كتبت: زينب إبراهيم
سورة الحجرات من سور القرآن العظيمة ، فإنها مع قصرها، وقلة عدد آياتها جاءت شاملة لأحكام وآداب وأوامر ونواه لا تجدها مجتمعة في سورة سواها.
وتشتمل السورة على كثير من حقائق العقيدة والتشريع والأخلاق، وقد جاءت آياتها كمنهج متكامل لمجتمع إسلامي، سليم العقيدة، نقي القلب، عف اللسان، مهذب الأخلاق، نقي السريرة مع الله .
مجتمع له أدب مع الله جل وعلا و أدبه مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم أدبه مع نفسه ومع غيره.
مجتمع تصان فيه الحرمات ،و لا تتبع فيه العورات .
مجتمع رباه القرآن على يد من كان خلقه القرآن صلى الله عليه وسلم
التعريف بالسورة :
سورة الحجرات: مدينة، نزلت في العام التاسع الهجري
عدد آياتها: ثمانية عشر آية.
وسميت بهذا الاسم نسبة لحجرات النبي صلى الله عليه وسلم (والمراد حجرات نسائه ، وكان لكل واحدة منهن حجرة في مؤخرة المسجد النبوي.)
تفسير قوله تعالى :
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ *يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ *إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ أُولَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيم ﴾ سورة الحجرات : 1 ـ 3
تناولت الآيات أربعة قضايا :
أولاً: تحريم الافتئات (التعدي )على الله والرسول
ثانياً: تحريم رفع الصوت والأمر بغضِّه بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم
ثالثاً: النهي عن إزعاجه صلى الله عليه وسلم
أولاً: تحريم الافتئات (التعدي )على الله والرسول :
سبب نزول الآية :2454432_sobe3_com-700df3cff5
هذه الآيات نـزلت في أبي بكر وعمر – رضي الله عنهما –
عن ابن أبي مليكة قال: “كاد الخيِّران أن يهلكا أبو بكر وعمر – رضي الله عنهما – رفعا أصواتهما عند النبي صلى الله عليه وسلم حين قدم عليه ركب بني تميم فأشار أحدهما بالأقرع بن حابس رضي الله عنه ، وأشار الآخر برجل آخر، فقال أبو بكر لعمر – رضي الله عنهما -: ما أردت إلا خلافي، قال: ما أردت خلافك، فارتفعت أصواتهما في ذلك فأنـزل الله – تعالى -: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ) (الحجرات: من الآية2)” البخاري
قال ابن الزبيرـ رضي الله عنه -: “فما كان عمر رضي الله عنه يسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم
ومن الواضح أن هذا السبب نزلت فيه الآيتان الأولى والثانية من السورة .
التفسير :
قال ابن مسعود إذا سمعت الله يقول: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ﴾ ؛ فأصغ لها سمعك ؛ فإنه خير تؤمر به، أو شر تنهى عنه.
ومن علامات السور المدنية أن يكون فيها: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا )
معنى {لا تقدموا } أصلها لا تتقدموا حذفت إحدى التاءين تخفيفا .
والمراد: لا تسبقوا الله ورسوله بقولٍ أو بفعل.
ومعنى {واتقوا الله} أي اتخذوا وقاية من عذاب الله – عز وجل – وهذا لا يتحقق إلا إذا قام الإنسان بفعل الأوامر وترك النواهي.
{ إن الله سميع عليم } هذه الجملة تحذير لنا أن نقع فيما نهانا عنه من التقدُّم بين يدي الله ورسوله، أو أن نخالف ما أمر به من تقواه .
{سميع } أي سميع لما تقولون
{ عليم } أي عليم بما تقولون وما تفعلون؛ لأن العلم أشمل وأعم، إذ إن السمع يتعلق بالمسموعات، والعلم يتعلق بالمعلومات، والله تعالى محيط بكل شيء علماً، لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء
والمعنى : لا تتقدموا بهذه الآراء التي تختلفون فيها ﴿ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِه﴾ قبل أن يرى النبي صلى الله عليه وسلم رأيه.
