حوار: عفاف رجب
الأدب والإبداع شيئان متلازمان؛ فلا وجود للإبداع دون أدب ولا يمكن أن يستمر الأدب بلا إبداع، لذا انفرد بضيفي المميز اليوم عن غيره، فهو الروائي والكاتب، ناقد أدبي، والرئيس التنفيذي لوكالة ضاد الأدبية.
تحول كاتبنا من إنسان عادي لا يوجد ما يُذكر في حياته إلى روائي تمتاز أعماله بطابع النفسي، وأيضًا تحمل طابع الإثارة والتشويق والغموض، والجريمة، قدم حتى الآن سبع روايات.
وتكملة لسلسلة النجاحات تلك، ومن خلال موقعنا الخاص مجلة “إيفرست” الأدبية وشعارنا الذي نرفعه دائمًا “حتى يظل الأدب عنوانًا منيرًا مع جميع الأجيال” معنا اليوم الروائي أ/ أمير عاطف، هيا معي عزيزي القارئ لمجلة إيفرست نتعرف معًا على تلك الشخصية العظيمة.
إلى النص:
• نرحب بك أستاذ “أمير عاطف” ضيف عزيز على مجلة إيفرست الأدبية، من هو الكاتب أمير عاطف وكيف يعرف بنفسه إلى القراء؟
أهلا بكِ وبكل قراء مجلة إيفرست الأدبية… أنا أمير عاطف، كاتب روائي، صدر لي سبع روايات حتى الآن وهم (طارئ ـ لا شيئ مما سبق ـ لوغاريتم ـ لا تبدأ القتل ـ دوائر الانتقام ـ جزيرة جريشة وأخيرًا روايتي التي ستصدر في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2025 … رواية “لم يحن وقتك بعد”)
خريج كلية الآداب جامعة عين شمس قسم حضارة أوروبية. وتخصصت في دراسة الأدب اليوناني، علاوة على النقد الأدبي. والرئيس التنفيذي لوكالة ضاد الأدبية.
• بدايتكم مع الكتابة متى كانت وكيف؟ وما أهم المحطات التي أثرت في حياتكم الأدبية؟
بدايتي مع الكتابة حينما كنت في السابعة من عمري، فقد كنت أقرأ الكتب التي تعطيني إياها والدتي رحمها الله، وكنت ألخصها وأكتب ما فهمت منها في ورقة خارجية، وحين بدأت اقرأ لمصطفى محمود أحببته وأحببت الكتابة، وكان هذا اللقاء الأول بيني وبين الأدب، من خلال قراءتي لروايته الرائعة “العنكبوت”… هذه أول محطة لي… المحطة الثانية بعد قراءتي لرواية عزازيل لدكتور يوسف زيدان… حينها أحببت أن يكون لي عمل أدبي خاص بي… وهنا كانت المحطة الأهم… حين بدأت في كتابة أول حرف في روايتي الأولى “طارئ” في عام 2010. والتي دأبت على كتابتها في أربعة أعوام.
• صُدر لحضراتكم العديد من الأعمال ولنحظى اليوم مع العمل الأدبي؛ حدثنا عن شعورك أثناء إصدار أول عمل لحضراتكم؟ ومن الذي يشجعك على خوض هذا المجال؟
من أسعد أيام حياتي حينما أمسكت بكتابي الأول، روايتي الأولى “طارئ” في عام 2014. والذي شجعني على الخوض في هذا المجال، والدتي رحمها الله ووالدي بارك الله لي في عمره…
• يصُدر لحضراتكم هذا العام رواية تحمل عنوان “لم يحن وقتك بعد” فهلاّ حدثتنا بشكل مُبسط عن العمل من حيث مضمون العمل، وفكرته؟
رواية “لم يحن وقتك بعد” تتحدث عن كاتب مخضرم، يدعى عمر مدكور، اكتشف مؤخرًا أن رواياته الست السابقة، متطابقة تمامًا مع روايات لكاتب عاش في فترة الستينيات، مما جعل مستقبله الأدبي مهدد بالهدم. من جهة أخرى تعرض لخيانات من أقرب الناس إليه… مما جعله يخوض رحلة مشوقة، العودة منها ليست سهلة على الإطلاق… رحلة مليئة بالإثارة والتشويق والغموض.
• هل يحاول “أ/أمير عاطف” إيصال هدفًا لقُرائه من خلال إصدارته، وما هي أهم المهارات الواجب توافرها لدى الكاتب؟
هدفي الأول والأسمى والأساسي هو أن أجعل القارئ يستمتع ويشعر بالانجذاب من أول كلمة في روايتي إلى كلمة تمت… وأدعي أنني – بفضل الله تعالى – أستطيع فعل ذلك، وهذا بناء على رأيي في نفسي، بعد رأي قرائي في أعمالي. وهذه القدرة على خطف أنفاس القارئ هي أهم المهارات التي يجب أن تكون في أي كاتب.
