بقلم: عبير البلوله محمد
في زمنٍ كانت فيه الأيام تسابق الريح، وتطوي الفصول صفحاتها بسرعات تكاد تُفقد العقول توازنها، كان الوطن يعيش في ظلال أحلامٍ ووعودٍ تبخرت كصدى أصواتٍ بعيدة، حيث لا يزال الماضي حاضرًا بأشباحه، ينمو الجهل كسرطان يتغذى على جهل الأجيال وتهاوي القيم التي كانت ذات يوم حصنًا منيعًا.
كانت الكلمات الحق تُعانق حافة اليأس، تكافح ببسالة في بحرٍ هائج من الظلم والانحراف، الأرض غارقة في دماء أبناءها، بكت حتى تلبدت باللون الأحمر كلوحةٍ كئيبة تنطق بالألم والصراع، حتى الفضائل أضحت مجرد حكايات تُروى على لسان عجائز لا يجدو في المستقبل سوى أملٍ متردد.
بينما الأعوام تتحول إلى أرقام تمر مسرعة فوق شاشات لا تهتم إلا بالتوقيت، تجد اقتصادًا يُحطم ووعودًا تهوي كفراشات احترقت حول نار الخيبة.
هنا، كان الأضعف يرزحون تحت بيوتٍ من طموحات ممزقة، تتحطم بين يدي أحلامٍ أكبر من أن تُدرك.
وفي هذا المحيط من الضياع، كانت الأرجل تمضي حائرة، تشعر بثقل الغربة في وطنٍ ظل يتغنى بماضٍ مشوبٍ باللآلئ والخناجر، وكأنما كانت الأحلام نفسها أعداءً، تقتات على بقايا الصبر والأمل في قلوب تئن تحت وطأة الانتظار.
لكن بين السطور، كان هنالك كاتبٌ صامت، يخربش بأملٍ بين طيات التاريخ لحكاياتٍ لنضال الإنسان، راسمًا بغموض صورة لغدٍ ربما يحمل حكاية مختلفة، في هذه المعركة الصامتة، كانت القلوب تنتظر، وتزرع بُذور التغيير في أرضٍ عطشى للحرية والسلام.
وفي هذا البوح الصامت، ربما يُمهل الزمن الوطن فرصةً أخرى لتنفض عنه غبار السنين، ويعيد صياغ حكايته بثوبٍ من الإصرار.
المزيد من الأخبار
أقبل الإختلاف
حقوق المرأة في الحياة الزوجية
ليت