20 فبراير، 2025

عطر الورود وهمس الياسمين

Img 20250220 Wa0008

كتبت منال ربيعي 

في حدائق الصباح، تتمايل الورود برفق تحت أشعة الشمس، كأنها تهمس بأسرار لا يسمعها سوى العاشقين. تتفتح أوراقها برقة، حاملة بين طياتها قصص الحب والانتظار، الحنين واللقاء، بينما تنثر ألوانها كلوحة رسمتها الطبيعة بفيضٍ من الشغف والجمال. كل وردة تحمل عطراً يشبه الروح التي منحتها الحياة، تفوح في الأفق وكأنها توقظ المشاعر النائمة في زوايا القلب.

 

أما الياسمين، فهو روح الليل، صديق القمر والساهرين، ينساب عبيره في الأزقة القديمة وبين النوافذ المشرعة، كرسالة من السماء تملأ الأرواح بهدوء وسكينة. لا يحتاج الياسمين إلى ألوان زاهية ليخطف الأنظار، فبياضه الناصع يكفي ليحمل في بساطته كل الجمال. عطره لا يعرف حدوداً، كأنه وعدٌ بالأمل، أو لمسة حنين تأخذنا إلى أماكن غابت ولكن بقي عبيرها يسكن الذاكرة.

 

الورود تعلمنا أن الجمال قد يكون مؤلماً حين يحيطه الشوك، والياسمين يروي لنا كيف تكون البساطة مفعمة بالسحر. كلاهما ينثران الحب دون ضجيج، يرسلان مشاعر صامتة لا تحتاج إلى كلمات. ربما لهذا نحب الورود، ونغفو على عبير الياسمين، ففيهما شيء من الأمل، وشيء من الحنين، وشيء من الذين نحبهم حتى وإن غابوا.

عن المؤلف