الكاتب محمد الخطيب في حديث مع مجلة إيفرست الأدبية

Messenger Creation Dd49c015 63c1 4bb8 845d 95e8872de98d

 

 

حوار: عفاف رجب 

 

ضيف اليوم إسكندري، مواليد محافظة الإسكندرية، مصدر إلهامه من البداية، من رواد شارع النبي دانييل وتعرفه على القراءة من خلاله، شارع قديم بمنطقة محطة مصر، منهل لكل محب للقراءة يماثل سور الأزبكية في القاهرة.

 

معنا الكاتب محمد عبدالعال الخطيب، نائب رئيس هيئة قضايا الدولة، عضو اتحاد كتاب مصر، عضو اللجنة الثقافية باتحاد كتاب مصر، عضو نادي القصة، عضو الجمعية المصرية للدراسات التاريخية، عضو المركز الإعلامي لهيئة قضايا الدولة، مؤسس المكتبة التراثية بهيئة قضايا الدولة والمشرف عليها، عضو لجنة تحرير مجلة هيئة قضايا الدولة سابقًا، ومعار كمستشار قانوني بالهيئة العامة للاستثمار بالكويت، صدر له عدة كتب تاريخية وعدة روايات.

 

1- بدايتكم مع الكتابة متى كانت وكيف؟ وما أهم المحطات التي أثرت في حياتكم الأدبية؟

لطالما أسعد بهذا السؤال لأنه قصة أسعد بروايتها، القصة تبدأ من عام 2014، في هذا الوقت كانت مصر تمر بظروف سياسية صعبة وكانت يتم إعداد دستور مصر،فكانت الهيئات القضائية تبحث عن دعم اختصاصاتها بالدستور ،و أنا بإعتبارى مستشار بهيئة قضايا الدولة افخر بأنها أقدم هيئة قضائية في تاريخ مصر ،ولكن أين تاريخها المدون، وأين التراث الذى يدل على عظمة هذا الكيان لذا كلفت نفسي بان ابحث عن هذا التاريخ ، فعكفت شهوراً للبحث عن هذا التراث المفقود وكانت وجهتي الأولى مكتبة الإسكندرية ، كان أملى أن أجد بعض وثائق تكون عون لي في كتابة تاريخ قضايا الدولة وبالفعل وبعض الاطلاع على تلك الوثائق والاطلاع على الكتب التاريخية المعاصرة لإنشاء قضايا الدولة خلال عامي 1875/1876 مثل اليأس الأيوبي، وجورجي زيدان ؛فأخرجت أول كتاب توثيقي عن قضايا الدولة اسمه قضايا الدولة عبر التاريخ.

عندما أنهيت هذا الكتاب كان السؤال المنطقي بعد ذلك من كان فى هذا الكيان وقت إنشاؤه فكان الحديث عن مصريين وأجانب تولوا القضاء المصري واكتشفت الكثير والكثير فى حياتهم، فى هذا الوقت إن كانت هناك رغبة في تشكل حكومة ليس لها ميل سياسي كان يتم اختيار مستشارين لاسيما قبل إنشاء الجامعة، لذا فوجئت بأني أؤرخ لتاريخ مصر الحديث من خلال الوثائق فهذا المستشار صار وزير للحربية وآخر للخارجية وآخر للمالية وآخر للأشغال وهذا رئيسا للوزراء، وآخر صار وصيا على عرش مصر، وعندما تتبعت تاريخهم، كنت أتتبع تاريخ مصر و انظر إليه من ثقف باب حتى اتسع رويدا رويداً فصار بوابة كبيرة بوابة قضائية لقراءة التاريخ المصري الحديث، كل هذا وفر لي العديد من المعلومات والحكايات التي أردت أن اعرضها للقارئ، فكانت البداية للكتابة الروائية.

 

 

2- صُدر لحضراتكم العديد من الأعمال ولنحظى اليوم مع العمل الأدبي؛ حدثنا عن شعورك أثناء إصدار أول عمل لحضراتكم؟ ومن الذي يشجعك على خوض هذا المجال؟

الشغف، مع كل رواية تبدأ فكرتها أريد أن أعرف مثل القارئ كيف ستكون النهاية.

أعتقد أن الكتابة بالنسبة لي رسالة، لقد بدأت معي هكذا فحرصت على أن يكون هدفاً دائماً في كل أعمالي، حتى ما تعلق منها بالفنتازيا ففي رواية “أرض لا ظل” المعنى القريب للقراء ، هو اختفاء الظلال الوسيلة الوحيدة للنجاة والانتقال من الأرض عند اقتراب حطام كوكب، لكن الرسالة والهدف هو أنى أريد أن أحث القارئ على معرفة ماهية الظل، لم أر من تحدث عنه ولم اقرأ عنه فأردت أن اشحذ همم القراء في تلك النقطة، ربنا لم يخلق شىء عبثا، فعندما يقول فى سورة الفرقان الآية 45″ ألم ترى إلى ربك كيف مد الظل ولو شاء لجعله ساكناً ثم جعلنا الشمس عليه دليلاً”

إن تمعنت في تلك الآية لأدركت أننا لا نعلم شيء عن أمر ملاصق لنا هو ظلنا الذى قد يكون هو أعمالنا وصحفنا واحدث حياتنا دون أن ندرى، إذاً الكتابة كانت ولا زالت بالنسبة لي رسالة.

