. كتب/ ابوسفيان محمد الكردفاني
. الثانية عشر تمام الشوق ، ولحظة إلا قليلا عن موعد لقاء عينيك الجميلتين، كيف أنت اليوم ؟ أعلم أنه لا ينبغي لي السؤال فالجواب يبدو جليا من وشوشة النسيم على بابي وصوت العصافير المحتفية بطلتك البهية، هذه الغيوم التي حجبت نور الشمس حياء وخجلا من جمال طلتك الرائعة، إن الصباح الذي يبدأ بصوتك الناعس وضحكتك المحببة وأنت تنطقين صباح الخير عليك ياسيدي إنه لجد جميل.
أعلم إن هناك أعين كثيرة تتلصص وتنظر إليك منذ خروجك من دارك ، وإن بعض السفهاء قد يلقي علي مسمعك بعض عبارات الغزل المبتذلة والمكررة ، لكنك لا تهتمين لأن عبارة واحدة منى تزيل ماعلق بأذنك وسبب لها الضوضاء ، لعل أمك قد أطلقت البخور من خلفك ومعه عدد مهول من الأدعية ترقيك بها وتحفظك من شر العيون، وهي لا تعلم إن لساني لا يفتر عن الدعاء لك مع كل رمشة عين .
تتقاذفني الأفكار كقارب في بحر لجي ويوم عاصف وأنا أبحث عن هدية تليق بك وابتسامتك التى تفتح القلوب قبل الطرقات، لست من اللائي يحبذن المال فاغتني لك قارورة عطر خيالي باهظة الثمن ، ولا ممن تستهويها الماركات العالمية للموضة، ولا بالتي يمكن أن أضحك عليها ببيت شعر جميل ، لا تبحثين عن معنى الجمال في الأشياء المادية بل هو عندك شعور عاطفي يمكن أن يستشف من تفاصيل صغيرة قد لا تشكل فارقا في حياة أحدهم، كم حدثتني عن جمال بداية يومك وأنت تقدمين حلوى صغيرة لطفل في الطريق ، فردها إليك بابتسامة صافية جميلة نابعة من القلب ومعها عبارة شكر لك، كيف ياتري سوف يكون يومك لو قابلت عجوز محتارا كيف يعبر الطريق والناس من حوله منطلقة بسرعة الصاروخ ، تأتي أنت كبطل سينمائي تأخذين بيده بكل حبور تلقين عليه تحية الصباح يبتسم لك في ود وثناء ، تعبرين معه الطريق فتتوقف حركة السيارات كأنما توقف الزمن ليس احتراما لذاك الرجل العجوز لكنهم يقدسون هذا الجمال الذي يسلب لبهم ويترك عيونهم شاخصة نحوك ، في إنتظارك تبدو الثواني كأنها دهر لا يتحرك أبدا كلما أحترقت بشوقك ولهيب الجوى من بعدك ، وغدوت كشخص ينتظر عزيز لديه أمام غرفة العمليات يدعو له بحدوث معجزة تجعل ذاك الشخص يطل من خلف الباب بكل الصحة والعافية، أزرع المكان جيئة وذهابا مثل شخص عجوز حكيم يفكر في أمر جلل يحتاج للتريث قبل إصدار القرار.
تطلين من بعيد تحملين بين حناياك كل الشوق يظهر من عينيك حينما تشع ببريق عجيب ، تتبعك الفراشات وخلفها العصافير تتحلق النجوم فوقك فما أنت إلا البدر وقت تمامه، تتغير الفصول والمواسم وتكتسي الأرض بالخضرة تبسطها أمامك سجادة خضراء ، وأنا الذى سقط قلبي في فخ حبك ولم يعد كما كان، عقلي مضطرب لا يستطيع أن يصدر أمر صحيح فهذا الجسد قد أحترق بنار الشوق والعشق، بداخله حمم تتصاعد ويغدو في سخونة البراكين، وخارجه تسيل أودية ويتصبب العرق من كل المسامات مع أن درجة الحرارة خارجه تذيب كل الفوارق بيننا وتجعل ذاك المستحيل ممكن .
المزيد من الأخبار
وتفاقمت المسافات
وتفاقمت المسافات
وتفاقمت المسافات