كتب: بلال ميسرة أبو سلطان
الخيمة التي احترقت… ومات الحلم معها”
في ساعات الليل الأولى، استهدفت طائرات الاحتلال خيمة لعائلة “أبو الروس” في منطقة المواصي غرب محافظة خانيونس. الخيمة، التي كانت تأوي عائلة نازحة لجأت إليها هربًا من القصف والتشريد، تحولت في لحظة إلى رماد.
النيران التهمت كل ما في داخل الخيمة، وأسفرت المجزرة عن استشهاد عشرة أفراد من العائلة، أغلبهم من الأطفال. وصلت جثامينهم متفحمة إلى مستشفى ناصر، وسط صدمة من الأهالي وفرق الإسعاف الذين لم يتمكنوا من إنقاذ أحد.
الخيمة لم تكن بناءً محصنًا، بل قطعة قماش تُثبت على أعمدة خشبية، وكانت تمثل الملاذ الأخير لعائلة شُرّدت مرارًا، وعلّقت على أقمشتها آخر خيوط الأمل.
المنطقة المستهدفة تُصنَّف ضمن “المناطق الإنسانية الآمنة”، ومع ذلك، لم تسلم من الاستهداف المباشر، في انتهاك صارخ لكل الأعراف والقوانين الدولية التي تجرّم استهداف المدنيين والنازحين.
الدمار كان شاملاً، وألسنة النار لم تُبقِ شيئًا. أفراد العائلة قضوا وهم نيام، دون إنذار أو فرصة للهرب، ليتحول المكان في لحظات إلى مسرح لمجزرة جديدة تضاف إلى سجل الجرائم المستمرة بحق أبناء القطاع.
ما حدث في خانيونس ليس مجرد قصف، بل جريمة مكتملة الأركان، تفضح زيف الحديث عن مناطق آمنة، وتكشف حجم المأساة التي يعيشها السكان مع كل ليلة تمر تحت سماء ملبدة بالموت
المزيد من الأخبار
غزة تحت وطأة الحرب: ارتفاع جنوني للأسعار واستغلال التجار يفاقم المعاناة الإنسانية
بين اللهب والدماء: صحفي يضرب أروع الامثلة في التضحية لإنقاذ زميله
يرقص الموت على أنغام الحياة في غزة