• ماذا لو أتيحت لك الفرصة في توفير أعمالك على منصات النشر الإلكتروني؟ هل توافق؟ فقد أصبح النشر الإلكتروني مجزيًا وأسهل في الوصول للناس هذه الأيام؟ فهل توافق بالعرض؟
نعم بالطبع أوافق، فيجب على الكاتب أن يواكب العصر الرقمي، وبالفعل فإن كتبي على منصات رقمية كثيرة مثل أبجد وجوجل بوك وأمازون كيندل، كما أنها مسموعة على ستوري تل واقرألي ومنصات أخرى أخشى أن أنسى أسمائهم.
• كثرت الكتابة باللغة العامية وخاصةً فـي الرواية، فهل أنت مع أم ضد الكتابة بالعامية، وهل يجوز السرد بها أم أنها تفسد الذوق العام؟
أنا لست ضد الكتابة بالعامية في الرواية، طالما أن هذا سيخدم سياق الأحداث والخط الدرامي بها، ولكن لا أحبذ أن يكون السرد بالعامية، لا مانع من أن يكون الحوار بالعامية. أما أن يكون السرد أيضًا بالعامية، فهذا مرفوض في الرواية من وجهة نظري.
• بمن تأثر الكاتب ولمن يقرأ الآن؟ وأيِّة الفنون الأدبية مقربة إليه؟
تأثرت بالأديب العبقري دكتور يوسف عز الدين عيسى، بعدما قرأت روايته الرائعة “الواجهة” ومن بعده أديب نوبل نجيب محفوظ. وعلى الصعيد العالمي فرانز كافكا. فالجميع يعرف أنني أحبه جدًا.
• حدثنا بشيء من الإيجاز عن أعمالك السابقة؟ وهل يصنف أ/ أمير قلمه على أنه يكتب في أدب الجريمة وإثارة أم غير ذلك؟
لو تحدثت عن رواياتي فقد يطول الحديث، ولكن كل ما أستطيع قوله هو أن كل رواياتي تحمل طابع الإثارة والتشويق والغموض. وبالطبع روايات جريمة. وبعضها نفسي مثل لوغاريتم ولم يحن وقتك بعد التي تحمل طابع نفسي بعض الشيئ.
• بهذا العام ستكون شخصية المعرض الدكتور “أحمد مستجير”، فما نظريتكم عنه؟ وما هو نظرية حضراتكم عن معرض القاهرة للكتاب الذي يُقام كل عام؟
د. أحمد مستجير من الشخصيات الرائعة والتي أحترمها، ومعرض القاهرة الدولي للكتاب يعد ثاني أكبر وأهم معرض في العالم بعد معرض فرانكفورت. وهو فرصة ينتظرها كل المهتمين بالشأن الثقافي، ليس فقط في مصر، بل في العالم العربي بالكامل، وربما في العالم.
• الكثير منا يتعثر ويقوم حتى ينهض من جديد؛ فما أصعب العقبات التى واجهتك خلال مسيرتك الأدبية؟
أصعب عقبة حين تلقيت رفضًا من أول دار نشر أرسلت لها روايتي الأولى “طارئ” وكانت رسالة الرفض عبارة عن 4 صفحات بها حوالي 30 نقطة ضعف في الرواية، أصبت حينها بالإحباط الشديد، لكني لم أعط هذا الإحباط أكثر من ساعتين ثم نهضت ونفضت عن نفسي أي إحباط، وأمسكت قلمي وكتبت على السبورة “مطلوب العمل على نفسي وتطوير أدواتي”… وبالفعل نفذت ما كتبت، ودأبت على تطوير نفسي طيلة عام ونصف، أعدت بعدها كتابة رواية “طارئ” والتي لاقت نجاحًا منقطع النظير بعدما نشرت. بحمد الله. ومن بعدها وأنا أعمل على تطوير أدواتي الأدبية أكثر فأكثر ولن أتوقف عن ذلك.
• كيف ترى الكتابة؟ بوح؟ عملية استشفاء؟ هروب من الواقع؟ مواجهة مع الذات؟ أو مع الآخر؟
كل ما سبق بالطبع.
• وقبل الختام؛ ما الشيء الذى تريد قوله، وما نصيحتكم لكُتاب المستجدين حتى يرتقوا بالكتابة ارتقاءً يليق بها؟ ولمن يهدي الكاتب السلام والتحية؟
أريد أن أنصح الكُتّاب المستجدين بألَّا يتخلَّوا عن حلمهم الأدبي، وأن يستمروا في تطوير أنفسهم باستمرار، وأن يقرؤوا… يقرؤوا… يقرؤوا.. فالقراءة هي أول نصيحة أقدمها لطلابي في ورش تعليم كتابة الرواية لديّ.
وأهدي السلام والتحية إلى روح أمي رحمها الله، وإلى أبي وأخي وأولادي زياد وزينة.
• وبالنهاية: نشكر حضراتكم على وقتكم الثمين ونعتذر إذا كنا قد أثرنا بالسلب على حضراتكم، لذا أُحب أن أعرف رأي حضراتكم عن حوارنا وكذلك على مجلتنا الأدبية إيفرست؟!
سعيد بفعالياتكم الثقافية، ودوركم الثقافي… وفقكم الله
المزيد من الأخبار
مجلة إيفرست الأدبية تستضيف المبدعة ملك خليل
مجلة إيفرست الأدبية تستضيف المبدعة خلود محمد
حوار مع الكاتبة أسماء صبحي: همسات تنبض بالإبداع