حياتك متحف للزائرين

Img 20250217 Wa0035

 

 

كتبت: ياسمين وحيد

واكتفيت بمشاهدة الأشياء وهي تذهب، وهي تأتي، وهي تبقى حتى، إني لا أفعل شيئًا سوى المشاهدة..!

ينتابك فجأة شعور بأن حياتك أشبه بمتحفٍ للزائرين، لا أحد يبقى بها وإنما أتوا فقط لأخذ جولة سريعة، من يُعجبه يأتي مُجددًا، وهُناك من يذهب دون عودة.. وتبقى أنت تشاهدهم من بعيد. 

تُشاهد حياتك وكأنها شريط سينمائي مُتكاسل يمر ببطيء شديد أمام عينيك، ولكنك لا تقوى على مغادرة هذا الفيلم، وتجد التدخل به وبتغيير أحداثه أمرًا لا يروق لك.. فما معنى أن تخبر أحد بألا يقوم بتسجيل الخروج من حياتِك!

أعِد فِشارك وأجلس وشاهد كل من يذهب وستجد حينها أن فكرة أن يرسم أحدهم نهاية للطريق الذي تسيران به سويًا فكرةً تروق لك كثيرًا، فلطالما واجهنا صعوبات في رسم تلك النهايات.

أما باب العودة مُجددًا فعليك أن تُغلقه جيدًا وتجلس وتشاهدهم يحاولون العودة مرةً أخرى. كُف عن المشاهدة وكن أنت المُقرر الوحيد لمن ستسمح له بالدخول ومن ستُغلق الباب بوجهه، وإن كان عليك مُشاهدة أحد فعليك فقط مُشاهدة من يريد الذهاب، بل وستُساعده ليحصل على مراده.

خروج بعض الأشخاص من حياتك نعمة لن تُدركها إلا مع مرور الوقت، لذلك عليك بترك حبل التمسُك. شاهد ولكن كن أنت المُعد لأحداث فيلمك، كن أنت المُتحكم بحياتِك ولا تقبل أحدٍ بها سوى من يُعطيك قيمتك من التقدير.

عن المؤلف