حوار: ميادة محي محمد
النجاح ليس كلمة سهلة بل مليئة بالتحديات والصعوبات؛ لكن هو أراد أن يتميز في مجاله، فهو يريد أن يصبح فنانًا عالميًا لذلك اخترع فنًا جديدًا، حتى يكون هو أول شخص يخترع هذا الفن الرائع، اليوم سوف نتحدث عن شخصية مجتهدة ومتميزة، فهو مبدع في موهبته، هيا بنا أيها القارئ نعرف من يكون؟.
_في بداية الحوار هل يمكنك أن تخبرنا من تكون؟
“الاسم إبراهيم أبو مبارك، السن واحد عشرون عامًا، من محافظة كفر الشيخ مركز مطوبس قرية السعادة، طالب في كلية اللغة العربية شعبة التاريخ والحضارة قسم التاريخ جامعة الأزهر الشريف بالمنصورة”.
_يمكنك أن تخبرنا ما هي موهبتك؟
“موهبتي هي الرسم”
_يمكنك أن تخبرنا هل ألتحقت بكلية اللغة العربية حبًا فيها أم لا؟ هل تفكر أن تشتغل بكليتك بعد التخرج أم أنك سوف تكتفي بموهبتك؟
“لا، لم التحق بالكلية حبًا فيها، لن أكتفي بموهبتي، سوف أعمل بكليتي بعد التخرج منها بمشيئة الله”.
_يمكنك أن تخبرنا كيف اكتشفت موهبتك؟
“اكتشفت موهبتي عن طريق الصدفة، كنت حينها في الصف الثاني الثانوي، رأيتُ فنان ناشر رسمة كرتونية قررت رسمها؛ لكن للأسف لم تكن جيدة في البداية، جربت أكثر من مرة رسمها حتى وصلت إلى النتيجة النهائية التي جعلتني راضيًا عن نفسي، كانت الرسمة تشبه الأصل جدًا حينها، من هنا كانت البداية بدأت في متابعة الفنانين، وأجرب أدوات جديدة كنت ابعت شغلي إلى رسامين؛ حتى يقومون بتصحيح أخطائي“.
_يمكنك أن تخبرنا كيف قمت بتطوير موهبتك؟
“كنت مؤمن بمقولة الإستمرار يستطيع أن يكسر المستحيل، من هنا بدأت في تطوير موهبتي وتحدي نفسي، في كل رسمة أرسمها تكون أصعب من التي قبلها؛ كي احترف بسهولة، أنا دائمًا أرسم رسومات صعبة”.
_يمكنك أن تخبرنا هل كان التطوير عن طريق الكورسات أم لا؟
“لا، قمت بتطوير موهبتي بنفسي، فقد كان تعليم ذاتي لم يكن عن طريق الكورسات نهائيًا”.
_كلنا نعلم أن الرسم أنواع متعددة يمكنك أن تخبرنا ماذا أنت ترسم متميز بيه غير الآخرين؟
“لقد احترفت الرسم بأقلام الرصاص والفحم، بعد ذلك قررت أرسم بأدوات غير تقليدية، كنت أخرجها تحفة فنية من أي شيء أراه أمامي، على سبيل المثال من بري الأقلام رسمت أم كلثوم، رسمت بالشاي والعسل ورسمت أيضًا بالدم، بأعواد الكبريت والقهوة وأقلام الجاف، رسمت أيضًا بالاسلاك الكهربائية وغيرها”.
_ما هي الرسالة التي أردت أن توصلها من خلال رسمتك للمسجد الأقصى؟ وما هي الأدوات التي استخدمتها في الرسمة؟
“أنا رسمتها بالقلم الجاف، أنا بدعم القضية الفلسطينية حبًا في فلسطين، حبيت أعبر من خلالها أن فلسطين سوف تظل عاصمة العروبة، فهذا واجب على كل شخص عربي، أن يظهر حبه تجاه فلسطين والمسجد الأقصى”.
_نأتي إلى السؤال الأهم كيف جاءت لكَ فكرة الرسم بالنار على الورق؟
“الفكرة حبيت أرسم شيئًا مختلفًا، ولا يوجد أحدًا رسم هذا الفن من قبل، جاءت الفكرة بالتدريج عندما علمت أن الورق يوصل إليه نسبة حرارة معينة، فهو يتغير لونه من الغامق إلى الفاتح يشبه الرسم بقلم الرصاص، أريد أن أقول شيئًا أيضًا هناك فن الحرق على الخشب والجلد بالنار؛ لكن هذا يتطلب نسبة حرارة كبيرة جدًا؛ حتى تقدر أن تحرق فيهم، من هنا جاءت الفكرة أن اخترع جهاز خاص بي يطلع النار بكمية محدودة على الورق؛ حتى لا تحترق الرسمة، بالتأكيد الأمر لم يكن سهل بل بعد العديد من المحاولات الفاشلة، استطعت في النهاية الرسم بالنار على الورق؛ حتى أصبحتُ محترف في هذا الفن”.
