كتبت: خولة الأسدي
منذُ أسبوعينِ تقريبًا بدأتُ في محاولةِ الخلاصِ من عادةٍ كنتُ أعرفُ أنها مُضرةٌ، لكني لم أقرأْ تفاصيلَ ضررِها، وحينَ فعلتُ، قررتُ الإقلاعَ عنها، مع ما في ذلك من صعوباتٍ، حيثُ اعتدتُ عليها منذُ طفولتي، وكنتُ أفرقعُ أصابعي عشراتِ المرّاتِ في الساعةِ الواحدةِ، ولذا شكّلَ الأمرُ تحديًا كبيرًا بالنسبةِ لي.
كلما وجدتُني أرغبُ في القيامِ بفعلي المعتادِ، تذكرتُ كمْ ساعةً، ثم كمْ يومًا مرَّ عليَّ وأنا تحتَ سيطرةِ الإرادةِ، فشعرتُ بالسعادةِ، وقمعتُ رغباتي غيرَ الصحيةِ، وحينَ أفكرُ في عاداتي السيئةِ، والكارثيةِ صحيًا، أتمنى لو أستطيعُ أن أغيرَها بنفسِ الحزمِ، فأخلدَ للنومِ باكرًا، لأستيقظَ مبكرًا، وأتناولَ الوجباتِ المتعارفَ عليها، كما يتناولُها بقيةُ خلقِ اللهِ، ومن ذاتِ الأصنافِ الممتلئةِ بالخضرواتِ، وغيرها من الأشياءِ المفيدةِ التي لا أحبُّها.
بل وكثيرًا ما أكتفي بوجبةٍ واحدةٍ في اليومِ، ولا تحتوي مكوناتُها البسيطةُ جدًا على أدنى قيمةٍ غذائيةٍ، ورغمَ إدراكي لخطورةِ وضعي، الذي ألمسُه في بعضِ جوانبِ صحتي، إلا أنني في هاتينِ الجزئيتينِ بالذاتِ أبدو عديمةَ الإرادةِ بشكلٍ مُخزٍ!
وفي كلِّ مرةٍ أقعُ صريعةً للمرضِ، الذي لا تستطيعُ مناعتي الهشةُ مقاومتَه، ولا أعينُها بشيءٍ لتفعلَ، أعاهدُ نفسي وأنا أصطلي بنيرانِ الحمى، أنني سأغيرُ عاداتي البغيضةَ، وسأحتسي الأعشابَ التي أطلبُها في لحظةِ وعيٍ صحيٍّ، ثم أرميها في إحدى العلبِ، مؤجلةً تناولَها من يومٍ لآخرَ!
وأقررُ أنني سأتناولُ الفواكهَ على الأقلِّ، فإن لم أكنْ أحبُّها جميعًا، فعلى الأقلِّ أنا لا أكرهُها، كما هو الحالُ مع معظمِ الخضرواتِ، خاصةً المطبوخَ منها، ولكنْ ما إنْ أتعافى حتى أُعرضُ عن تناولِ البطيخِ، والبرتقالِ، والعنبِ؛ بسببِ البذورِ فيها! وأعرضُ عن تناولِ الرمانِ كسلًا من تفريطِه، ولعدمِ حبي له أيضًا، وأحجمُ عن تناولِ الموزِ بسببِ… آه، يبدو أنه لا بذورَ له لأتحججَ بها! وهكذا سأعترفُ أن السببَ هو إهمالي لصحةِ غذائي لا أكثرَ.
المزيد من الأخبار
غرفٌ بعيدة
ليس لها طفولة ولا شيخوخة
فخورة بنفسي