الكاتبة: إيمان يوسف أحمد
الحياة لا تمنح النجاح لمن ينتظرها أن تبتسم، بل لمن يبتسم رغم قسوتها.
هي طريق طويل مليء بالحفر والعثرات، لا يُمهَّد بالورود، بل يُزرع بالإصرار والعزيمة والإيمان بالذات. كل سقوطٍ فيها ليس هزيمة، بل درسٌ جديد يُخبرك أن تنهض أقوى، أن تُعيد ترتيب خطواتك وتُقوّي إيمانك بأن الألم ليس ضدك، بل هو المعلّم الأول الذي يُعيد تشكيل روحك ويصقل قلبك حتى تليق بما تطمح إليه.
الناجح الحقيقي لا يولد محظوظًا، ولا يُفتح له الطريق بلا مشقة، بل يصنع حظه بعرقه وتعبه، بسهر الليالي وكثرة المحاولات، وبإيمانه العميق أن لا شيء مستحيل أمام الإرادة. كل من تراهم اليوم فوق القمم، مرّوا يومًا من وادي الشك واليأس. تعبوا، انكسروا، تراجعوا أحيانًا، لكنهم لم يستسلموا. آمنوا أن الحياة لا تُكافئ المتذمرين، بل تُنصف الصابرين الذين ينهضون رغم النزيف.
الحياة تختبرك كل يوم لتعرف: هل أنت حقًا مستحق لما تحلم به أم لا؟
فإن واجهتك المتاعب، لا تلعنها، بل اشكرها لأنها تُشكّلك. وإن تأخر الوصول، لا تحزن، فربما كانت السماء تجهّز لك طريقًا أنقى وأفضل مما ظننت. إن النجاح ليس لحظة وصولٍ إلى قمةٍ واحدة، بل هو استمرارٌ في الصعود مهما انهارت الجبال حولك.
تذكّر دائمًا: الضوء لا يُولد في النهار، بل من قلب الظلام.
والأبطال لا تصنعهم الراحة، بل تُنحت عظمتهم في لحظات الألم، حين لا يراهم أحد إلا الله، وحين يختارون النهوض بدل البكاء.
فامضِ واثقًا بخطواتك، واصنع من كل وجعٍ سُلّمًا، ومن كل سقوطٍ بداية جديدة. لا تقل “سأنجح” فقط، بل عش كما لو كنت النجاح نفسه.
فمن يصنع مجده بنفسه، لا يخاف من الهزيمة، لأن روحه أقوى من كل ما يُكسر الجسد.
فأنت لست ما حدث لك، بل ما اخترت أن تكون بعده.






المزيد
الروح محتاجة روح ترد فيها الروح
البخيل
ما علاقة الفلسفة بالطبيعة الإنسانية؟ بقلم عبد الرحمن غريب