كتبت: ياسمين وحيد
هناك في ذاك الليل من ليالي الشتاء الكئيبة، وقفت اتأمل طوالع النجوم، وكأني أتذكر كل الليالي الحزينة التي مرت علي، كل الليالي التي شهدت فيها وسادتي كل هزائمي.
اتأمل وكأن أشهد كل تلك الغمغمات الحزينة مُجددًا، شعرت لوهلة وكأني لم أتخطى شيء وكأني أقف مكاني أشاهد كل معاركي التي هُزمت فيها، لست فقط أُعيد مُشاهداتها بل ويتسلل إلي ذلك الشعور الخسيس المنكسر من جديد. كنت أظن أنني قد نسيت ذلك الشعور وفي الواقع أني قد تناسيت .. وها أنا أجدني قد بلغت التراقي مُجددًا. ذلك الشعور الذي حاربت لسنوات لأنتصر عليه، اليوم أقف لأجد أنه قد تمكن مني مرةً أخرى.
أقفُ مُتأملًا بريق النجوم لأجدها أكثر بريقًا في تلك الليلة وكأنها تجبرني بأن هناك ضوء دائمًا مهما كانت قتامة الليل، ستجد الضوء في النهاية.. فتلك القتامة موجودة فقط لتُظهر الضوء.
ستظل تسأل نفسك “هل انتصرت؟ أم أن تلك الغمغمات الحزينة قد انتصرت؟”
مادُمت تسأل هذا السؤال فأعلم بأنك لم تنتصر وتتعافى بعد، هل تعلم متى ستتعافى؟ حينما يتوه هذا السؤال بين متاهات عقلك ولن يجد طريقه للعودة لمركز عقلك مُجددًا.
وفي ذلك الشرود تسمع صوت الطيور تُزقزق ومع همهمات الصباح يزول جزءًا من شرود قلبك.
فالليل بالرغم من هدوءه يحمل ذكريات حزينة، والصباح بالرغم من ضجيجه يأتي مٌحملًا بأحلام جديدة.
المزيد من الأخبار
صراع
ماشي
بين طيات الزحام