قناة اقرأ.

عن المؤلف