10 فبراير، 2025

متلازمة لحظة الاعتراف

Img 20250116 Wa0027

كتب:د.محمود لطفي

يٌحلق هو في فضاء سرمدي مخترقًا بعقله عوالم جديدة في قالب من الخيال اللامتناهي؛ بينما تقبع هي في قاع غرفتها المحدودة، فلا يتعدى عقلها سقف تلك الغرفة الذي لطالما انس وحدتها بالحملقة فيه كوسيلتها الوحيدة للتأمل، دون سابق إنذار وجدها بين عشية وضحاها تخترق عقله وتشغل قلبه رغم بساطتها وحدودها ورغم جموح خياله الشاطح وإختلافهما وجد عندها ما لم يجده في أخريات من أصحاب الخيال الخصب مثله، أصابها ما أصابه؛ لكنها كانت تحصن نفسها من الحب دومًا، لكنه لم يكن مثل غيره، وهكذا مرت الأيام أو ظن كليهما أنها مرت وجاءت اللحظة الأهم لحظة الاعتراف، من الطبيعي أن يكون هو صاحب المبادرة؛ لكنه انتظر حتى يتاكد من نفسه قبل أن يكون منها وبعد أن تاكد وأيقن صدق مشاعرها تيقن من كذب مشاعره وإنه لا يزال يعيش في خياله وتحاوطه هلاوس متلازمة لحظة الاعتراف التي وصل إليها كثيرًا دون جدوى، وبالطبع انسحب كالعادة وعاود تحليقه في خياله السرمدي بحثًا عن حبيبته الخيالية؛ بينما تألمت هي الايام فقدت معها مزيد من الثقة في الآخرين وعاودت اسيرة لسجنها تحملق في سقف غرفتها.

عن المؤلف