ولذلك لما بعث النبي صلى الله عليه وسلم معاذا إلى اليمن قال له: (بم تحكم؟
قال: بكتاب الله تعالى
قال: فإن لم تجد؟
قال: بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال: فإن لم تجد؟
قال: أجتهد رأيي
فضرب في صدره وقال: الحمد لله الذي وفق رسول رسول الله لما يرضي رسول الله صلى الله عليه وسلم) رواه أحمد وقال ابن كثير إنه جيد وضعفه الألباني .
هل هذا خاص بحياة النبي صلى الله عليه وسلم ؟
الصحيح أنه ليس خاصا، بل لا يجوز لأحد أن يتقدم برأي أو بأمر في مسألة إذا كان فيها نص، من كتاب الله تعالى، أو من سنة نبيه صلى الله عليه وسلم، فلا يقول: هذا رأي استحسنته ، والاجتهاد يكون لفهم النص (أي كلام الله وكلام رسوله)لا لرد النص ،وإذا لم تستوعب عقولنا الفهم الصحيح للنص نتهم عقولنا ولا نتهم النص .
وكذلك أيضا لا تقدموا حكمكم ولا رأيكم قبل أن تعرضوا الأمر على شرع الله تعالى .
ثانياً: تحريم رفع الصوت والأمر بغضِّه بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم :
قوله – تعالى -: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ) الحجرات: من الآية2
معنى قوله: (وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ)
أي لا تخاطبوه: يا محمد، يا محمد، ولكن يا نبي الله، ويا رسول الله، توقيرا له وتعظيما وما ذكره العلماء هو في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم أما بعد وفاته فالأدب عند الكلام عنه فلا يقال قال محمد ؛ حيث إن ذلك من الجفاء وسوء الأدب وإنما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهكذا .
قال ابن كثير: قال العلماء: يكره رفع الصوت عند قبره صلى الله عليه وسلم كما كان يكره في حياته، لأنه محترم حيا وفي قبره صلى الله عليه وسلم وقد روينا عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه سمع صوت رجلين في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم قد ارتفعت أصواتهما، فجاء فقال: أتدريان أين أنتما؟
ثم قال: من أين أنتما ؟
قالا: من أهل الطائف، قال: لو كنتما من أهل المدينة لأوجعتكما ضربا.
ولما نزلت هذه الآية: ﴿ لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ ﴾
قصة ثابت بن قيس:
كان ثابت بن قيس بن شماس – رضي الله عنه – جهوري الصوت، فتغيَّب في بيته وصار لا يحضر مجالس النبي صلى الله عليه وسلم، فافتقده الرسول صلى الله عليه وسلم وسأل عنه فأخبروه أنه في بيته منذ نزلت الآية، فأرسل إليه رسولاً يسأله، فقال: إن الله تعالى يقول: { يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصوتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون } .
وإنه قد حبط عمله، وإنه من أهل النار، فدعاه الرسول صلى الله عليه وسلم فحضر، وأخبره النبي صلى الله عليه وسلم أنه من أهل الجنة، وقال: « أما ترضى أن تعيش حميداً، وتُقتل شهيداً، وتدخل الجنة؟ » قال : بلى رضيت، فقُتل – رضي الله عنه – شهيداً في وقعة اليمامة، وعاش حميداً، وسيدخل الجنة بشهادة الرسول – عليه الصلاة والسلام –
وبعد أن استشهد ثابت في المعركة، مرّ به واحد من المسلمين الذين كانوا حديثي عهد بالإسلام ورأى على جثمان ثابت درعه الثمينة، فظن أن من حقه أن يأخذها لنفسه، فأخذها..
“.. وبينما رجل من المسلمين نائم أتاه ثابت في منامه ؛فقال له: اني أوصيك بوصية، فإياك أن تقول: هذا حلم فتضيعه.
إني لما استشهدت بالأمس، مرّ بي رجل من المسلمين فأخذ درعي..
وإن منزله في أقصى الناس، وفرسه يستنّ في طوله، أي في لجامه وشكيمته؛وقد كفأ على الدرع برمة، وفوق البرمة رحل..فأت خالدا، فمره أن يبعث فيأخذها..
فإذا قدمت المدينة على خليفة رسول الله أبي بكر، فقل له: إن عليّ من الدين كذا كذا..فليقم بسداده..
