مجلة ايفرست الادبيةpng
...

مجلة ايفرست

مجلة ايفرست الأدبية

النص الثاني عشر (السمراء)عزيزتي السمراء  بقلم: عبدالعليم حمدالحاج

من سلسلة السمراء 

النص الثاني عشر

عزيزتي السمراء 

بقلم: عبدالعليم حمدالحاج

 

أحبُكِ،  

لأن صوتِكِ يرتجِفُ كورقة الشجر في الريح حين تخافين، 

يحمل في تردده خوفكِ الصغير،  

ويَتَّسِعُ مَسَامُ صَدْرِكِ كالبحر حين تَطْمَئِنِينَ، 

يتنفس الأمان كالنسيم الدافئ،  

نَبْرَتُكِ جَائِعَةٌ كالأرض الظمأى حين تَشْتَاقِينَ، 

تُنَادِينِي بكل حرفٍ مِنْهَا،  

صوتكِ موسيقى الحياة، يرقص على إيقاع قلبي، 

يشفي الجراح قبل أن تُذْكَرْ،  

في كل نغمة منه أجد الدفء،

 والشوق، والوعد بأيام لا تنتهي.  

 

أحبكِ،  

لأنكِ حين قررتِ الغياب عني في لحظة الضعف، 

كُنتِ سِرًّا تَحْضُرِينَ في كل زاوية من روحي،  

تَغِيبِينَ الجسد لكن الروح تبقى، 

تَرْسُمِينَ ظِلَّكِ في أحلامي كالنجمة الخالدة،  

في غيابكِ أجدكِ أقرب، 

في صمت الليالي أسمع خطواتكِ تقترب،  

أحبكِ لأن غيابكِ لم يكن نهاية،

 بل بداية لشوق أعمق، يجعل الحب ينمو كالشجرة في التربة الخصبة،  

وأنتِ تعودين دائمًا، سرًّا أو جهرًا، 

لتُعِيدِي الضوء إلى عالمي المظلم.  

 

أحبكِ،  

لأنكِ الريح التي تحمل رائحة الورد في الصحراء، 

تجعل اليابس يزهر فجأة،  

لأن يديكِ تحملان الدفء الذي يشعل النار في قلبي البارد،

 وتعيد الحياة إلى أوردتي،  

أحبكِ لأن عيونكِ بحر من الحنان،

 تغرقني في أمواجه دون أن أخشى الغرق،  

بل أجد فيه النجاة، السلام، الوعد بأبدية لا تنتهي.  

أنتِ الحبّ نفسه، يا من تستحقين كل بذل وجهد،  

في عالم يتسارع، أنتِ اللحظة الخالدة، 

السر الذي يجعل الحياة تستحق العناء.  

 

 

 

#Abdoosh