كتبت: خولة الأسدي
فأمَّا أنا، فشعورٌ يختزل كلَّ المشاعر؛ فالحزنُ يمتدُّ منِّي حيثُ يبدأ الفراقُ، والوحدةُ رفيق المُفارقين الذي لا مفرَّ منه، والكمدُ الذي يتسلَّل إلى القلوب فيُثقِلها بصمتٍ موجع.
فإذا تحدَّثت عنِّي، فكأنَّك تتحدَّثُ عن كلِّ المشاعر التي أَسُودُ عليها جميعًا، وتخضع لسلطاني الذي لا مفرَّ لفؤادٍ من التسليم له.
وأمَّا الفرحُ، فليس إلَّا زائرًا عابرًا يمرُّ بي للحظاتٍ، ثم يتلاشى كضوء النّجوم أمام أشعَّة الشَّمس الساطعة.
وأمَّا الاشتياقُ، فنارٌ تتّقدُ في القلوب، ولا تنطفئ إلَّا حين تلتقي الأرواح، أو تتفحَّم وهي تتجرَّعُ كؤوس الانتظار المُرَّة.
أنا، يا عزيزي، الوعدُ الذي لا ينكسرُ، والقدرُ الذي يغمر القلوب بالعذوبة والعذاب معًا.
وأنا دموع الفراق التي تحرقُ العيون، ورجفةُ الأكُفِّ حين البوح، وصمتُ العيون حين تعجزُ الكلماتُ عن الوصف، والرِّسالةُ التي تُقرأُ في النَّظرات قبل أن تُخطَّ على الورق.
أنا البداية التي لا تنتهي، والنهاية التي لا تُكتبُ، والأمل الذي ينمو في الظِّلال، والخوف الذي يسري في العروق.
أنا سُكون الليل حين يضجُّ بالحنين، وصخب النَّهار حين تضيع الأحلام بين زحام المشاغل.
أنا غسقُ المشاعر حين تتلاشى الألوان بين النور والظلام، وأنا من يُفرح القلوب حتَّى تدمع، ويُحزنها حتَّى تبتسم من الذِّكرى.
فإن شئت، فخُذني بكُلِّ ما فيَّ من جُنونٍ وعقلٍ، وفرحٍ وحُزنٍ، ووَجدٍ وفَقدٍ… لكن احذر، فمن يتذوَّقني، لا ينجو منِّي أبدًا.
المزيد من الأخبار
نهاية وهم
تحرر من قيودك!
أسرار اللحظات الصامتة