مجلة ايفرست الادبيةpng
...

مجلة ايفرست

مجلة ايفرست الأدبية

“لا تهزني فأنا مليء بالدموع”

كتبت: هاجر خالد 

أصبحتْ الدموعُ في عينيّ جافّةً لم تتساقط، تقفُ الغيمةُ على جفنِ عيني شاخصة فقط لا تهطلُ حتى يتبلّلَ قلبي فيها، فتنسكبُ كالوابلِ على الخدّين.

 

أريدُ البكاء والصراخ بشدّةٍ على ألمِ قلبي الذي تعب للغاية، حتى صار يحترق ألمًا شديدًا من الداخل، صرتُ أرتدي قناعَ اللامبالاةِ والبرود أمامَ أي شيءٍ يحدثُ حتى ما يخافه قلبي صار لا يهمُّني وقوعُه، أقفُ مكاني بثبات وحسب، لا أفعل شيء ولا أُبدي أي ردة فعلٍ؛ حتى صار من يقف أمامي يتضجّر للغاية، ويغضب، فـأنظر له نظرة خالية من أي شعور، يالها من حماقة! أتظنّني بعد هذا سأعطيك أهميّة؛ حتى لترى أنّي أتألّم فى أحلامك يا صاح.

سـأنتظرُ مهما حدثَ ليخيّمَ على قلبي الأمان، والطمأنينة، سأنتظرُ ظهور الخيطِ الأبيضِ من الخيطِ الأسودِ.

سـأنتظرُ الفجرَ، وشروقَ الشّمسِ، لا تحاول فـمهما حدثَ لن تتحكّمَ في نظرتي بالأمر، بل سأظلُّ هكذا واقفة ثابتة أمامكَ لا أبالي فقط سأضحكُ ضحكة ساخرة على ما يحدث، ستسقطُ في فخك، وليس العكس يا صاح، أنت لا تعلم مع من وقعتَ للأسف، لا تخف أنا لا أؤذي أحدًا مهما حدثَ، لديَّ من يأخذُ حقّي، وأنا واقفة بلا حراك، مهما تعمّقتْ الآلامُ في قلبي، سـأنتظرُ بزوغَ الفجرِ من جديدٍ، سـأنتظرُ الشّمسَ؛ لتحلَّ على قلبي المسكينَ الذي يريدُ الطمأنينةَ فقط لا غير، لا يريدُ سعادةً عارمةً، بل كلّ ما يريدُهُ الطمأنينةَ، النّبضَ بهدوءٍ ، لا يريدُ غيرَ ذلك على الرغم من صغرهِ تستطيعَ أن تمثّلُه في حجمِ قبضةِ اليدِ الصغيرةِ، إلا أنّه يحملُ الكثيرَ.

أدركت حينها المعنى الحقيقيّ أنّ في البكاءِ إزالةً للهمومِ وراحةً؛ فالدموعُ تقولُ ما لم يستطع اللسان قوله .