مجلة ايفرست الادبيةpng
...

مجلة ايفرست

مجلة ايفرست الأدبية

صاحب القصة القصيرة “الحافلة” في حوار خاص مع مجلة إيڤرست

 

 

حوار: د/ رماح عبدالجليل

 

 

“القصةُ القصيرة الجيدة تنتزعني من نفسي ثم تعيدني إليها بصعوبة؛ لأن مقاسي قد تغيّر ولم أعد مرتاحًا بداخلي كما كنتُ قبلها” هكذا قال “دايفيد سيداريس” واصفًا الأثر الذي تتركه قصةً جيدة في نفسه، تجبره على الوقوف لحظة والتأمل فيها، تعيد ترتيبَ مساراتٍ بعقله وتجعله يُفكِر.

 

“الحافلة” واحدة من القصص التي تناقش قضيةً أخلاقية مهمة، فدائمًا يظن المرء أنه أكثر الناس تمسكًا بالقيم حتى يأتي موقفٌ ويهدم ما ظن “وما حياتنا إلا كتلك الحافلة المكتظة”.

 

مجلة “إيڤرست” سرّها أن تستضيف الكاتب المشبع بالأدب والبلاغة الأستاذ “رضا الحمد” فكان هذا الحوار الممتع معه.

 

_في البدء عرفنا بنفسكَ أستاذ؟

 

“رضا الحمد، خريج آداب وتربية دبلوم دراسات عليا في طرق التدريس،، ماجستير في البلاغة والأدب، رواياتي منها؛ “فريدة العشق الحلال، الغجرية والمجنون، خائفًا يترقب، ادخلوا مساكنكم والمِرياع”.

 

_متى بدأ “رضا الحمد” الغوص في عالم الكتابة، ودعنا نعرف كيف اكتشفتَ أن بداخلك هذه الموهبة؟

 

“كتبتُ أول مرة وأنا بعمر السابعة، عرفتُ الكتابة مبكرًا لكنني لم اشأ أن يعلم أحد بذلك، كتبتُ “فريدة العشق الحلال” وأنا في العشرين لكنني اكملتها وانا إبنُ الخامسة والأربعين”.

 

_لماذا تأخر “رضا الحمد “في أخذ خطوة النشر الورقي؟

 

“لم أكن أثق في وجود القُراء، وحتى الآن هم قلة، وأغلبهم لا يجيدون اختيار ما يقرأون”.

 

_دعنا نتوقف عند هذا التعبير “أغلب القُراء لا يجيدون اختيار ما يقرأون”، برأيك ما هي معايير الاختيار تلك؟

 

” بالنسبة لي اللغة والفكر الجيد، اللغة غير معقدة والمعنى العميق مع حبكة قوية، والبساطة أهم شيء، فمثلًا رواية “الخيميائي” لـ”باولو كويلو” بسيطة سهلة يفهمها الصغار لكنها عميقة المعاني والفكر”.

_نعلمُ موقفك من روايات الرعب والفانتازيا، فلماذا” رضا الحمد” لا يشجع هذا النوع من الأعمال، وعلى الرغم من ذلك جاءت رواية “أدخلوا مساكنكم” على شاكلة روايات الفانتازيا؟

 

“ادخلوا مساكنكم؛ فانتازيا من النوع المنطقي، الفانتازيا لا تدل على براعة الكاتب، ومتهربة من الحبكة؛ من يجعل شخصًا يخرج من حائط ويموت ويعود كيف سنحكم على حبكته؟! إن وصل موصل سد سيخرج بأية طريقة حيث لا منطق، وسيقول إنها فانتازيا، لا منطقية في الفانتازيا؛ لذلك لا أحبها، كرهي لها لأني أكره الكذب، والفانتازيا كذب هكذا أراها، لذلك أقول أن الكاتب الجيد مَنْ يكتب أدبًا غير الفانتازيا ويبدع فيه”.

 

_تمت سرقة إحدى رواياتك وجُسِّدتْ كمسلسل تلفزيوني بغير علمك، ماموقفك من هذا التصرف؟

 

“رفعتُ قضية، وسيتم تشكيل لجنة للبحث، أنا ضد تحويل رواياتي لمسلسلات، وهذا مبدأ لدي، لا أريد أن يسألني ربي عن الممثلات المتبرجات اللواتي سيمثلن ما كتبت”.

 

_هاشتاق “ما لن تسمعه في ورش الكتابة”، يحملُ معلومات قيمة تساعد الكاتب على التطوير من كتابته وإبداعه، متى فعّلتَ ذاك الهاشتاق، وإلي ماذا كنتَ تهدف؟

 

“بدأته من سنة ونصف، هدفي الإفادة، هذا زكاة ما أعرف”.

 

_ما هي النصيحة التي يقدمها “رضا الحمد” للكُتَّاب الذين يشقون طريقهم، باعتبارك أحد لجان تقييم الأعمال في إحدى دور النشر؟

 

“اكتب إن أحسستَ في نفسك الموهبة، وكن صادقًا مع نفسك في ذلك، فإن تيقنتَ فليكن لك طريقك وحدك دون أن تلتفت للمحبطين على جانبيك، وستصل حتمًا يومًا ما”.

 

_كلمة أخيرة لمجلة إيڤرست، ماذا تقول؟

 

“سعيد بهذا اللقاء معكم، وأرجو للجميع كامل التوفيق الدائم”.

 

ونحنُ نشكرك وقد قمنا بتصميم غلاف من قِبل “أسماء مصطفى” لقصتك القصيرة “الحافلة” كهدية رمزية، نتمنى أن ينال الغلاف إعجابك.