حوار مع الكاتبة المغربية مريم الكربة بمجلة إيفرست الأدبية

Messenger Creation 86bcc730 C725 49e0 9ca1 D49270ed978a

 

 

حوار: عفاف رجب

 

 

مريم الكربة، كاتبة مغربية عاشقة للكلمة والمعنى، الكتابة بالنسبة لها ليست مجرد هواية، بل هي لغة تعبر عن الروح. تحب أن تكون قريبة من القارئ بمشاعرها وأفكارها، لأن الكتابة في نظرها جسر يصل بين الأرواح.

 

وإليكم حوارنا مع الكاتبة مريم الكربة…

 

بداية الغيث قطرة؛ فمن أين بدأت غيث الكاتبة، حديثنا عن هذا الجانب وهل تحددين مواعيد لها، أم هي موهبة فطرية؟

بدأتُ الكتابة منذ سنوات المراهقة، حيث كنت أفرغ أفكاري ومشاعري على الورق. أعتبرها موهبة فطرية لكنها احتاجت إلى صقل وتطوير. لا ألتزم بمواعيد محددة للكتابة، بل أكتب حينما أجد نفسي متدفقة بالأفكار.

 

لمَ بدأتِ بالكتابة؟ ولمَ تكتب اليوم؟ وهل ثمّة جدوى تتحقّق من فعل الكتابة؟

بدأت الكتابة لأنني وجدت فيها متنفسًا لما يدور بداخلي من مشاعر وتساؤلات. أكتب اليوم لأنني أؤمن أن للكلمة قوة في إحداث تغيير حقيقي في النفوس والعقول. نعم، للكتابة جدوى، فهي تساهم في تغيير المفاهيم، نشر القيم، وحتى مداواة الجراح.

 

هل واجهتِ بعض الصعوبات في بداية مشوارك الأدبي، وإلي أي مدى سببت كتاباتك مشاكل لك إن وجدت؟

واجهتُ صعوبات عديدة، أبرزها النقد غير البنّاء وعدم تقبّل البعض للأفكار الجريئة التي أطرحها. أحيانًا تسبب كتاباتي جدلًا، لكنني أعتبر ذلك جزءًا من نجاحها لأنها تحرك الساكن.

 

بالنسبة لك؛ ما هي المعايير الواجب توافرها لدي الكاتب، وهل تفضلين صاحب الكلمات العميقة أم البسيطة التى تجذب القارئ أكثر؟

أهم معيار هو الصدق، فالكتابة الصادقة تصل دائمًا. أفضّل الجمع بين الكلمات العميقة والبسيطة، بحيث تكون مفهومة للقارئ ولكن تحمل بُعدًا فكريًا.

 

بمن تأثرت كاتبتنا الجميلة، ولمن تقرأ الآن؟

تأثرت بدوستويفسكي وإحسان عبد القدوس ونجيب محفوظ. حاليًا، أقرأ كتابات غابرييل غارسيا ماركيز وبعض الروايات المغربية الحديثة.

 

إيلاما تطمحين بالمستقبل؟

أطمح أن أكتب روايات تسجل بصمة أدبية مميزة، وأن أحقق حلمي في إيصال رسائل إنسانية من خلال كتاباتي، وأساهم في رفع مستوى الوعي المجتمعي.

 

ما هي أهم الإصدارات الأدبية التي حققتها الكاتبة حتى الآن؟

من بين أعمالي: مجموعة من الخواطر النثرية،بعض القصص ونصوص أدبية فازت بجوائز محلية ودولية.

 

هل تعتقدين أن الكتابة تندرج تحت مسمي الموهبة أم الهواية أم خلاف ذلك؟

أعتبر الكتابة مزيجًا من الموهبة والعمل المستمر. الموهبة تمنحك الشرارة الأولى، لكن تطويرها يحتاج إلى القراءة والتمرّن.

 

إذا وجد الشيء وجد نظيره، فهل لاقت كتاباتكِ نقدًا، وكيف كان تأثير هذا النقد عليكِ إذا كان هدامًا، وما هي نصيحتك للنقاد؟

نعم، تلقيت نقدًا، منه البنّاء الذي ساعدني في تحسين كتابتي، ومنه الهدام الذي تخطيته بإيماني بقيمي وأهدافي. نصيحتي للنقاد أن يكونوا موضوعيين وبنّائين في ملاحظاتهم.

 

هلّا كتبت لنا مقتطفاتٍ من كتاباتك.

“في أعماق مدينة غارقة تحت الماء، جلستُ أقرأ مخطوطات حضارة سقطت منذ زمن بعيد. كانوا يعرفون أن الكلمة سر البقاء، وأنا كنت أبحث عن مفتاحها.”

 

ما النقاط الأساسية التي يجب أن يضعها الشاعر نصب عينيه عند بدئه بالكتابة؟ وهل يمكن لأي شخص أن يصبح كاتبًا؟

يجب أن يمتلك الشاعر مشاعر صادقة، فكرة واضحة، وبلاغة تمكنه من صياغة الفكرة. ليس كل شخص يمكن أن يصبح كاتبًا، لكن الموهبة مع التعلم قد تصنع كاتبًا ناجحًا.

ما هو مفهومك عن الكتابة والأدب بشكل عام؟ وهل من مقولة تأثرتِ بها؟

الكتابة هي روح الأدب، والأدب مرآة للمجتمع. تأثرت بمقولة نجيب محفوظ: “آفة حارتنا النسيان”.

 

كثرت الكتابة باللغة العامية وخاصةً في الرواية، فهل أنتِ مع أم ضد الكتابة بالعامية، وهل يجوز السرد بها أم أنها تفسد الذوق العام؟

أعتقد أن الكتابة بالعامية مقبولة إن كانت مناسبة للسياق، لكنها لا يجب أن تطغى على الأدب المكتوب بلغة فصحى راقية تحترم القارئ.

 

وبالنهاية بما يود أن ينهي الكاتبة حواره معنا.

أود أن أقول: الكتابة هي مسؤولية. على الكاتب أن يكتب بصدق وشغف، ويؤمن أن كل كلمة قد تكون بذرة تغيير في حياة أحدهم. شكراً لكم على هذه الفرصة الجميلة!

 

ومنا نحن مجلة إيفرست الأدبية نتمنى التوفيق والنجاح الدائم للكاتبة مريم الكربة فيما هو قادم لها إن شاء الله.

عن المؤلف