الثَّعَالِبُ فِي صُوَرِ الرِّجَالِ

Img 20241126 Wa0041

 

 

كتب مُحَمَّدُ جَمَالٍ

 

نَتَبَاهَى بِأَشْخَاصٍ وَنَفْتَخِرُ بِهِمْ ، ثُمَّ نَبْحَثُ عَنْهُمْ فَنَجِدُهُمْ أَشْبَاهَ الرِّجَالِ ، لَا عَهْدَ لَهُمْ وَلَا مَبْدَأَ . نَحْنُ نُتَابِعُهُمْ مُنْذُ فَتْرَةٍ طَوِيلَةٍ ، ثُمَّ عِنْدَمَا يَحْدُثُ مَوْقِفٌ مَا ، وَتَبْحَثُ عَنْ هَؤُلَاءِ الْأَشْخَاصِ ، لَا تَجِدُ أَحَدًا مِنْهُمْ . كَأَنَّ الْأَرْضَ انْشَقَّتْ وَابْتَلَعَتْهُمْ ، وَكَأَنَّهُمْ رِيَاحٌ تُحَرِّكُهَا الْعَوَاصِفُ . ثُمَّ نَأْسَفُ لِذَلِكَ . كُنَّا نُرَافِقُهُمْ ، وَلَكِنَّ الْوَقْتَ قَدْ فَاتَ . نَحْنُ نَفْتَقِدُ الْكَثِيرَ وَالْكَثِيرَ مِنْ الْأَشْيَاءِ . كُنَّا نُشَاوِرُهُمْ فِي كَثِيرٍ مِنْ الْمَوَاقِفِ ، وَنَعْتَبِرُهُمْ سَنَدًا لَنَا ، وَنَأْخُذُ بِآرَائِهِمْ ، وَنَعْتَبِرُهُمْ آبَاءً ، لَكِنَّ الزَّمَنَ كَشَفَ عَنْ وُجُوهِهِمْ ، فَخَذَلُونَا . وَمَا نَأْسَفُ عَلَيْهِ هُوَ أَنَّنَا كُنَّا نَقُولُ إِنَّ هَذِهِ الثَّعَالِبَ لَوْ تَرَكَتْنَا لَضَلَلْنَا ، وَهَاجَمَتْنَا الْكِلَابُ ، وَاتَّضَحَ أَنَّهَا تَأْكُلُ لُحُومَنَا أَكْثَرَ مِنْ الْكِلَابِ . نَحْنُ نَخْشَى أَنْ نَجِدَهُمْ فِي طَرِيقِنَا ، فَتَضِيعُ حَيَاتُنَا سُدًى .

عن المؤلف