كتب: زياد مجدي
الحضارة اليونانية، أو بلاد اليونان القديمة…
تلك الحضارة التي تُعتبر من أكثرِ الحضاراتِ تأثيرًا في التاريخ، فقد إهتمَّت بكلِ شئٍ تقريبًا، بدايةً من الملابس والزخارف والعمارة والفنون والنسب والعلم، وحتي القوة والسلطة، ولكن أخذ العلم الجزء الأكبر من الإهتمام، فعلماء الإغريق هم من أوائلِ العلماء الذين عرفهم التاريخ، ولعلَّ أبرز هؤلاء العلماء هو ذلك العالم والمُخترع الفذ الذي وضع الأساس لكثيرٍ من العلومِ مثل: الحساب والفيزياء…
إنه أرشميدس.
وُلد ذلك الرجل قبل الميلاد بحوالي ٢٨٧ سنة، في مدينةٍ إغريقيةٍ تُسمَّي “سيراكوس”، وقد عاش حياة عادية هادئة، حتي ذاع صيته بعدما تَوصَّل إلي أحد قوانين الفيزياء…
قانون الطفو…
وما جعل صيته يُذاع هو كيفية إكتشافه لذلك القانون، وكل ما يمكننا قوله هو أن إكتشاف أرشميدس لقانون الطفو جاء من خلال حادثة طريفة للغاية، لم يستطع الناس أن ينسوها أبدًا.
بدأت الحكاية بطلبِ حاكم مدينة سيراكون من أرشميدس التحقُّق من أمرٍ ما…
فقد أراد ذلك الحاكم أن يتأكد أرشميدس إذا ما كان التاج الملكي الذي أعدَّه له الصانع مصنوعًا من الذهب الخالص، أم من الذهبِ المخلوطِ بسبائكٍ أخري…
إذا أراد الحاكم أن يعرف ذلك وقتها، كان عليه أن يقوم بإذابةِ معدن التاج عن طريق الحرارة العالية، ومن ثم معرفةِ نوع المعدن، ولكن الحاكم قد رفض تلك الطريقة، فدعا أرشميدس الذي عُرف بذكائه ونبوغه ونباهته.
أخذ أرشميدس يبحث في الأمر، وحاول بعدةِ طرقٍ معرفة ما إذا كان التاج مغشوشًا أم لا، ولكنه لم يتوصَّل إلي أي شئٍ، حتي جاء ذلك اليوم…
ففي أثناء تواجده في بركة المياه بمنزله، لاحظ شيئًا أثار إنتباهه، فقد لاحظ أن عندما أنزل جزء من جسده تحت سطح المياه، إنزاحت كمية معينة من الماء للخارج، وإستنتج بعدها أن وزن تلك المياة المُزاحة يساوي وزن الجزء المغمور بالماء، وبذلك الاستنتاج، تَوصَّل أرشميدس إلي طريقة في غاية السهولة تجعله يتعرَّف علي المادة التي صُنِع منها التاج، والطريف هو ما فعله أرشميدس بعدما تَوصَّل إلي تلك الطريقة…
فبمجرد إستنتاجه للفكرة، قفز من بركة المياه، ثم خرج من منزله يهرول بشوارع المدينة، وهو يصيح قائلًا: وجدتها، وجدتها!…
ذهب أرشميدس عائدًا إلي بيته مرة أخري، وبدأ يُطبِّق تلك الفكرة علي التاج.
قام أرشميدس بإحضار قطعة من الذهب تساوي في وزنها وزن التاج الملكي، ثم بدأ بوضع القطعة الذهبية في الماء وملاحظة كمية المياه التي ستزيحها، وبالمثل فعل مع التاج، وهنا توصَّل إلي شئ غريب، فقد وجد أن القطعة الذهبية قد أزاحت كمية مختلفة من الماء عن تلك الكمية الخاصة بالتاج الملكي، وبالتالي إختلاف في كثافة مادة التاج عن كثافة الذهب الخالص…
وبهذا إكتشف أرشميدس أن تاج الملك كان مغشوشًا، وأخبر الملك علي الفور، الذي أمر بقتلِ صانع التاج بمجردِِ علمه بذلك الأمر.
المزيد من الأخبار
انطفاء
هواجس
نقطة