د محمود لطفي
في ليلة وداعه التي لم اكن اعلم انها وداع حينذاك، ارتدى عباءة النصح والوعظ فتعجبنا فكيف لهذا المبتسم الساخر دوما ان يصبح بين عشية وضحاها شخص جديد!
هل لم نكن على دراية به ام تبدل بشخص اخر؟
في تلك الليلة كان لا يبتسم ولا يسخر ولا يتنمر بفاكهة كعادته ، بل كانت ملامحه اقرب للجدية بدا لي وكأنه صديقا جديدا لا اعرفه يتبارى في النصح والإرشاد كمن ادرك قرب النهاية ، وجه كم كبير من النصائح للجميع ولعل اهم ما تذكرته منها (كان لا تعتقد ان كل الايادي الممتدة تجاهك تهدف لمساعدتك)
توقفت عندها كثيرا وكلما مررت بأزمة او مأزق يحتاج مساعدة الغير اتذكره واتذكر نصيحته التي تعلمت منها عدم ربط اهدافي بأشخاص فتنتهي الاهداف بنهايتهم او بالاحرى نهاية علاقتي معهم لاي سبب وعزمت أن يكون لحياتي ملامح ارسمها بيدي لا بيد غيري.
لا اعلم لماذا اكتب هذا عنه رغم عشر سنوات ولماذا اشبه صديقي في تلك الليلة ولماذا انصح الآخرين كثيرا ؟
ربما كانت النهاية تقترب ….وحينها اتمنى اقابل صديقي الذي كنت اعرفه طول العمر في هيئة بعينها وفي ليلة كان صديقي الذي لا اعرفه.
المزيد من الأخبار
صراع
ماشي
بين طيات الزحام