مجلة ايفرست الادبيةpng
...

مجلة ايفرست

مجلة ايفرست الأدبية

طعنات مأمن الحب – الشاعرة بشرى إياد

طعنات مأمن الحب
بشرى إياد

كنتَ لي الأبَ، الحبيبَ، والسندْ
كنتَ ملجأً في دنيا يطغى عليها الوجعُ والكمدْ
هربتُ إليك من كلِّ قسوةٍ وألمْ
ظننتُ أنَّكَ النجاة، الأمانُ حينَ العالمُ انهدمْ

في قلبكَ وجدتُ طفولتي المفقودةْ
وفي حضنكَ كانت روحي دومًا موجودةْ
كنتَ السندَ الذي أهربُ إليه حين يخيبُ البشرْ
كنتَ من ظننتُه الوحيدَ الذي لن يعرفَ الخذلْ

أعطيتُك نفسي كمن يعطي عمرَه بالكاملْ
ووثقتُ بكَ كأنَّكَ الحصنُ الراسخُ الماثلْ
لم أكن أخشى من خذلانِ العالمِ حولي
لأنَّكَ كنتَ عالمي الوحيدَ، دنيتي، وظلي

لكنكَ كنتَ الخنجرَ الذي طعنَ في الظهرْ
لم أتوقع أنَّكَ ستكون الألمَ الأكثرْ
كيفَ خذلتني، وأنتَ الذي كنتَ كلّ الأمانْ
كيفَ كسرتَ القلبَ الذي ظنَّكَ حائطَ الزمانْ

كنتُ أتوقع من الجميعِ أن يرحلوا
أن يخذلوا، أن يتركوا القلبَ يذبلُ ويفنوا
لكنَّكَ أنتَ؟ كيفَ كنتَ الجرحَ الذي لا يُشفى؟
كيفَ كنتَ النارَ التي أحرقتِ الروحَ والشغفَ؟

ظننتُكَ لي سماءً صافية، بلا غيومْ
لكنَّكَ كنتَ العاصفةَ التي دمّرتْ الحُلومْ
تركتَني في العتمةِ، بلا وجهةٍ ولا دربْ
وأصبحتُ أبحثُ عني وسطَ بقايا القلبْ

كيفَ أعودُ بعدكَ لثقتي بأيّ إنسانْ؟
كيفَ أستعيدُ طريقي وسطَ هذا الهوانْ؟
أنتَ الذي كنتَ لي العالمَ بأسره
أنتَ الذي كسرتَ فيَّ ما لا يمكن أن ينجبرْ

سأمضي، لكنني لستُ كما كنتُ قبلْ
فجرحُكَ في قلبي نُقشَ كأنه القدرْ
كنتَ الأمانَ، وصرتَ لي ذكرى من الألمْ
وسأظلُّ أذكرُ أنكَ كنتَ النورَ الذي انطفأ، بلا ندمْ.