10 فبراير، 2025

أرقب  قطرات المطر 

Img 20250107 Wa0013

 

بقلم الاء العقاد 

ذات يوم، جلستُ على كرسي أمام نافذتي أراقب قطرات المطر التي تتساقط بلطف. رأيت الناس يهرعون باحثين عن مكان يقيهم المطر، إلا شخصًا واحدًا بقي ثابتًا في مكانه المعتاد، لم يتحرك أبدًا. كان يحدّق باتجاه نافذتي وكأنه يعرفني. بين يديه ريشة وورقة، فظننت أنه رسّام يرسم شيئًا ما، لكن نظراته نحوي أثارت فضولي وخوفي في آن واحد.

 

هدأ المطر قليلًا، فقررت أن أواجه خوفي. ارتديت معطفي وخرجت باتجاهه. كان يرتدي معطفًا أسود ويحمل مظلة سوداء. وعندما اقتربت منه، تفاجأت بأنه قد اختفى فجأة. بحثت عنه في أرجاء الحديقة، لكن لم أجد له أثرًا.

 

في المساء، بينما كنت أجلس على سريري، سمعت طرقًا خفيفًا على نافذتي. نظرت لأجد نفس الشخص الذي رأيته في الحديقة! كان يرتدي نفس المعطف ويحمل نفس المظلة. شعرت بالدهشة والغضب وفتحت النافذة قائلة: “ماذا تريد مني؟ لماذا تزعجني بنظراتك؟ إنك تقتحم خصوصيتي!”

 

لكن بدلًا من الرد بغرابة، جلسنا وتحدثنا طويلًا. اكتشفت أنه شخص بسيط، يتأمل الجمال في التفاصيل الصغيرة. بعد أيام قليلة، طرق الباب مرة أخرى، ولكن هذه المرة كان هناك شخص يحمل هدية لي. عندما فتحتها، وجدت لوحة فنية جميلة تحمل صورتي مرسومة بريشة مليئة بالإبداع.

 

أدركت حينها أنه أحب هدوئي وطبيعتي، وترك لي شيئًا يذكرني بجمال اللحظة التي جمعتنا.

عن المؤلف