9 فبراير، 2025

(جلال عثمان: عندما تصبح الحروف مرآة لأرواحنا) في حوار خاص مع مجلة إيفرست

Img 20250103 Wa0028

 

 

 

حوار: الشيماء أحمد عبد اللاه 

 

في زحام الكلمات وألوان الحروف، هناك من يجيد إعادة تشكيل اللغة لتصبح أكثر قربًا من الروح.

 

الكاتب جلال عثمان ليس مجرد كاتب، بل هو صوت يعبر عن نبض الحياة بحروف تشبهنا جميعًا.

 

مشاركته في الكتاب الجماعي حروف تشبهنا ليست مجرد صفحات مكتوبة، بل هي رحلة عميقة نحو الذات والآخرين.

 

في هذا الحوار، نستكشف أسرار رحلته الأدبية، ونسلط الضوء على أفكاره التي ألهمت قُراءه وجعلت من كلماته نبضًا يتردد في القلوب.

 

 

بدايةً:

من هو جلال عثمان بعيدًا عن الأقلام والأوراق؟

 

شخص بسيط أحب أنا أفعل ما أؤمن به بكل حب وشغف، في صغري كنت خجولًا وانطوائيًا، لا يعلو صوتي إلا عند مشاهدة مباريات كرة القدم لفريقي المفضل، ولكن بينما أكبر بدأت امواج ذلك الخجل تنحسر خلف سد من حب المغامرة والتجربة واكتشاف المزيد عن الحياة التي أعيش فيها. فأنا أحب أن يكون لي أثر في الدنيا قبل أن اغادرها.

 

 

وكيف كانت بدايتك مع الكتابة؟

حبي لمجال الإعلام جعلني مصممًا على الالتحاق بكلية الآداب قسم اعلام بجامعة الإسكندرية، وهناك مارست الكتابة الصحفية، وتعلمت أيضًا في راديو عاجل ثم راديو سكوب كتابة الحلقات الإذاعية.

 

الأمر تطور شيئًا فشيئًا بدافع العمل، فبدأت امارس الكتابة التسويقية للمواقع الإلكترونية ومنصات التواصل الاجتماعي، ثم عدت مرة أخرى للعمل الإعلامي بعد أن أخفقت دروب العمل الأخرى في إشباع شغفي المستمر، وكتبت العديد من التقارير الإخبارية التي وجدت استحسانًا لدى من تدربت على إيديهم. يمكن القول أني مارست معظم أنواع الكتابة تقريبًا قبل السير في طريق الإبداعية منها.

 

ما الذي دفعك للمشاركة في الكتاب الجماعي حروف تشبهنا؟

حين بدأت في كتابة المقالات الإبداعية وبدأ مستوايا في الارتفاع على نحو سريع منها، هكذا أخبرني أصدقائي والمقربين مني، لمعت الفكرة في رأسي أن أجمع مقالاتي في كتاب واحد يومًا ما، إلا أن اقترح الزملاء في موقع هافن أن يكن لدينا كتابًا يجمعنا سويًا، فبدأت في انتقاء أفضل ما كتبت من وجهه نظري وقلت كتب الله موعد تلك الخطوة الآن فلما لا؟ ومن يدري ربما يكون مؤلفي القادم رواية خاصة بي.

 

 

وما الرسالة التي أردت إيصالها من خلال مشاركتك؟

 

أردت التعبير عما يُشبهني، فكل سطر من هذه المقالات يعبر عني. أرى أنا الكاتب يرسم بكلماته ملامح المشاعر والأفكار التي تدور بخلد الناس في مجتمعه، فأرجو أن يجد من يقرأ ما يُشبهه في كلماتي.

 

Img 20250103 Wa0029

من هو الشخص الذي آمن بموهبتك وساهم في تشكيل مسيرتك الأدبية؟

 

مازلت صغيرًا على وصف المسيرة الأدبية، ولكن يمكن القول أن أبي كان يفخر دومًا بما أحققه، وسبق وأن وصفني بكلمة أديب خلال حوار دار بيننا، وكذلك أمي التي احتفظت بكل إنجاز لي في حياتي وكأنه أغلى ما في الدنيا لديها.

 

 

وما النصيحة التي لا تزال ترافقك منه؟

أنا عنيد بعض الشيء واحب الحصول على الخبرات من تجاربي الخاصة لا من النصائح، وهو ما يجعل المقربون مني يتجنبون إبداء الرأي في حياتي عموما ما لم اطلب أنا ذلك. فلذلك في حياتي لحظات من الدعم من المقربين مني أكثر من لحظات النصيحة.

 

 

 

 

 

 

برأيك، كيف يمكن للكاتب أن يجعل كلماته “تشبه” قارئه؟

إذا كان واحدًا منهم سوف يتمكن من فعل ذلك، أن يغضب لما يغضبون له ويفرح لما يسعدهم، ويبكي على ما يبكيهم، ويطرب لما يطربهم. إذا كان منهم سوف يجدون أنفسهم في كلماته.

 

وهل تكتب لترضي ذاتك أم لتلمس أرواح الآخرين؟

 

أعبر عما يدور بداخلي في المقام الأول، ولا أعتقد أن هناك من يمسك القلم لكي يلامس أرواح الآخرين. أنت تكتب ما تشعر به ويحرك الأفكار على ضفتي عقلك، فإذا كنت من نسيج مجتمع قارئك ولست غريبًا عنهم سوف تلامس كلماتك أرواحهم بشكل تلقائي.

 

 

إذا طلبنا منك وصف الكتابة بجملة واحدة، كيف ستصفها؟

 

هي كبيرة للدرجة التي جعلت الرحمن يقسم بها في القرآن “ن والقلم وما يسطرون”. أعظم الخطابات التي قالها السياسيون، الكلمات التي ألهبت مشاعر الناس ليفعلوا أجمل الأشياء أو افظعها على مدار التاريخ. كتبت قبل أن تقال، وحتى في صفحات التاريخ التي قرأنا فيها عن الابطال، أو شممنا فيها رائحة العار، وصلت إلينا تلك الاخبار عبر الكتابة، ولذلك تجد أعتى الجبابرة يخشى الكلمة أكثر من أي شيء.

 

وما هي رؤيتك لدورها في بناء مجتمعات أكثر وعيًا؟

يمكنك أن تكتب ما يعلم الناس كلمة طيبة، أو يعرفهم أكثر عن الفضيلة والأخلاق، يجعلهم اقرب لله ويساعدهم في فهم دينهم، وتبتعد عن نشر ما يفسد خلق الناس وطباعهم. هكذا يجب أن تكون الكتابة.

عن المؤلف