حوار: رحمة محمد عبدالله
لغة الضاد هي عالم واسع مِن المعارف، كُلما تعمقت بهِ تكتشف أن مَا وصلت له نقطةٌ فِي بحرًا ليس لهُ نهاية مِن المعارف، والأن نعود من جديد مع كاتبة جديدة من مواهب مبادرة بحر، لنستمع لها، وإلىٰ مدىٰ وصل تفكيرها، لن أطيل عليكم، وهيا بنا.
_ببداية حديثنا، نريد تعريف القارئ علىٰ موهبة اليوم، صفي لنا نفسك في سطرين، مَن أنتِ، ومن أين كانت نشأتك، ومَا هي ودراستك؟
-نَيِّرَة السَّعِيدْ. المُلقّبة بِ “أَديَا”.
-نشأتي في محافظة الدقهلية.
-طالبة بالصف الثالث الثانوي.
_حدثينا عن موهبتك، ومتى كانت؟
-أمتلك موهبة الكتابة، وبعض المواهب الأخرىٰ.
-اكتشفت تلك الموهبة وكان عمري يتراوح ما بين ١٢-١٤ عامًا.
_الكاتب قارئ قبل أن يكُن كاتب، هل كانت لديكِ موهبة القراءة قبل كونك كاتبة، وهل كانت للقراءة تآثيرًا عليكِ؟
-نعم، أنا من هُواة، ومدمنين القراءة.
-أهوىٰ قراءة الكتب في مختلف المجالات، مثل: علم النفس، والأدب العربي، الأدب العالمي، الروايات، كتب دينية.
_كيف كان يسير يومك قبل أن تصبحي كاتبة، وبعد أن أصبحتي هل بوجهة نظرك تَغير شيء؟
-كان يومًا عاديًا، يسير كَأي يوم يسير في حياة البشر، ولكن الأمر يختلف عندما يكتشف الشخص أن لديه موهبة -فالبعض إلى الأن لازال لا يعرف ما هي موهبته، فيحاول تنميتها، وتتغير أهدافه.
_الخطوة الأولىٰ دائمًا مَا تكُن الخطوة الأصعب علىٰ الإطلاق، أخبريني عن خطوتك الأولىٰ.
-حقًا، لم أجد أحد يدعمني، فكما نرىٰ، البعض يرىٰ أن الكتابة أصبحت من التراث القديم، لا تلفت نظر إلا أولئك الأشخاص القدامىٰ، من يعيشون بكوكبٍ آخر، وذلك رأي البعض.
حقًا، أمر مُضحك عندما كنت أسرد كتاباتي علىٰ بعض من أصدقائي، كانوا لا يفهمون كلمةً باللغة العربية.
_ضاعت هوية اللغة العربية إلىٰ أن أصبحت مضمرة لا يعترف بها إلا قِلّة.
_للكاتب مقاييس، ونموذج مُحدد؛ وإلا ذلك لأصبحَ كُل مَن لقب نفسهُ بكاتب صادقً، فما هي مقاييس الكاتب الحقيقي من جهة نظركِ؟
-الإحساس، أن يستطيع الكاتب إيصال ما يشعر به عندما كان يكتب هذا النص، أمرٌ مهم.
-الصدق، عندما يمسك بقلمه يسرد ما في قلبه صدقًا، وليس بعض كلمات يقرءها الأناس فقط.
-التوازن.
أن يكن لديه شغف ليُكمل ما بدأه.
_جميعنا نَعلم جيدًا أن إحتراف الشيء لا يُأخذ بين يوم، وليلته، فهل أنتِ الأن قد وصلتي لمرحلة بالكتابة راضيةٌ عنها؟
-نعم، تعلمت أشياء جديدة في اللغة، ولكني أريد أن أتعمق أكثر من ذلك.
حقًا، كلما أدرك أني تعلمت أشياء كثيرة، أرىٰ أنني لم أتعلم إلا قطرة في بحر اللغة.
_الأن سوف نقوم بعبور آلة زمنية تنقلنا نحو خمس سنوات، فأخبريني أين ترين نفسكِ بعد هذه المُدة؟
-أريد أن يكن لي كتب منتشرة بين أيادي الأناس، لست أهدف لِلشهرة كما أهدف لِلإفادة.
-أرىٰ أنني استطعت جَلْب أنظار البعض لِلغة العربية الجميلة لغة الضاد.
_حدثينا عن مُشاركتك بمبادرة بحر، وهل كان لها تآثرًا في مستواكِ من بدايتك، حتىٰ الأن؟
-مبادرة بحر من أروع المبادرات حقًا، أوجه الشكر لجميع القائمين عليها وبالأخص د. أماني جمال.
جزاهم اللّٰه خيرًا جميعًا.
_هل أنتِ من النوع الذي لديه سقف من الطموح، والأماني يسعىٰ لتحقيقها، وما مخططك نحو المستقبل؟
-نعم، أنا لديّ أمال وطموحات بجانب الكتابة، فأحلامي ليست مقتصرة علىٰ الكتابة فقط، وهذا لا يغير أني أهيم بالكتابة.
_هل بنسبة لكِ موهبة الكتابة هي هواية لا أكثر، أم أنكِ تسعي لأكثر من أن تكن مجرد هواية؟
-لا، ليست هواية فقط، وأسعىٰ لإستغلالها في الإفادة.
_وقبل أن ننهي حديثنا دعينا نقرأ لكِ شيء.
-ينظر للسماء وهو يئنّ… يتنهد عساه يُخرج الكَمَدَ من فؤاده، علّه يخرج ذلك الشّجَنُ المُضْمَرْ داخله.
قابله الحَتْفْ قبل أوانه، جاء به وألقاه في ضريح الرهبة، يعيش الآن في ظلمات الغيّ
ينظر إلىٰ تلك الليالي القاتمة وقلبه محمّلٌ بِالأسىٰ.
لم يبقْ له أحد كَشخص تائهٍ في البيداء ضلّ طريقه وإلىٰ الآن لم يجد ضالته.
مُصابٌ بِاللِّحز في صدره من ضيْم الأنام له ومازال مستمر، كأنّما هو في هيْجاءٍ يأبىٰ الخروج منها إلّا منتصر ولكنها كلّفته حياته.
أصابوه بِالقِنا في أنحاء جسده؛ فأصبح مكلوم الروح والجسد.
يتَأوّهْ كل جزءٍ فيه، يصدح ويصدح ولا أحد يسمعه.
أصابه الدُّغَام ومازالت تلك الصرخات المدوية سجينة بداخله تكاد من هولها أن تنكسر أضلعه.
نَيِّرَة السَّعِيدْ.”أَديَا”
_مَا رأيك بالحوار الذي دار بيننا؟
-سُرِرتُ بكم جميعًا، وشكرًا لكل شخصٍ بهذه الجريدة.
_أخبريني عن رايك بمجلة إيفرست الأدبية.
-في الحقيقة، كانت المرة الأولى التي أتعامل معها، ولكني سمعتُ أنها مجلّة رائعة.
أستودعكم اللّٰه.
وكانت هذه هي نهاية سرد حوار اليوم، مع تلك الموهبة المبدعة، ونتمنى لها التفوق الدائم، وإلى اللقاء؛ حتىٰ نعود مع جديد مع موهبة جديدة تستحق الوصول للقمة، مع إيفرست القمة.
المزيد من الأخبار
سعيدة لشهب: حين تنسج الحكاية بخيوط من الخيال والحلم
مبدعة القاهرة شروق عاطف سيد في لقاء مع إيفرست الأدبية
حوار مميز مع نرمين الطويلة، في مجلة إيفرست الأدبية