كتاب “بريد الروح” للكاتبة خديجة عوض بمجلة إيفرست الأدبية 

Img 20250125 Wa0129

 

 

كتبت: عفاف رجب 

 

الكتاب يُصنف من أدب الرسائل، ولكنها ليست كأي رسائل عابرة كل رِسالة كُتبت من روحها لِتصِل إلىٰ روح القارئ، تناولت فيه عّدة قضايا إجتماعية كانت طـوِّيَت تحت ثرىٰ النسيان؛ ليخرجها بريد الروح من جديد.

 

“بريد الروح” هو كتاب يتسلل إلىٰ أعماق القلب، يرسم في ملامحه معالم رحلة روحية تمتد بين الألم والتصالح، بين الفقد والتجدّد، هو بمثابة مرآة تعكس صراع الإنسان مع نفسه ومع الحياة التي لا ترحم، بينما تتأمل الروح في تداعيات الأحزان وآمالها الضائعة في رياح الزمن.

 

“بريد الروح” ليس مجرد كتاب، بل هو مرآة لكل ما نمر به في حياتنا، وكل رسالة هنا تُعبّر عن جزء منا، وكل كلمة تأخذنا في رحلة عميقة داخل أنفسنا. الكتاب يترك في القارئ أثرًا لا يُمحى، فهو لا يقتصر علىٰ كونه مجموعة من الرسائل، بل هو تجربة حياتية تُعلّمنا كيف نحب، كيف نتألم، وكيف نعيش.

Img 20250125 Wa0128

قُسِّمَت الرسائل إلىٰ مجموعات أبواب الكتاب:

 

الفصل الأول: ” رسـائل كُتِبَت إلىٰ الرجُـل المُستحيـل”

وهُنا رسائل مليئة برائحةِ المشاعر، التي تفـوح فَتنعش القلوب رغم اختلافها، لكن تحمل بين سطورها الألَم الذي يصرخ بخذلان الحَبيب.

 

الفصل الثاني كان عنوانُه؛ “رسائل خُلِقَت من رحم المُعاناة”

وهي رسائل تُحاكي الواقع بكل مصداقية حيث الألم بكل ألوانه مثل: “ألم الفُراق، ومُعاناة السعي في الحياةِ، وألم الهجرة والغُربة، ألم اليأس، ألم الحُبّ الغير مرغوب”.

 

الفصل الثالث: “رسائل من إنسيٌ واجِف”

 

هنا المعنى الحقيقي للمُعاناة والتشتت النفسي، إن رسائل هذا الفصل مليئة بتناقضات الألم والسكون، والحيرة واليقين، كأن الروح نفسها تعيش في حالة من التمزق المستمر بين الماضي والحاضر.

هنا، ترى الكاتب يعبر عن المعاناة الروحية والنفسية، وتراكمات التجارب التي تخلف آثارًا يصعب مسحها، هذه الرسائل لم تكن مجرد كلمات على ورق، بل كانت نبضات قلبٍ عاش في صراع طويل مع نفسه. تطرقت خديجة في هذا الفصل إلىٰ أعمق الخبايا الإنسانية، حيث الفقد والحزن والعجز عن تحقيق السلام الداخلي..

 

فصل الرابع: “رسائل لَم يطِوها النسيان”

هنا، تظهر القوة الحقيقية للكلماتِ، رسائل تُلهم وتدعو لعدم نسيان الماضي الحنون، لعلّها الرسائل التي ينتظرها كل قارئ ليحيا بها من جديد.. كُتِبَت هذه الرسائل بدموع الحنين، تُعبر عن النهوض بعد السقوط، عن الأمل في غدٍ أفضل..

 

الفصل الأخير: “رسائل كُتِبت لأجلك”

 

في الختام، جاءت الرسائل كأنها فصل من فصول النضج، فكل كلمة كانت بمثابة نصيحة من أمٍ حنونة تربت علىٰ القلبِ المُتعب. هنا، لم تقتصر الرسائل علىٰ مشاعر فردية، بل كانت تحمل رسائل أعمق تتعلق بمفهوم الحياة والأمل، فصل يعكس النضج الذي تكتسبه الروح بعد رحلة طويلة مع الألم.

 

والجدير بالذكر أن خديجة محمود عوض، كاتبة تنبع من أعماق الروح، تحمل بين يديها قَصَصَ الحياة بحروفٍ تنبض بالألم والأمل معًا، وُلدت في عام 2005 بمحافظة المنوفية، منذ الصف الأول الإعدادي بدأت تكتب، واكتشفت أن اللغة هي البوابة التي تقودها إلى فهم الروح..

 

كتبت خديجة العديد من المقالات الأدبية التي نُشرت في الجرائد الإلكترونية عبر منصات التواصل الاجتماعي، وانطلقت إلى عالم الكتب الإلكترونية، حيث شاركت في تأليف أكثر من 15 كتابًا مع نخبة من الكتاب العرب.

أشرفت علىٰ إخراج اثنين منهم، لكن “بريد الروح” هو أول أعمالها، كما أن خديجة تعمل أيضًا كمُدققة لُغوية لدى دور نشر إلكترونية في مِصر، وليبيا والأردن، حيث تبذل جهدًا دؤوبًا لإتقان اللغة العربية وضبطها في كل نص.

عن المؤلف