لـِ سها طارق
ما فائدة الحضور إذا كان باهتًا، كظل عابر في يوم مشمس؟
ثمة أشياء تأتي فتزهر العمر كربيع يوقظ الأرض من سباتها، تأتي بعد مسيرة شاقة في دروب العسر؛ كأنها هدايا من السماء تشرق لتبدد ظلمات آلامنا، وتمنحنا شموسًا تسطع في أفق حياتنا، فتضيء قحط أيامنا وتجعلها أكثر حيوية. لكن، في المقابل، هناك أشياء أخرى تأتي ثقيلة كغيمة مشبعة بالهموم، تثقل كاهل قلوبنا وتشّد أرواحنا إلى الأرض؛ كعاصفة تعصف بأحلامنا؛ فتزرع في دواخلنا الدفء والضياء، بينما يجلب بعضها عبءًا ينهكنا.
فما فائدة الأشياء بعد تأخرها، حين يضمحل شوقنا إليها كندى الصباح تحت شمس الظهر؟ ما فائدة الفرص إذا ذبلت قبل أن تتفتح أزهارها، وما قيمة الحضور إذا كان باهتًا دون أحبابنا، كغصن يابس في غابة خضراء؟
بعد تأخر العمر، تصبح كل الأشياء مجرد ذكريات تتلاشى في غياهب الزمن، كحكايات تتردد في رياح الماضي، تحمل في طياتها عبق اللحظات الجميلة وألم الفقد. فالحياة ليست مجرد مرور للوقت، بل هي تجربة غنية بالألوان والمشاعر، وعلينا أن نعيشها بكل عمقها وجمالها.
المزيد من الأخبار
إلى فيروز نهاد حداد
الوقت لا يشفي الجراح
الاختلاف والتغيرات