سيدة الحَـرف “رشـا عنتر” قي حـوار خاص مع إيفرست الأدبيَّة 

Img 20250125 Wa0069

 

الصحفية: خديجة محمود عوض 

 

عالم مزدحم بالأفكار والكلمات، تبرز الكاتبة “رشـا عنتر” بصوتها الخاص، حاملةً رسالة تسعى للوصول إلى أعماق القلوب قبل العقول. من أول حرف خطّته يدها إلى آخر مشروع تعمل عليه، كانت الكتابة بالنسبة لها ليست مجرد موهبة، بل نافذة للحرية والتعبير.. في هذا الحوار، نقترب أكثر من ملامح شخصيتها، نغوص في تفاصيل رحلتها الأدبية، ونسأل عن الإلهام الذي يصوغ عوالمها الفكرية.

 

“كيف تعرّف نفسك للقارئ في جملة واحدة؟”

أنا إنسانة تُعيد ترتيب الفوضى بداخلي عبر الكلمات، وأسعى دائمًا لتحويل المشاعر الإنسانية إلى نصوص خالدة.

 

كيف كانت البداية؟ ما الذي دفعك إلى عالم الكتابة وجعلك تختارين هذا الطريق؟

البداية كانت لحظة إدراك أن داخلي عالم لا يمكن أن يظل صامتًا، الكتابة بالنسبة لي لم تكن خيارًا، بل حاجة ضرورية كي أعيش وأتنفس، وجدت فيها القوة التي منحتني صوتًا وسط ضجيج الحياة.

 

كيف تصفين علاقتك مع القارئ؟ وهل تعتقدين أن الكتابة تخلق رابطًا حقيقيًا بين الكاتب وقارئه؟

علاقتي بالقارئ هي علاقة صادقة وعميقة، أنا لا أكتب له، بل أكتب معه، الكتابة بالنسبة لي ليست مجرد كلمات تُقرأ، بل رحلة أعيشها مع كل قارئ يشعر بما أشعر به.

 

برأيك، ما الذي يميز الكاتبة الجيدة؟ هل هو الأسلوب، الأفكار، أم القرب من القارئ؟

الكاتبة الجيدة هي من تستطيع أن تجعل القارئ يرى نفسه بين السطور، إنها من تكتب بشجاعة تعانق الحقيقة، وبأسلوب يأسرك دون تكلف، الأفكار هي البذرة، والأسلوب هو الجسر، والقرب من القارئ هو النبض الذي يمنح النص حياته.

 

كيف تتعاملين مع فكرة النقد؟ وهل هناك نقد أثر فيك وغير رؤيتك لعملك؟

النقد بالنسبة لي هو اختبارٌ لنضجي كـ كاتبة، لا أنظر إليه كتهديد بل كنافذة أرى من خلالها جوانب قد غابت عني، هو فرصة لأعيد اكتشاف نفسي في الكتابة، ولأن أكون أكثر صدقًا مع النصوص التي أُنتجها.

 

. ما هي مشاريعك القادمة؟ وهل تعملين على شيء جديد حاليًا؟

أعمل حاليًا على مشروع كتاب جديد، مختلف عن ما قدمته سابقًا، الكتاب الجديد يستكشف الأبعاد العميقة للإنسانية، حيث يتناول العلاقات الإنسانية، والتحديات الداخلية التي نواجهها، ويقدم تأملات حول الحياة والمشاعر التي تربطنا بالآخرين، هو رحلة فلسفية داخل الذات، محاولًا فك شفرات الصراع الداخلي والبحث عن المعنى وراء كل لحظة نعيشها.

 

ما هو تأثير تجربتك الشخصية على كتاباتك؟ وهل تستوحي من حياتك الواقعية؟

كتاباتِي هي انعكاس لرحلتي الشخصية، تعبر عني وعن كل ما أعيشه من صراعات وأفكار، لكنني لا أكتب فقط عن نفسي، بل أكتب للقارئ أيضًا، محاولة نقل مشاعر وأفكار مشتركة تجمعنا، فكل نص يحمل جزءً من تجربتي الخاصة، وفي نفس الوقت، يتردد صداه في قلب القارئ الذي يرى نفسه في الكلمات.

 

من هو الشخص الذي كان له الأثر الأكبر في حياتك؟ وكيف أثر في مسيرتك؟

لا أحد، كل خطوة في مسيرتي كانت نتيجة اختياري وحدي، وتعلمت أنني أنا من يصنع دربي، دون أن أحتاج إلى شخص ليؤثر فيّ.

 

أخيرًا، إذا طلبنا منك وصف الكتابة في كلمة واحدة، ماذا ستكون؟

‘الملاذ’ لأن الكتابة هي المكان الذي أهرب إليه، حيث أجد نفسي وأتحدث بحرية دون قيود.

 

 

مع كل إجابة، أثبتت لنا “رشـا عنتر” أن الكتابة ليست مجرد كلمات تُكتب على الورق، بل هي حياة تُنقل بين السطور. في نهاية هذا الحوار، نترك القارئ أمام تجربة فريدة، مليئة بالشغف والطموح، ونودعها بكلماتها التي تلخص رؤيتها: “الكتابة ليست خيارًا، إنها طريقتي لفهم العالم ومشاركته”.

عن المؤلف