بين اللهب والدماء: صحفي يضرب أروع الامثلة في التضحية لإنقاذ زميله

Img 20250417 Wa0239

كتب: علي فيصل شعت 

 

17/4/2025

في قلب خان يونس …

أفعالٌ تتجلى ، وبشجاعة عميقة لدى الصحفي / عبد الرؤوف شعت ، وهو يحاول إنقاذ زميله الصحفي / أحمد منصور بعد الغارة الإسرائيلية على خيمة الصحفيين في حرم مستشفى ناصر بخان يونس يوم ٧ / ٤ /٢٠٢٥م ، وهي شهادة قوية على التضامن والشجاعة داخل السلك الصحفي الفلسطيني ؛ أنها بحق ( مهنة المتاعب ) …

 

كان استهداف خيمة الصحفيين في حرم مستشفى ناصر بمثابة تذكير قاسٍ بالمخاطر الجسيمة التي يواجهها الصحفيون في توثيق المجازر التي يرتكبها الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني . و في أعقاب هذا الهجوم المباشر ووسط الغبار والدمار ؛ لم يكن لدى الصحفي عبد الرؤوف شعت غريزة الفرار إلى بَرِّ الأمان ، بل البحث عن زميله الصحفي أحمد منصور ومساعدته.

 

حدثت الغارة الإسرائيلية على المنطقة التي كان يتمركز فيها الصحفيون في حرم مستشفى ناصر بخان يونس …

حالة من الرعب والهلع الفوري … تسبب الانفجار في أضرار جسيمة وسقوط ضحايا بين الإعلاميين المتواجدين .

وأشارت روايات شهود العيان والتقارير الميدانية إلى أن الصحفي / عبد الرؤوف شعت ، على الرغم من الخطر الكامن واحتمالية وقوع المزيد من الضربات ؛ تحرك فورًا نحو المكان الذي شوهد فيه أحمد منصور آخر مرة .

لم يكن هذا التصرف نابعًا من تهور . بل من شجاعة بالغة . كان شعت مدركًا تمامًا للمخاطر التي ينطوي عليها تصرفه البطولي من احتمال وقوع قصف آخر للمكان ، ومع ذلك ، كانت أولويته سلامة زميله .

و أشارت التقارير إلى أن شعت ذهب – و لم يكن في قلبه ذرة من التردد – إلى زميله الذي كان يحترق أمام العالم محاولا إنقاذه بكل عزم ؛

لتؤكد على شعوره القوي بالتضامن والرفقة السائدة بين الصحفيين الفلسطينيين في غزة . فهم يعملون في ظل تهديد لا يتوقف ، وغالبًا ما يُنشئُ هذا التهديد خطراً مشتركاً ينتج عنه روابطَ عميقة والتزامًا بدعم بعضهم البعض .

 

و في حين أن التفاصيل المتعلقة بالنجاح الفوري أو النتيجة المحددة لجهود الصحفي / شعت ، قد تكون محدودة فإن محاولة الإنقاذ نفسها في تلك الظروف الخطيرة تتحدث كثيرًا عن شجاعته وإيثاره .

 

وتُذكرنا أفعال الصحفي/ شعت ، بقوة صمود الروح الإنسانية ، وتعاطفها لدى الصحفيين تجاه شعبهم ، حتى في خضم الصراع الشديد والخسارة التي أصبحت – بفضلهم – أمام العالم كله .

 

ويُسلط هذا العمل الضوء على التفاني الاستثنائي للصحفيين الفلسطينيين الذين يواصلون العمل رغم المخاطر الهائلة، مدفوعين بالتزامهم بالحقيقة والشهادة .

 

وتُعدّ شجاعة شعت مثالاً يُحتذى به للصحفيين حول العالم ، إذ تُظهر مدى ما سيبذله البعض لدعم زملائهم والتمسك بمبادئ مهنتهم .

 

تُعدّ شجاعة ” عبد الرؤوف شعت ” في أعقاب قصف خيمة الصحفيين في حرم مستشفى ناصر دليلاً على قوة الصحفيين الفلسطينيين في غزة وتضامنهم والتزامهم الراسخ ؛ وأن اندفاعه الفوري لمساعدة زميله أحمد منصور ، رغم الخطر الجسيم ، يُجسّد قصةً مؤثرةً عن الشجاعة الإنسانية في مواجهة محنةٍ لا تُوصف. وتُبرز هذه القصة المخاطر الضخمة التي يُواجهها هؤلاء الصحفيون يوميًا، والروابط الوثيقة التي تجمعهم في عملهم الحيوي المتمثل في نقل الأخبار من قلب الصراع والحرب .

عن المؤلف