الفصل العشرون:
🔹 الجزء الأول من الفصل الأخير – المقدمة
سلامًا على من ظنّوا أننا لنفنى إن رحلوا،
سلامًا على من اعتقدوا أن غيابهم سيكسرنا،
وأننا كنا نتنفس من وجودهم لا من عزيمتنا.
سلامًا على من ظنّوا أن الصبر ضعف،
وأن التسامح غباء،
وأننا حين ابتسمنا كنا نتنازل،
بينما كنا نرتقي بصمتٍ فوق مستواهم.
لقد كان ختام الحكاية أشبه بمرآةٍ كبرى؛ تعكس الوجوه على حقيقتها، بلا زينة ولا تبرير.
فيها انكشف الزيف، وتعرّت النوايا، وظهر الفرق بين من كان معنا حقًّا، ومن كان فقط بجوارنا لحين مصلحةٍ مؤقتة.
لم نعد نغضب، لأن الغضب طاقةٌ لا تليق بالناجين.
ولم نعد نبرر، لأن الحقيقة لا تحتاج من يدافع عنها، يكفيها أن تكون.
سلامًا على من ظنّوا أننا سنعود نطرق أبوابهم،
ونسأل عن مكانٍ فقدناه في حياتهم،
ونسعى لتبرير ما لم نرتكب،
لكننا — ببساطةٍ ووعيٍ جديد — اخترنا الصمت.
صمتُنا لم يكن انسحابًا، بل تحررًا من المعادلات الخاطئة التي وضعونا فيها.
سلامًا على من ظنّوا أن اللعب بالعواطف بطولة،
وأن التلاعب بالثقة ذكاء،
فقد انتهت أدوارهم جميعًا، وبقيت الحقيقة وحدها على المسرح.
لقد عرفناهم حين تكلموا كثيرًا، وازددنا يقينًا حين سكتنا نحن.
كانوا يظنون أن مكرهم يُدهشنا،
لكننا كنا نرى الخيوط تمتدّ بأيدينا منذ البداية،
فلم نُخبرهم… لأن بعض الدروس تحتاج أن تُعاش لا أن تُقال.
في هذا السلام الأخير، لا يوجد عتاب ولا حقد.
فكل ما مضى أصبح جزءًا من حكمةٍ نضجت فينا.
لقد غفرنا لا حبًّا فيهم، بل حبًّا لأنفسنا التي تستحق الراحة.
لم نعد نبحث عن انتقام، لأن الزمن كفيلٌ بأن يُعيد لهم صدى ما أرسلوا،
ولم نعد نحزن، لأن الخسارة الحقيقة ليست في فراقهم، بل في البقاء معهم بعد أن رأينا حقيقتهم.
نعم، سلامًا على من ظنّوا أننا كنا نسقط بينما كنا نرتفع،
أننا انهزمنا بينما كنا نتطهر من أوهامهم،
أننا انتهينا بينما كنا نبدأ من جديد.
هذا الفصل الأخير ليس وداعًا، بل إعلان بداية.
بداية إنسانٍ خرج من التجربة لا محطمًا بل أكثر صفاءً،
لا باكيًا على الماضي، بل شاكرًا لأنه كشف له كل ما كان يستحق أن يُمحى.
#سلامًاعلىمن_ظنّوا
#هانى_الميهى






المزيد
شيء يُضاهي التلاقي، ولا شيء يُشبه نظرة الإنسان إلى الإنسان بقلم إيثار الباجوري
الحروب دمار القلوب بقلم مريم الرفاعي
لا يستحق أحد التضحية بقلم سها مراد