فلما استيقظ الرجل من نومه، أتى خالد بن الوليد، فقصّ عليه رؤياه..
فأرسل خالد من يأتي بالدرع، فوجدها كما وصف ثابت تماما..
ولما رجع المسلمون الى المدينة، قصّ المسلم على الخليفة الرؤيا، فأنجز وصيّة ثابت..
وليس في الاسلام وصيّة ميّت أنجزت بعد موته على هذا النحو، سوى وصيّة ثابت بن قيس..
ومعنى الآية : لا تجهروا بالكلام الذي فيه شيء من الجفاء أو نحو ذلك؛ كما يجهر بعضكم لبعض، بل غضوا أصواتكم عنده، ولا ترفعوا صوتكم؛ فإن في ذلك شيئًا من الجفاء، وشيئًا من غلظ الطبع
فكانوا إذا تكلم أحدهم لا يكاد يُسمع النبي صلى الله عليه وسلم حرصا منهم على التأدب، وخوفا من حبوط الأعمال.
﴿ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ ﴾ أي: لا تعلمون
( تحبط ) يعني: تبطل أعمالكم؛ بسبب رفعكم أصواتكم عند النبي صلى الله عليه وسلم مما يدل على عدم الاحترام له، وعدم الإصغاء إلى كلامه.
قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ أُولَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى) الحجرات: من الآية3
قال ابن عباس – رضي الله عنهما -:لما نـزل قوله: ( لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ ) تألّي (حلف يمينا )أبو بكر ألا يكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا كأخي السرار (كصاحب السرار أَي يكلمه بصوت منخفض )،فأنـزل الله في أبي بكر: (إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ ….. )
﴿ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ ﴾ الامتحان : الاختبارأو بمعنى خلّص، فكما أن امتحان الذهب بالنار يخلصه من شوائب أي معدن آخر.
إذاً: قلوبهم أصبحت أوعية للتقوى، وليس في قلوبهم شيءٌ آخر قط غيرها، فطهرت ونقت، وتعطرت واستقبلت التقوى في تربة خصبة خالصة لا تشوبها شوائب أخرى.
﴿ لِلتَّقْوَى ﴾ أي: لتقوى الله تعالى؛ فلما امتحنها ظهر أنها ممتلئة بالتقوى، ودل على ذلك غضهم أصواتهم عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وعدهم الله في هذه الآيات بقوله :
(لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ ﴾المغفرة: ستر الذنوب، وإزالة أثرها.
والأجر: الثواب الذي يحصل عليه المؤمن مقابل عملٍ عمله.
ثالثا: النهي عن إزعاجه صلى الله عليه وسلم
قوله – تعالى -: (إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ ) الحجرات: من الآية4
سبب نـزولها:
قال ابن كثير: ذكر أنها نـزلت في الأقرع بن حابس التميمي رضي الله عنه فيما أورده غير واحد، فقد روى الإمام أحمد بسنده عن الأقرع بن حابس “أنه نادى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد يا محمد، فلم يجبه، فقال: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم إن حمدي لزين وإن ذمي لشين، فقال ذاك الله عز وجل .
﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ ﴾
والحجرات جمع حجرة، وهي الرقعة من الأرض المحجورة بحائط يحوط عليها، فأصل كلمة الحجرة من الحجر والحجر المنع، وكل ما منعت أن يوصل إليه فقد حجرت عليه.
والمراد حجرات نساء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وكان لكل واحدة منهن حجرة. ومناداتهم من ورائها يحتمل أنهم قد تفرقوا على الحجرات منادين عليه.
