رِحلة في عقل الكاتبة السودانية “أبرار عاطف خضر” تَبـوح بِما وراء كواليس رحلتها الأدبية لأول مرة داخل مجلة إيفرست

Img 20250125 Wa0161

 

 

الصحفية: خديجة محمود عوض. 

 

بين حروفها تختبئ أسرار، وفي كلماتها تنبض حكايات لم تُروَ بعد.. في حـوار استثنائي مع الصحفية خديجة عوض، تكشف الكاتبة ” أبرار عاطف” عن ملامح رحلتها الأدبية، التي تجاوزت حدود الورق، وجابت عوالم الفكر والإبداع.. هُنا، حيث تتقاطع العواطف مع الأفكار، وحيثُ يبوح القلم بما خُفيّ خلف الكواليس، لنُبحر معًا في رحلة تكشف عن جوهر الأدب العربي..

 

هل لكِ أن تمدينا بنبذة تعريفية عنكِ؟

-اسمي أبرار عاطف خضر من السودان درست الفيزياء و الدّراسات إسلامية عندي هوايات متعددة منها الكتابة والتصوير والدوبلاج.

 

أخبريني في البداية، كيف تصفين علاقتك بالكلمات؟ هل ترين الكتابة مجرد وسيلة للتعبير أم أنها جزء من كينونتك الداخلية؟

-علاقتي بالكلمات عقلاقتي بجزء مني لا يمكنني الاستغناء عنه، كما أن الكلمات تمثلني فأنا أكتب بكل حواسي وجوارحي.

 

من أين تبدأ القصة بالنسبة لكِ؟ هل هي فكرة أولية، أم موقف حياتي، أم رحلة شخصية تقودكِ إلى الكتابة؟

-أكرمني ربي بالخيال، ومنذ صغري أو دون العاشرة من عمري كنت أكتب قصصا قصيرة مع رسومات كاريكاتير، لكن مع مرور الزمن تركتها ولم ادرك أني بيوم سأصبح كاتبة، إلى أن بلغت العشرين ولقيت فيها ما لقيت من الفوضى الداخلية، لم استطع معالجتها إلّا بقلم ودفتر.

 

هل تعتقدين أن الكتابة يمكن أن تكون وسيلة للتغيير المجتمعي؟ وكيف تسعين لترك بصمة تؤثر على القارئ؟

-نعم وسيلة لتغيير المجتمع للأفضل، فالكلمات تلامس الروح والقلب لذلك تبني مجتمعا واعيا ومثقفا.

 

ما هو التحدي الأكبر الذي واجهتهِ في مسيرتكِ الأدبية، وكيف أثّر ذلك على كتاباتكِ؟

-تنظيم الوقت، والرفض من عائلتي في بداية الأمر لأني هجرت تخصصي، وسكلت طريق الأدب، وضياع كتاباتي بسبب الحرب، فيما بينها كتابي الأول (مطمورة الأحلام) وأيضا كان تحديًا فقدان الشغف الذي أصابني في فترة ما؛ كنت أحاول الكتابة لكن يتوقف القلم، ولم أجد داعما(قبل تعرفي على أترجة الأدب).

 

في عالم مليء بالتحولات السريعة، هل ترين أن الأدب يظل قادرًا على إحداث تأثير حقيقي على القراء؟

-نعم يؤثر وبشدة، اذا أراد القاريء معرفة الماضي يقرأ، وإن أراد الإستفادة من تجارب غيره يقرأ، ومن أراد معرفة نفسه يقرأ ومن أراد الغوص في الخيال. الأدب قادر على تغيير المجتمع للأفضل،

 

كيف ترين الفجوة بين الأجيال الأدبية؟ وهل تعتقدين أن هناك تغيرًا واضحًا في أسلوب الكتابة بين الأجيال الحالية والسابقة؟

-أرىٰ اختلافًا شاسعًا،الأدب القديم مميز في زمانهم وزماننا، لكنه يناقش قضايا في الماضي، بينما الحديث يناقش الحاضر، والشباب، وبينهما اختلافات واسعة.

 

هل تجدين أن النقد الأدبي يمكن أن يكون قاسيًا أو مبالغًا فيه في بعض الأحيان؟ وكيف تتعاملين معه ككاتبة؟

-يعتمد ذلك على الناقد واسلوبة؛ والكاتب نفسه؛ فالكاتب المبتدئ الحساس ربما يصاب بإحباط ويأس، وقد يتوقف عن الكتابة، ولا يدرك أن طريق النجاح مليئًا بالتحدّيات، لكن ككاتب يجب أن يستخدم النقد في صالحه لتطوير مهاراته، وأن يتحدّى بكلماته.

ما هي أهَم المُبادرات التي نفعتك في تطوير موهبتك؟ وهل لـ أترجة الأدب تأثير خاص؟.

-القرآن الكريم له الدور الأكبر من حيث صقل اللغة والبلاغة من ثم انضمامي لعدة فرق أدبية.

أترجة الأدب الذي يدعم المواهب ويعزز ثقة الكاتب والدورات التي تقام فيه بناءة، أرى له مستقبلًا مشرقًا وكتجربتي الشخصية اسقتني غدقا من الدروس القيمة وآخت بيننا(أخوة قلم) من شتى بقاع الأرض وتبادلنا ثقافات وأفكار مختلفة.

 

أين ترين نفسكِ ككاتبة بعد خمس أو عشر سنوات؟ وما هي المشاريع التي تأملين تحقيقها خلال تلك الفترة؟

-لمع اسمي وتضئ كلماتي عالم الأدب وأكون قد نشرتُ عدة كتب ودوواين شعر تحمل غاية سامية وقيم عميقة على مستوى العالم وأن أساهم في توعية الأجيال وزرع حب اللغة العربية وتراثنا العربي وثقافاتنا في الناس أجمع.

 

هل أنتِ من الكاتبات اللواتي يؤمنّ بتخطيط القصص مسبقًا، أم أن الكتابة بالنسبة لكِ هي نوع من المغامرة غير المدروسة؟

-غالبًا غير مدروسة في أي وقت أكتب ولأي شئ أحيانا تفريغًا لمشاعري فأنا انسانة حساسة فطريًا، ان اصابتني كلمة أهرع لدفتري، كذلك اكتب تجاربي، باختصار أبوح لدفاتري كل شي انكساري، وحزني، نجاحي، واحلامي، وطموحي، وكل شئ.

 

ما النصيحة التي تقدمينها للكاتبات الشابات اللواتي يطمحن لإحداث تأثير حقيقي في مجال الأدب؟

-الاستمرار في القراءة والكتابة والنشر للمحافظة على لغتنا العربية ولتكن الكتابة ذات أثر وقيم على البشرية، ولتعكس ثقافاتنا وتجاربنا وأحلامنا. والصبر الصبر فلذة الوصول تستحق الجهد والعناء.

عن المؤلف