لـِ سها طارق
في عتمة الليل، حينما يفتتن القمر بنجومه حتى حدود الجنون، يُستهام المحبون بآمالهم، وتظهر ومضات خفية من نسمات الليل. يهيم القلب بمشاعر ويظل في عوالمه، لكن لا يمكننا كبحها؛ فتظهر لحظة الوضوح ويتجلى أمامنا كل العشق الذي احتفظنا به ليالي طويلة. في كل خيط غروب، تشرق شمس جديدة، وتتلاشى غمرة الاضطراب التي كانت تثير القلق وتعتكر أفق حياتنا.
حينما بدأت عواصف حبنا بالهدوء، يخبت صوتها الذي كان يحارب شوقًا مشتعلًا بقوة، ويملؤنا دفئًا وأملًا. وبينما أسير وسط كل هذه الحرب، أجد أن الأشياء تأفل تحت وطأة الواقع، ويبتعد الحب عن الأرواح، لكنه يظل حاضرًا في زوايا القلب. ينساب بداخلي كما ينساب الماء بين الصخور بسلاسة دون مقاومة. تمر لحظاتنا بنسيم العشق، وحينها يُحدّق المرء في عيون المحب ويرى عوالم لا حدود لها، ويحاجي الأحاديث الغامضة حيث تُطرح الأسئلة وتُناقش العقول.
نغوص بعمق المشاعر ولا نجد نهاية لأعماقها. حينها يفتر القلب ليجد راحته، وتصبح الأيام أكثر هدوءًا. تارةً يجد نفسه بين طريقين: واحد مبهم ويزداد غموضًا، وآخر يتخلل إلى مسام الروح. فيعتلج الحب ليصبح مختلطًا بالأفكار، ويرزح العاشق تحت رحمة الحب. يتكئ المرء على فكرة عابرة، وينبض القلب بنبضات حياة خفية. يخمد بركان العقل الذي يبعده عن الأحلام، فيتوارى الحب ليتركنا نتساءل. تختبئ المشاعر في زوايا الظلال أو النور، فيحاكي صدى الظلال الروح بهدوء كي لا تتشظى أجزاؤها، وينصهر حبها بارتجاف يهتز.
في نظرة أمل، يتوهج الروح بها كروح تحتضر، وينسل الهدوء بين شقوق الزمن ويتلاشى كل ضباب بعيد، فيظهر في صورة حب يخاتلنا ليصبح حاضرًا في كل لحظة.
المزيد من الأخبار
نهاية وهم
تحرر من قيودك!
أسرار اللحظات الصامتة