{ أكثرهم لا يعقلون } يعني ليس عندهم عقل، والمراد بالعقل هنا عقل الرشد؛ لأن العقل عقلان: عقل رشد، وعقل تكليف، فأما عقل الرشد فضده السفه، وأما عقل التكليف فضده الجنون،
فمثلاً: إذا قلنا: يشترط لصحة الوضوء أن يكون المتوضىء عاقلاً مميزاً، فالمراد بالعقل هنا عقل التكليف
وإذا قلنا: يشترط للتصرف في المال أن يكون المتصرف عاقلاً، أي عقل رشد، يحسن التصرف
فالمراد بقوله هنا: { أكثرهم لا يعقلون }أي عقل رشد؛ لأنهم لو كانوا لا يعقلون عقل تكليف لم يكن عليهم لوم ولا ذم، لأن المجنون فاقد العقل لا يلحقه لوم ولا ذم، وهذا واضح، وقوله: { أكثرهم لا يعقلون } يفهم منه أن بعضهم يعقل وأنه لم يحصل منه رفع صوت، بل هو متأدب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ثم يقول: ﴿ وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا حَتَّى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ ﴾ يدل على أنهم ما صبروا؛ بل أخذوا يصيحون، ويكررون: يا محمد ؛ اخرج، يا محمد اخرج إلينا؛ يكررون ذلك؛ فدل ذلك على أن عندهم شيئا من الجفاء؛ لأنهم نشئوا في البوادي وفي البراري.
جاء في الحديث أن الذي يستأذن؛ يستأذن ثلاث مرات، ولا يزيد.
في الحديث: « إذا استأذن أحدكم ثلاث مرات فلم يؤذن له؛ فلينصرف » فيمكن أن هؤلاء كرروا الاستئذان: يا محمد يا محمد ، وهم يستأذنونه ويقولون: اخرج إلينا؛ فلذلك ما صبروا.
﴿ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ وعدهم بالمغفرة مع ما حصل منهم من هذا الجفاء، وذلك دليل على أن الله تعالى تسبق رحمته غضبه ؛ كتب على نفسه : « إن رحمتي غلبت غضبي »
وجوب الأدب مع العلماء
وهذا الأدب قد وعاه السلف حيث تجاوزوا به شخص رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى كل شيخ وعالم من العلماء، احتراما لهم، حيث إنهم يحملون ميراث رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو سنته.
لقد كثر المتعالمون في عصرنا، وأصبحت تجد شابا حدثا يتصدر لنقد العلماء وتجريحهم والتطاول عليهم ،وهذا أمر خطير، لأن جرح العالم ليس جرحا شخصيا، كأي رجل ، ولكنه جرح بليغ الأثر، يتعدى الحدود الشخصية، إلى رد ما يحمله العالم من الحق.
ولذلك استغل المشركون من قريش هذا الأمر، فلم يطعنوا في الإسلام أولا، بل طعنوا في شخص الرسول، صلى الله عليه وسلم لأنهم يعلمون – يقينا – أنهم إن استطاعوا أن يشوهوا صورة الرسول صلى الله عليه وسلم في أذهان الناس، فلن يقبلوا ما يقوله من الحق.
إذن، فالذي يجرح العالم يجرح العلم الذي معه.
ومن جرح هذا العلم، فقد جرح إرث النبي، صلى الله عليه وسلم وعلى ذلك فهو يطعن في الإسلام من حيث لا يشعر.
فيجب علينا أن نحفظ للعلماء مكانتهم، وفاعليتهم في قيادة الأمة، وأن نتأدب معهم .
ونحن نعلم أنه لا معصوم إلا من عصم الله وهم الأنبياء والملائكة ؛ وعلى ذلك فيجب أن ندرك أن العالم معرض للخطأ، فنعذره حين يجتهد فيخطئ، ولا نذهب نتلمس أخطاء العلماء ونحصيها عليهم.
وندرك أن الخلاف موجود ؛لذلك يجب أن تتسع صدورنا للخلاف بين العلماء فلكل واحد منهم فهمه، ولكل واحد إطلاعه على الأدلة، ولكل واحد نظرته في ملابسات الأمور، فمن الطبيعي أن يوجد الخلاف بينهم
وينبغي أن نعرف أن عدم الأخذ بقول العالم، وأن مناقشته، والصدع ببيان الحق، يختلف تماما عن الطعن في العلماء
فالفرق بين الأمرين عَظِيمٌ جدا، يجوز لنا ألا نأخذ بالفتوى، إذا لم توافق الدليل، لكن لا يجوز لنا الطعن في العلماء.
المزيد من الأخبار
صفات الرسول المصطفى
العصر العباسي: حقبة من الازدهار الثقافي والانهيارات السياسية
كن متفائلاً