كتبت: سارة أسامة النجار
في ظل يوم الأسير الفلسطيني، تبرز قضية الدكتور حسام أبو صفية كرمز للمعاناة والصمود في وجه الاحتلال الإسرائيلي. أبو صفية، مدير مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا شمال قطاع غزة، اعتقلته القوات الإسرائيلية نهاية ديسمبر الماضي، بزعم تورطه في أنشطة إرهابية، وهي تهم ينفيها بشدة ويصفها بأنها عارية عن الصحة.
ومنذ لحظة اعتقاله، تعرض الدكتور أبو صفية لسلسلة من الانتهاكات الجسدية والنفسية. وفقًا لمحاميته، غيد قاسم، قضى أبو صفية نحو 14 يومًا في معتقل “سدي تيمان”، المعروف بسمعته السيئة، حيث وُضع في أقفاص مفتوحة تحت ظروف قاسية من التعذيب والتجويع. كما خضع لتحقيقات استمرت ساعات طويلة يوميًا، وصلت في إحدى المرات إلى 13 يومًا متواصلة.
بعدها نُقل إلى سجن “عوفر” قرب رام الله، حيث أمضى 25 يومًا في زنزانة ضيقة لا تتعدى مساحتها مترين، واستمر التعذيب والتنكيل خلال فترة التحقيق. وأكدت المحامية أن أبو صفية يعاني من مشاكل صحية خطيرة، تشمل ضغط الدم، عدم انتظام دقات القلب، ضعف النظر، وكسر أربعة أضلاع في قفصه الصدري، دون تلقي العلاج اللازم.
حيث تتهم السلطات الإسرائيلية الدكتور أبو صفية بإجراء عمليات جراحية لعناصر من حماس ومخطوفين إسرائيليين، وهي تهم ينفيها بشدة. فيؤكد أبو صفية أنه طبيب أطفال، وأن كل ما قام به هو أداء واجبه المهني والإنساني تجاه مرضاه وجرحاه، ورفضه إخلاء المستشفى أثناء القصف الإسرائيلي.
وصنفت السلطات الإسرائيلية أبو صفية كمقاتل غير شرعي، مما يعني حرمانه من حقوق التمثيل القانوني وتوجيه لائحة اتهام واضحة. كما رفضت النيابة العامة الإسرائيلية تسليم ملفه القانوني لمحاميه، مما يزيد من غموض قضيته.
وكحال كل القضايا المرتبطة بقطاع غزة وصفت المنظمات الحقوقية الدولية ظروف اعتقال أبو صفية بأنها انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني، ودعت إلى الإفراج الفوري عنه، مؤكدة أن استهداف الأطباء والمرافق الصحية يمثل جريمة حرب.
مع العلم أن ما يشغل تفكير الدكتور أبو صفسة هو مصير المنظومة الصحية في القطاع، عدا عن مصير عائلته وخوفه عليهم، لاسيما أن أبنه استشهد قبل اعتقال الطبيب بشهرين، فيخش على ذويه أكثر من مصيره المجهول.
قصة الدكتور حسام أبو صفية ليست مجرد قضية فردية، بل هي انعكاس لمعاناة آلاف الأسرى الفلسطينيين الذين يواجهون التنكيل والظلم في ااسجون الإسرائيلية. وفي يوم الأسير الفلسطيني، يبقى السؤال: إلى متى سيستمر العالم في تجاهل هذه الجرائم؟ وهل سيأتي اليوم الذي تُنصف فيه العدالة هؤلاء الأسرى؟
المزيد من الأخبار
غزة تحت وطأة الحرب: ارتفاع جنوني للأسعار واستغلال التجار يفاقم المعاناة الإنسانية
بين اللهب والدماء: صحفي يضرب أروع الامثلة في التضحية لإنقاذ زميله
يرقص الموت على أنغام الحياة في غزة