أميرة الماضي الأسود

Img 20250119 Wa0117(3)

 

 

الكاتبة: رضا رضوان (وتين)  

الجزء الرابع

 

لتلحق به والخوف يأكلها ولا تعلم ماذا ستواجه…

 

مشى أرثر في ممر طويل جداً، وهي تلحق به وتلتفت إلى الصور الموجودة في الممر. كانت صوراً مخيفة حقاً، أشخاص ذو آذان طويلة، وهم بيض كبياض الزجاج، أعينهم غريبة تلمع فيها القوة وكأنهم جبابرة. نظراتهم مرعبة، خافت كثيراً وقد ابتعدت عن أرثر دون أن تشعر وهي تراها. لحقت به وهي تصرخ باسمه:

 

“أرثر! أرثر! ما بك؟ لمَ لا تسمع؟” كانت تلهث بقوة وكأنها مشت مسافات كبيرة.

 

ليلتفت إليها وقد قوس حاجبيه: “ما بكِ يا فتاة؟ لمَ تصرخين؟ أنا أسمع، لست أصم.”

 

خافت منه ظناً منها أنه يصرخ: “آآآ، أنا آسفة، أرجوك سامحني.” كانت تلعب بيديها وتكمل: “أرثر، متى سأعود إلى أهلي؟ ولمَ أنا هنا أصلاً؟ لمَ لا ترجعني؟”

 

ليقول أرثر بغموض: “أنتِ لي يا صغيرتي، لا تقلقي. لن أسمح لأحد بأخذك مني.”

 

عند ملك الغابة الشمالية:

 

علم بختفاء ابنته وخاف أنها قد دخلت الغابة المحظورة. بعد مدة من اليأس من العثور عليها في المملكة، قرر الذهاب إلى الغابة المحظورة للتأكد من أنها هناك. ذهب إلى الباب الذي يفصل العالمين، وراء أسورة جود التي هددته في عيد ميلادها الثاني عشر. فارتجفت أوصاله، وما كان منه إلا أن ينهار.

 

أخذه الحراس إلى القصر، فقد تعب بشدة. أحضروا الطبيب ليعالجه وبعد عدة أيام مرت.

 

استعاد الملك عافيته وجمع كبار المجلس الملكي لكي يقوموا بنصحه. أتوا له بعدة نصائح منها أن يتفاوض مع ملك الغابة المحظورة. قرر الملك أن ينقذ ابنته الوحيدة حتى لو دفع الثمن حياته.

 

أما عند أرثر:

 

فقد أخذها إلى غرفة أبيه الملك، أيسلند، وأخبره أنها من البشر وقد شربت من ماء النهر وأنها الآن بعد شربها من الماء أصبحت منهم.

 

ليغضب الملك أيسلند كثيراً وتصبح عينيه كاحمرة الدم. فقال لابنه أن يدخلها إليه. خاف أرثر فقد كان منظر أبيه مرعباً، خاف من أن يؤذي صغيرته، ولكنه مضطر لإدخالها.

 

قال لها أرثر وهو حزين: “جود، ادخلي. أبي الملك يريدك.”

 

ترا ماذا يريد الملك أيسلند من جود ولمَ هو غاضب أنها بشرية؟ وهل هم حقاً ليسوا بشر؟ إذن ما هم وما نوعهم؟

 

وملك الغابة الشمالية، هل سيتعاقد مع الملك أيسلند ويأخذ ابنته جود أم أن الملك أيسلند سيبقيها لديه؟

 

لنرى ذلك في الجزء الخامس…

عن المؤلف