 

3- يصُدر لحضراتكم هذا العام رواية تحمل عنوان “الكهف” فهلاّ حدثتنا بشكل مُبسط عن العمل من حيث مضمون العمل، وفكرته؟

رواية الكهف هي إحدى نتائج الكتابة التاريخية، لقد كان أحد أهم اكتشافاتي الخاصة بالتاريخ القضائي رجل اسمه روبرتو روستى، رجل له فضل كبير في تاريخ مصر ولكن لا احد يذكره كان له الفضل في الإبقاء على مقبرة توت عنخ أمون في مصر، كي أغوص في تاريخه اضطررت أن أذهب إلى منطقة القراءة التاريخية وما يتعلق منها بآثار مصر، فكانت رواية الكهف التي تعالج سرقة أثار مصر، يكتشف فيها “أدهم” بطل الرواية وجود مزاد كبير لبيع قطع أثرية مصرية مسروقة في متحف نيويورك الوطني، يقرر خوض رحلة مثيرة من التحقيقات تتشابك فيها خيوط الماضي والحاضر، في محاولة لاستعادة آثار بلاده المفقودة.

Img ٢٠٢٥٠١٢٥ ١٢٢٩٣٩

4- هل يحاول “أ/محمد الخطيب” إيصال هدفًا لقُرائها من خلال إصدارتها، وما هي أهم المهارات الواجب توافرها لدى الكاتب؟

بصراحة شديدة أنا مؤمن بمقولة أن التاريخ يعيد نفسه، ولكن فى شكل جديد، فإن أدركت الماضي أحطت بالحاضر وتوقعت المستقبل.

القراءة هي أهم ما يجب أن يتوافر للكاتب، كافية أن تُثقل موهبته، بالطبع يجب أن يتوافر لديه بعض المهارات اللغوية، و بعض الموهبة، والقراءة كافة لإثقالها، لكن أرى انه لا غنى للكاتب عن الشغف، به يبدأ ويحثه لإنهاء أي عمل.

 

5- بمن تأثر الكاتب ولمن يقرأ الآن؟ وأيِّة الفنون الأدبية مقربة إليه؟

بالطبع نجيب محفوظ الكاتب، أشعرني بالمكان دومًا تشعر أنه إلى جانب الأبطال بطل يزاحمهم هو المكان، وأنا أفضل ذلك وأحبذه، ومنذ صغرى وأنا أعشق سلاسل كتابات الدكتور نبيل فاروق، أما الآن فأنا متنوع القراءات أقرا للكاتب أشرف العشماوى وأحمد مراد وسهير عبد الحميد.

 

6-وما هي نظرية حضراتكم أ/محمد عبدالعال عن أخر أعماله؟ وطريقتكم في جمع المصادر؟ وكيف توفق بين الحياة العملية والتأليف؟

الوقت، إدارة الوقت و أهميته يجب أن يدركها أي إنسان، كنز لا ننتبه له، يومي في السادسة صباحا في غير أيام عملي أكتب من السادسة حتى التاسعة، عندها أشعر بيقظة الناس أتوقف لأمارس حياتي الطبيعية، أما في أيام العمل فانا أركز على أن يكون لى ساعة فقط أنفصل فيها عن الجميع، تميداً لأفكار والعيش في أجواءها

 

7-بهذا العام ستكون شخصية المعرض الدكتور “أحمد مستجير”، فما نظريتكم عنه؟ وما هو نظرية حضراتكم عن معرض القاهرة للكتاب الذي يُقام كل عام؟

بالطبع أمر جميل ورائع تعريف القراء بشخصيات مصرية يجتمع فيها العلم والموهبة الأدبية الفردية.

أمر أراه واجب على المنصات الثقافية المصرية.

 

8-الكثير منا يتعثر ويقوم حتى ينهض من جديد؛ فما أصعب العقبات التى واجهتك خلال مسيرتك الأدبية؟

بداية أي شيء في الحياة له صعوبات، عندما بدأ فى الكتابة التاريخية، كان يتعجب البعض متسائلين ما علاقة الهيئة القضائية بالتاريخ، فكان ردى واحد يجب أن تعلم تاريخك القضائي، والذى اكتشفت فيما بعد أنه جعلني أنفذ لتاريخ مصر ولكن من وجهة مختلفة.

 

9- كيف ترى الكتابة؟ بوح؟ عملية استشفاء؟ هروب من الواقع؟ مواجهة مع الذات؟ أو مع الآخر؟

سؤال عام إجابته عند كل كاتب، لكل منا هدف منها، لكن أعتقد أنها وسيلة عامة للاستشفاء من آلام الحاضر.

 

10-ما مدى رِهانكم على الكتابة الشبابية الجديدة، والكُتاب الصاعدين وأين تضعها من خارطة الكتابة العربية؟

دائمًا مصر ولادة غنية بأبنائها، نهر لا ينبض من الإبداع، دائمًا في المقدمة.

11- قبل الختام؛ ما الشيء الذى تريد قوله، وما نصيحتكم لكُتاب المستجدين حتى يرتقوا بالكتابة ارتقاءًا يليق بها؟

القراءة وعدم التسرع في النشر، البحث عن دار نشر تؤمن بموهبته.

 

12- وبالنهاية: نشكر حضراتكم على وقتكم الثمين ونعتذر إذا كنا قد أثرنا بالسلب على حضراتكم، لذا أُحب أن أعرف رأي حضراتكم عن حوارنا وكذلك على مجلتنا الأدبية إيفرست؟

وبالطبع أشكر منصة إيفرست الأدبية على هذا الحوار و محاولتها تعريف القراء، بجوانب الثقافة المصرية شخصياتها وموضوعاتها.

 

ومنا نحن مجلة إيفرست الأدبية نتمنى التوفيق والنجاح الدائم للكاتب محمد عبدالعال الخطيب فيما هو قادم له إن شاء الله.

عن المؤلف