غزة تحت وطأة الحرب: ارتفاع جنوني للأسعار واستغلال التجار يفاقم المعاناة الإنسانية

Img 20250419 Wa0176

كتب: علي فيصل شعت 

 

19/4/2025

بينما تدوي أصوات القصف وتتصاعد ألسنة اللهب في سماء غزة، يواجه السكان المدنيون تحديًا آخر لا يقل قسوة: الارتفاع الجنوني في أسعار السلع الأساسية.

فمع استمرار الحرب وتفاقم الحصار، تشهد أسواق القطاع قفزات غير مسبوقة في أسعار الطحين والخضروات والوقود والمواد الغذائية الأساسية، مما يضع عبئًا ثقيلاً على كاهل السكان الذين يعانون بالفعل من ويلات النزاع ونقص السيولة الحاد.

 

اسعار تحلق في السماء.. والجوع يطرق الأبواب:

لم يعد الحصول على رغيف خبز أو طبق من الخضار الطازجة أمرًا يسيرًا في غزة. فقد ارتفعت أسعار الطحين بشكل حاد، حيث وصل سعر الكيلوغرام الواحد إلى أرقام قياسية لم يشهدها القطاع من قبل. وبالمثل، قفزت أسعار الخضروات الأساسية كالطماطم والبصل والبطاطس بنسب تتجاوز قدرة الكثيرين على الشراء. أما الوقود، الضروري لتشغيل المولدات الكهربائية القليلة المتبقية وضخ المياه، فقد أصبح سلعة نادرة ومكلفة للغاية.

هذا الارتفاع الصاروخي في الأسعار يمتد ليشمل معظم المواد الغذائية الأساسية، من الأرز والسكر إلى الزيوت والمعلبات. ومع تضائل المخزون وتوقف تدفق الإمدادات عبر المعابر، يجد السكان أنفسهم أمام خيارات مريرة : إما تحمل الجوع ونقص التغذية، أو دفع مبالغ طائلة لا يملكونها للحصول على قوت يومهم.

 

استغلال بشع في زمن الحرب وغياب الرقابة:

تتفاقم هذه الأزمة الإنسانية بسبب ما يصفه السكان المحليون بـ “الاستغلال البشع” من قبل بعض التجار. ففي ظل غياب الرقابة الفعالة من قبل الجهات الحكومية الذي تعتبر شريك اساسي ، يستغل البعض حالة الفوضى ونقص السلع لرفع الأسعار بشكل غير مبرر، مضاعفين بذلك معاناة المدنيين الذين يكابدون أصلاً ظروفًا معيشية قاسية.

و يشتكي المواطنون من أن بعض التجار يحتكرون السلع الأساسية ويقومون بتخزينها لبيعها لاحقًا بأسعار مضاعفة، مستغلين حاجة الناس الملحة وعدم قدرتهم على الحصول عليها من مصادر أخرى. هذه الممارسات اللاأخلاقية تزيد من حدة الأزمة وتجعل الحصول على الغذاء والدواء أمرًا شبه مستحيل بالنسبة للكثيرين.

 

شبح المجاعة يلوح في الأفق.. ونقص السيولة يزيد الطين بلة:

إن الارتفاع الجنوني في الأسعار، بالتزامن مع النقص الحاد في السيولة النقدية لدى السكان، يدفع قطاع غزة نحو كارثة إنسانية حقيقية. فمع فقدان الكثيرين لوظائفهم ومصادر دخلهم بسبب الحرب، يصبح توفير حتى أبسط الاحتياجات الأساسية ضربًا من المستحيل.

 

دعوات عاجلة للتدخل:

و قد اطلقت المنظمات الإنسانية العاملة في غزة نداءات استغاثة عاجلة للمجتمع الدولي والجهات المعنية للتدخل الفوري لوقف هذا التدهور المريع في الأوضاع الإنسانية و فتح المعابر . وتتضمن هذه الدعوات:

 

1- زيادة تدفق المساعدات الإنسانية: ضرورة السماح بدخول كميات كافية من المواد الغذائية والطبية والوقود بشكل عاجل ومستدام لتلبية احتياجات السكان المتزايدة.

2- فرض رقابة صارمة على الأسواق:مطالبة الجهات المسؤولة بتفعيل دورها في مراقبة الأسعار ومحاسبة التجار المستغلين ومنع الاحتكار والممارسات غير القانونية.

3- توفير الدعم المالي للسكان:دعوة المنظمات الدولية لتقديم مساعدات مالية عاجلة للأسر الأكثر تضررًا لمساعدتها على تلبية احتياجاتها الأساسية.

4- لضغط من أجل وقف إطلاق النار: التأكيد على أن الحل الجذري لهذه الأزمة الإنسانية يكمن في إنهاء الحرب ورفع الحصار عن قطاع غزة بشكل كامل.

 

وفي ختام التقرير أوأكدعلى ان الوضع الإنساني في غزة ينذر بكارثة حقيقية إذا لم يتم التحرك بشكل عاجل وفعال . فمع استمرار الحرب وارتفاع الأسعار واستغلال التجار، يواجه السكان المدنيون خطرًا محدقًا يهدد حياتهم وكرامتهم الإنسانية.

عن المؤلف