19 فبراير، 2025

خذلان الأمان

Img ٢٠٢٣٠٧١٣ ٠٢٣٦٢١٦٢٢

كتبت: زينب إبراهيم

 

صباح الخير يا معذبي، مَن ظننته سيعلم ما تضمره ذاتي من آلام أنت الذي كنت أراه في سمائي زهيرًا لما خذلتني؟ لما أذقتني ذاك الأنين الذي لا يطاق؟ لما صعقت فؤادي بسلب الأمان الذي أغدقته إياه؟ 

صباح الخير يا مَن كان حين الأسى يرسم الضحكة على وجهي، ويزرع البسمة في عيني، ويردع الجزع عن فؤادي وودت إن استخبرت عن سبب وقوعي في هاوية خذلان الأمان؛ لأنني ذقت طعم الأمان معك في كل لحظة، حتى تناسيت أنه يوجد بالحياة قسوة جعلتني أفيق من ذلك الحلم الجميل على صاعقة الأنين الذي غذى شتى حياتي، وجسدي، وروحي كلما مرت أمامي الذكريات أحجبها عني؛ كي لا أدمع لا أريد أن إبراز ضعفي وشوقي إليك، فأنت من انتقى ذاك السبيل وجعلني ألج فيه عنوة أيضًا لم يكتفي بذلك؛ إنما جعلني أراه سعيدًا بحالتي تلك، فكنت أصارع ذاتي، حتى أبدى قوية وداخلي النيران تصعر وتريد الفتك به وبحبه الزائف ذلك الذي أبداه لي وجعلني أقع فريسة لحبه.

صباح جديد مع معركة مقبلة على أبواب الخذلان الذي لم يدع إمرئ وأدخله رغمًا عنه، فجعله يرى خداع من يحبه على أنه حقيقة؛ لكن وراء تلك الحقيقة الكاذبة قناع الحرباء التي تتلون بكل لون، حتى تخدع وتدبر المكائد لفريستها تستدرجها إلى مقرها على اللون الذي يروق لها؛ أما أنا قد خدعت بلونك الذي أظهرته لي على هيئة أمان، وحب، واحتواء؛ لكن لم أدع فرصة لرؤيتك على عكس ذلك وتلك أشياء واظبة تفعلها كلما أردت الإيقاع بفريسة جديدة لقد سئمت الانتظار؛ حتى ارى وجهك الحقيقي الذي جعلني أنال نصيبًا من خذلانك للآخرين، فلما؟ السؤال الذي أطرحه كل يوم على نفسي ما سبب فعلك هذا الذي لا أرى له أية أعذار؟ 

لقد منحتك فؤادي الثمين وأنا مغمضة العينين لم أقل في يومٍ: أنك سذبحه أو تهصره أمام عيني؛ لكن للأسف قد فعلتها على مرأى ومسمع ذاتي، بل جعلتني أصعق بأنك بتلك البشاعة التي أستبعدت أن تكون منها ومن ذاك النوع الردئ الذي يجعل المارين لا يلقون عليه السلام أو نظرة يا ليتك لم تكن كذلك، لقد أحببتك حقًا ورسمت لنفسي أحلامًا معك لم أكن أعلم أنه سيأتي اليوم الذي أنظر لذاتي في المرآة وأرها بتلك الهيئة الذابلة بعدما كنت مزهرة في كل حين.

عن المؤلف