_كيف قمت باختراع هذا الجهاز؟ وما هي الأدوات التي استخدمتها في تصنيعه؟
“للأسف لا أستطيع الإجابة على تلك الأسئلة؛ لأنه اختراعي وخاص بي، على الرغم من أنه ثبت في أكاديمية البحث العلمي على مستوى الوطن العربي، إلا أنني منتظر أن يحصل الإختراع على مستوى العالم، في ذلك الوقت استطيع أن تحدث عنه أكثر؛ حتى القنوات التلفزيونية التي ظهرت فيها، لم أتحدث عنه كثيرًا، أتمنى أن تفهموا وجهة نظري”.
_يمكنك أن تخبرنا ما هو اسم اختراعك؟
“قلم الرسم بالنار على الورق”.
_يمكنك أن تعرفنا هل القلم أول اختراع لكَ؟
“لا، أنا من صغري مخترع قبل موهبة الرسم من الأساس، كنت أقوم باختراع أشياء بسيطة مثل السيارة، كنت أقوم بتصليح أي شيء لا يشتغل في البيت، لقد أطلق علي زوج أختي لقب المخترع الصغير؛ لذلك كان من السهل علي اختراع القلم بشكل احترافي بكل سلاسة”.
_يمكنك أن تخبرنا ما هو لقبك الذي يميزك كفنان مختلف عن الآخرين؟
“لقبي هو رسام النار”.
_أود أن أسألك الرسم بالنار على الورق ما هي عيوبه؟ ما هي الإجراءات التي تتخذها عند الرسم؟
“أود أن أقول الرسم بالنار على الورق صعب جدًا بمعني الكلمة، في البداية كانت الرسمة تحترق مني مرتين من قبل، لكن بعد لما احترفت أكثر فيها، عرفت متى الورقة تحترق، متى أرسم على الورقة، أحدى عيوبه هي الاحتراق، هناك عيب أخر فهو يحتاج إلى وقت طويل وصبر كثير في رسم رسمة واحدة، لقد رسمتُ الشهيد أحمد المنسي في ثلاث عشرة ساعة، على الرغم الرسم بأي خامة أخرى ممكن لا يتعدى ساعة أو أكثر، فأنا أكون أكثر حذرًا عند الرسم بالنار، أقوم بلبس الكمامة والنظارة؛ لأن يخرج دخان ناتج عن احتراق الورق، فهو يدخل إلى الجهاز التنفسي فيزعجني كثيرًا، لهذا فأنا لا أرسم كثيرًا بالنار”.
_يمكنك أن تخبرنا ما هي رد فعلك أهلك بعدما علموا أن ابنهم مخترع؟
“بالطبع، لقد فرحوا كثيرًا أحب أن أشكرهم على دعمهم لي في كل شيء”.
_يمكنك أن تخبرنا هل شاركت في معارض خاصة بالرسم من قبل أم لا؟
“نعم، شاركت في معرض الكتاب التاسع في جامعة المنصورة”.
_أود أن أسألك هل قمت بعمل معرض خاص بك أم لا؟
“نعم، لقد قمتُ بعمل معرض خاص بي، فكان يضم جميع رسوماتي، تم عمل المعرض في قصر الثقافة التابع للمركز الذي أعيش فيه، كان اسمه “معرض رسام النار”.
_منذ متى أنت ترسم؟
“من عام ٢٠١٨م إلى عام ٢٠١٩م، لم أرسم الكثير من الرسومات؛ لأنني كنتُ في الصف الثاني والثالث الثانوي، فكان كل تركزي على الدراسة في هذا الوقت، عندما دخلت الكلية في عام ٢٠٢٠م، بدأت في الرسم مرة أخرى، فكانت بداية الاحتراف في الرسم حينها” .
_يمكنك أن تخبرنا متى قمت باختراع القلم؟
“منذ ثلاث سنوات”.
_من وجهة نظرك هل الرسم مصدر ربح أم لا؟
“لا، فهو ليس مصدر ربح في مصر لكن يوجد عليه الكثير من الإقبال خارج مصر”.
_هل شاركت في مسابقات من قبل أم لا؟
“لا”.
_هل فكرت في عمل كورسات لتعليم المواهب الرسم؟
“نعم، فكرت في ذلك لكن في القرى لا يوجد دعم للمواهب، لهذا فهي فكرة فاشلة للأسف”.
