كتبت عائشة شرف الدين
سفنٌ لا تصل الى وجهتها، وموانيءٌ تفتقرُ الى الأرصفة، أشرعةٌ قديمةٌ مهترئة، ومجاديفُ مكسرة
لامرايا تعكس صورتي، لا وجوه مألوفة، ولا أصدقاء يحتضنونني، هاجمني الخريف وتوقفت الرحلة
كان عامًا مليئًا بالسوءِ، المعاناةِ، والشتاتِ، والألم وأحداثه لم تكن سَهلة، تمزّقت فيه أحلامي، وصارت للسراب، وقارب أيامي يسير في مياهٍ ضحلة، شهدتُ فيه الفواجع والكوارث، وأشدّها حربٌ أشهدها لأول وهلة، تمادت المصائبُ كثيرًا وطالتْ كل شبرٍ من بلادي وهنا كانتِ العِلة، وبعدها صِرتُ للنزوح، للتهجر والشتات، ولم تمنحني الحياة مهلة، ماخططتُ له منذ البداية وشارفتُ على تحقيقه أخذته الحرب حين غفلة، فقدُت الأحبةَ،الرفاقَ، والجيران، تحطم منزلي ومات الأهلَ، توقف الغيث، حل الجدب، وجفت ينابيع الأمل، وصارت أرضي بورًا بعد أن كانت خصبة
لقد كان عامًا بالف عام، بطيئًا وكأنه محمول على ظهر سلحفاة عجوز، إنفلتتْ فيه أحلامي عند الوصول في الذروة
فوداعًا يا عامًا لم أحقق فيه شيئًا، لم أحصد له ثمرة إنجازٍ واحدة، وكل ماجنيته خيبةٌ في خيبة
وعسى القادم من أعوامي مزهرًا بالأحلام، مشرقًا بتحقيقها، مسلتذًا بحلاوة الوصول.
المزيد من الأخبار
وجع الانتظار ومتاهة الاختيار
الألم
الورقة