كتبت:يمنى التابعي أبو عوض
هل تخيلت يومًا وأنت في إحدى الرحلات الاستكشافية حول العالم أن تجد الأحياء والأموات يتقاسمون كل شيء ؟
هل تخيلت وأنت تسير في إحدى الشوارع؛ أن تجد جثة لأحدهم يرتدي ملابس جديدة
ويجلس بجانب أحدهم يتبادلان أطراف الحديث ؟!
هل تخيلت يومًا أن تحضر احتفال ولكن احتفال للموتى واستخراج جثثهم حتي يظهرون في صورة الحياة من جديد ؟
كل ما تم ذكره يمكنك حقًا أن تشاهده فهو حقيقة لا خيال بل طقس من الطقوس الهامة والتي لا يمر عام إلا ويتم الاحتفال بها .
وهذا يحدث بالتحديد في شهر أغسطس من كل عام في مدينة تاروجا جنوب (سولاوسي)
ولكن ليس هذا الغريب في ذاته ولكن الغريب هو طرق التعامل مع الموتى في مختلف الأماكن من بقاع العالم .
فالموتى يعودون إلي الحياة بصور مختلفة .
ففي بعض الأماكن يتم حرق جثثهم وتحويل تراب الجثث إلي الألماس وترتدي الميت كخاتم في إصبعك أو قلادة جميلة حول رقبتك .
وقد تبيعها في أي وقت وأي مكان إذا مررت بضائقة أو قد يسرق الميت .
وأيضا حرق الجثث والاحتفاظ بالرماد المتبقي من الجثة في إناء جميل ومزين .
ولكن كيف الحال إذا كسر الإناء وتناثر الرماد في الهواء ؟
أو جاءت عاصفة وأخذت الرماد تطير به في جميع الإتجاهات .
ظواهر مرعبة ولكن المرعب أكثر الأفكار التي حركت هذا السلوك .
فما قيمة الحياة لمن مات ؟!
وما قيمة الاحتفاظ بهم ؟!
فكرة رفض الموت وعدم التخلي عن الأشخاص، إن سلوك الإنسان معقد ولا يمكن أن تحسن التوقع في كل مرة فأنت تصبح كالمقامر
فهذا من يراهن علي سلوك الإنسان ،تغير في المدخلات الإدراكية يؤدي إلي فكرة جديدة وأخري غير التي تكونت وإن تشابهت المدخلات الإدراكية فالرحلة التي تحدث داخل العقل لا يمكن التنبأ بها .
ولكن إن أعدنا التفكير في كل هذه الظواهر الغريبة و المتطرفة ،سوف تجد أنها تحدث في كل بقاع الأرض .
فيظل الأموات يحيطون بنا ويظلون في مخيلاتنا
أصواتهم وذكرياتهم وأفعالهم وكل شيء .
يعيشون داخل عقولنا ويرفضون الرحيل .
والبعض الآخر يعيش معهم وحتي إن دفنت جثثهم
يتحدثون معهم ويأكلون ويضحكون وكل شيء
كأنهم لم يرحلوا يومًا، هلاوس في صورة موتي يقسمون أنهم أحياء .
دماغ الإنسان وعقله وأفكاره هو الخطر الأساسي علي نفسه قد يكون عدوه الأول أو صديقه .
النتيجة مختلفة والسلوك مختلف ولكن الفكرة واحدة رفض أن يموت موتاهم .
وهذا ليس دعوة إلي أن نرفض الحزن علي الأحباب الذين رحلوا ولكن الرغبة هنا أن تتركهم وشأنهم وترحم عقلك ونفسك حتي لا تنفصل عن الواقع .
ماذا تعتقد ؟
هل يسير الموتى معك أينما ذهبت ؟
المزيد
قصص وحكايات: “الهرم الأول في التاريخ”
قصص وحكايات “الكنز الذي بداخلك”
محمد خطاب يكتب … هُدم البيت .. وبقي الباب مفتوحاً