_ما هي الإنجازات التي حققتها في مجال الرسم؟
“لم وفق في دخول كلية تابعة للرسم، لكن قمتُ باختراع فن جديد لا يوجد في مصر ولا الوطن العربي الرسم بالنار على الورق، قمتُ بعمل معرض خاص بي، لقد تم عمل لقاءات تليفزيونية عديدة معي على سيبل المثال، قناة النيل فاميلي، قناة تين، موقع صدي البلد، مدخله في dmc، mbc2، تم عمل معي مدخله في ردايو جنوب سيناء، راديو ميجا أف أم مع دينا صلاح عبدالله، الإختراع تم تثبيته كبراءة اختراع في أكاديمية البحث العلمي، كنموذج أولي للرسم بالنار على الورق، كتب عني العديد من المقالات والحوارات الصحفية، في الكثير من الجرائد سواء كانت إلكترونية أو ورقية”.
_من الذي دعمك في بداية مشوارك؟
“أنا”.
_من يكون قدوتك في مجال الرسم؟
“لا يوجد؛ لأن أنا أكون قدوة ذاتي”.
_ما هي الصعوبات التي واجهتها في بداية مشوارك؟
“الإحباط المستمر ومن أقرب الناس لي، في البداية أي شخص عندما يتعلم الرسم لا تظبط معه الملامح، فكانوا يقولون لي، أنت تقوم بتشويه ملامح الممثل أو اللاعب الذي أرسمه، قررت بعدها بفترة أن توقف عن الرسم رجعت في هذا القرار، لكن قررت أن أجعل كل شخص احبطني، يتمنى مني أن أرسمه في يوم من الأيام، بالفعل حدث ذلك”.
_من وجهة نظرك هل الرسم إحساس أم هو مجرد شخبطة من الرسام؟
“الرسم إحساس، الله أنعم على الإنسان موهبة الرسم بالذات، حتى لا يشعر أنه ليس هناك أمل في الحياة، لو لاحظتِ كل الرسامين القدماء أكثرهم ماتوا منتحرين أو دخلوا في حالة اكتئاب قبل موتهم، مجرد شخبطة هذا الكلام يكون وجهة نظر الناس التي من خارج المجال، لكن الرسم هو إحساس الرسام من الداخل”.
_من وجهة نظرك ما هو الرسم؟
“الرسم من وجهة نظري بالمنطق، هو إحساس نابع من الداخل، يبدأ الفنان بإخراجه عن طريق الريشة والقلم، ثم يصبح بعدها محاط إعجاب للآخرين”.
_يمكنك أن تخبرنا هل الرسام يعبر في لوحته عن شيء معين أم لا؟
“نعم، الرسام يعبر عن كل شيء في لوحته، كل لوحة يكون لها معني خاص بها، اللوحة مرآة شخصية الرسام، إذا كان حزين يعبر عن ذلك في لوحة حزينة، إذا كان سعيد تكون اللوحة مبهجة، إذا كان في حالة حب تكون اللوحة رومانسية تعبيرًا على حالته”.
_ما هي النصيحة التي تريد أن تقدمها للشباب؟
“أحب أقول لأي شخص الله أنعم عليه بموهبة، بعدما اكتشافها يبدأ في تطورها، الله سوف يقف بجانبك، لا تسمتع إلى كلام شخص يحبطك، أعمل الذي تحبه فقط، استمر سوف تصل إلى حلمك في النهاية”.
_يمكنك أن تخبرنا ما هو رأيك في الحوار وفي مجلة إيفرست؟
“الحوار ممتع جدًا أنا سعيد جدًا بالأسئلة، أشكر مجلة إيفرست على هذا الحوار الرائع، أتمنى لكم كل التوفيق والنجاح للجميع”.
_يمكنك أن تخبرنا ما هو حلمك؟
“حلمي أن أصل إلى موسوعة جميس وأقدم فيها لوحة حجمها كبير تكون مرسومة اللوحة بالنار، أفتح أكاديمية لتعليم الرسم بالنار، لكن تكون عبارة عن مستويات في البداية لتعليم الرسم بأقلام الفحم، وألوان المائية وغيرها، وأخر مستوى يكون الرسم بالنار”.
_في نهاية الحوار يود إبراهيم أن يقول شيئًا.
“في يوم من الأيام سوف أكتب قصة نجاحي بيدي ليس تكبر مني أو طمع في الشهرة؛ لكن لكي أكون نموذج مشرف للشباب يتعلم منه، كيف ينجح، بعد ما كان الفشل يحاوطني بإستمرار، فهذا هو نجاحي”.
المزيد
حوار صحفي خاص مع الكاتبة المتألقة ندى هاني صاحبة القلم المميز داخل مجلة إيڤرست الأدبية.
في هذا اللقاء الخاص، تستضيف مجلة إيڤرست الكاتبة المصرية آية شاكر.
حوار مع المبدعة أسماء السيد لاشين بمجلة إيڤرست الأدبية.