9 فبراير، 2025

العشرينات

Img 20250109 Wa0031

 

بقلم/عبير البلوله محمد

 

 

لم يخبرنا أحد أن العشرينات ستكون هذه العاصفة من القسوة والضياع، دخلنا هذا العقد حاملين أحلامنا الكبيرة وأملنا المبتهج، لكن سرعان ما وجدنا أنفسنا في معركة مستمرة مع الزمن والأحلام المبددة، كنا نحلم بأن نصبح كبارًا، والآن نجد أنفسنا نتمنى العودة إلى براءة الطفولة، حيث يمكن لليأس أن يكون مجرد كلمة بلا معنى حقيقي.

 

لم يُحذرنا أحد من أن الورقة والقلم سيتحولان إلى سلاسل تقيدنا ونحن نخطط لمستقبل يبدو وكأنه هارب.

 خطوط الزمن تتسابق، والحياة تمضي بسرعة لا تستأذن فيها أحدًا، نجد أنفسنا محاصرين بين شعور دائم بالفشل وانتظار متواصل للنجاح الذي لا يبدو أنه يريد الاقتراب.

 

أما الأرق، فهو الرفيق الذي لا يرحم، يأتي لينزع عن عيوننا راحة النوم التي كنا نهرب منها، تُثقل الأفكار كاهلنا ليلًا، تتحول ساعات السهر إلى عدو يقتات على طاقتنا فيما نكافح للعثور على لحظة من السلام.

 

كلما نظرنا إلى الخلف، رأينا الوجوه التي ضحكنا معها وقد تتحولت إلى أسباب دموعنا، الخذلان يدق الأبواب دون استئذان، والأصدقاء يتحولون إلى ذكريات باهتة، نكتشف أن العالم ليس كما تخيلناه، وكل خطوة نخطوها نحمل ثقل العالم على أكتافنا.

 

نقف في مفترق الطرق بين اليأس والأمل، كما لو أننا نحاول الإمساك برمال تتسرب من بين أصابعنا، نرى الحياة تتقدم، ومع كل لحظة نشعر أن الوقت ينفلت منا كحصان جامح، نحن جالسون نراقب، بينما الآمال تتلاشى والأحلام تتضاءل.

 

قالوا لنا إن المستقبل لنا، لكن كلما مر الوقت كلما ازدادت شكوكنا. نجد أنفسنا غارقين في بحر الحياة، نحاول السباحة نحو ضوء الأمل، لكن الأمواج تتلاعب بنا.

 نواجه العالم بقلوب مفعمة بالتفاؤل، لكن العوائق لا تعرف معنى الرحمة.

 

لم يتحدث أحد عن هذا التصادم المميت بين الطموح والواقع، بين الفشل الذي يختبئ في كل زاوية والنجاح الذي يبدو بعيدًا كل البعد، نظل نحاول التمسك بأحلامنا، ولكنها تظل تتلاشى كطيف يأتي للعبرة ثم يختفي في عتمة الحزن.

 

في هذا السباق المحموم، نبحث عن مساحة صغيرة للسلام، ندرك أن الأمل هو البوصلة التي قد تقودنا نحو ضفاف النجاح، لكن السؤال الذي يبقى معلقًا في الهواء: كم من الوقت سنظل نركض في هذا المسار المتعب؟

عن المؤلف