حوار: رحمة دولاتي
سحر محمد، التي لُقبت بـ “بطلينوس”، هي كاتبة عربية معروفة في مجال الأدب. اللقب “بطلينوس” يشير إلى قدرتها الفائقة على السباحة ضد التيار، مثل بطلينوس الذي يرمز إلى التمرد والمقاومة. أسلوبها الأدبي مميز، حيث تجمع بين الأصالة والحداثة، ويظهر في أعمالها شغفها العميق بالفكر والجماليات الأدبية.
مع تقدم الأيام، يتزايد حكمة الإنسان وليس بالضرورة عمره. فالحكمة هي ثمرة الخبرات والتجارب التي نكتسبها في رحلة حياتنا. لو سُمح لكِ أن تحددي عمر حكمتك، فما هو؟
ربما يكون عمري بقدر كل لحظة تعلمت فيها من التجارب، وليس مجرد عدّ السنوات. فالحكمة لا تقاس بالعمر، بل بتلك اللحظات التي نواجه فيها تحديات الحياة ونخرج منها أقوى وأكثر فهمًا.
ما هو عمرك الأصلي؟!
عِشرون عامً
لكل فرد منا موهبة فريدة تدفعه إلى الأمام، فما هي الموهبة التي تميزك عن غيرك؟
المَوهبة التَي تُميزني عن غَيري وبِكُل صَدق هيّ؛ إنتقاء كَلماتي ومَعانِيها العَميق بدقة والذي يُمكن أن يرجعَ لعُصور قَديمة جدًا فيّ كتابةِ القصائد والخَواطر.
وما هو الدافع الذي يحركك إلى تطوير هذه الموهبة وتحقيق أقصى استفادة منها؟
بِدافع أنني أجدُ التَميز في ما أكَتُب وإن كُل متميز مُتقن يجب أن تَعرفهُ النَاس وأن لا يكونَ شخصية مَدفونه، ورُبما تلِك الكَلمات تُجيدُ وصف مَشاعر بَعض الناس التَي لا يقدرون علىٰ إخراجها بِشكل عميق.
كيف اكتشفتِ هذه الموهبة؟ هل كانت واضحة منذ البداية أم تطورت مع مرور الوقت؟ وهل تعتقدين أنها موهبة فطرية أم اكتسبتِها من خلال التعلم والتدريب؟
إكتشَفتُها عِندما راودَتني بعض المَشاعر السَلبيه، حِينها وجدتُ نفسي أُعبر بكل سلاسه وعُمق وتَعبير شديد عن شُعوري، وقُولت في قرارةِ نفسي أنه يمكن أن يَكونُ هناك الكَثيرون يشعرون بِتلك المشاعر ولا يَعرفون التعبير عَنها مثلما فعلت، وبالطَبع طَورتها مع مرور الوقت، ولَكِنها ما بين الفَطرة والإكتساب خلال التَعلُم.
هل ظلت موهبتك كما هي مُنذ اكتشافها، أم قمتِ بتطويرها وتنويع استخداماتها؟ وما هي الخطوات التي اتخذتِها لتطوير هذه الموهبة وتحويلها إلى مهارة متقنة؟
بالطَبع قُومت بالتطَوير والتَنوع في الإستخدام، وكَان أولي خُطواتي التَعرف علىٰ معاني وكَلمات لم تَعُد تُستخدمُ كثيرًا بِحُكم أنها كانت في عَصور قديمة جدًا، وعِلم العَروضْ بالطَبع وبُحور الكتابة التيّ تَجعلك مُتقن لها.
ما هي أبرز الإنجازات التي حققتِها بفضل موهبتك؟ وهل تعتبرين أن هذه الإنجازات تعكس تمامًا قدراتك وإمكاناتك؟
للأسف، ليس لدي إنجاز واضح في الوقت الحالي، ولكن في بداية العام المقبل سيكون هناك ما يبرز ذلك.
كل طريق نحو النجاح محفوف بالتحديات والعقبات. ما هي الصعوبات التي واجهتكِ في رحلتك لتطوير موهبتك وتحقيق أهدافك؟ وكيف تمكنتِ من التغلب عليها؟
واجهت صعوبات مثل نقص الثقة في النفس وضغوط الحياة اليومية، لكني تغلبت عليها بالإصرار والمثابرة، مع الاستمرار في الإيمان بقدراتي والسعي لتحقيق أهدافي.
هل شعرتِ باليأس والإحباط في أي مرحلة من مراحل مسيرتك؟ وما هي الأسباب التي دفعت بكِ إلى الشعور بذلك؟ وكيف تمكنتِ من تجاوز هذه المشاعر السلبية؟
أؤمن دائمًا أن الفشل جزء من عملية النَجاح، ولا أُنكر أني في احيان كَثيرة وتحديدًا في أول مَسيرتي شعرتُ بالأحباط والسَببُ أن البعَض كان لا يَفهم مَعني أن يَكتب الأنسان ويُعبر عما يَشعر وأن ويأخذون ما أكتُب علىٰ محمل المُزاج والتَفاهه، لكن بالطَبع وجدتُ أنها موهبه وليس كُل شخص قادر علىٰ إخراج مشاعره في نُصوص عميقة.
هل فكرتِ في التخلي عن موهبتك في أي وقت؟ وما هي العوامل التي منعتكِ من اتخاذ هذا القرار؟
نعم فَكرت، أنني وجدتُ أن ما اقوم بِكتابته رُبما لا أحد يستطيع أن يَكتبُ بطريقتي الخاصه في وزنِ النصوص، وبالطَبع عدد من أصدقائي مَنعوني من ذلك وأنه يجِب أن اُكمل وأن لا اتخلىٰ عن موهبتي.
ما هو النوع الأدبي الذي تجدين فيه متعة خاصة في الكتابة؟ وهل هناك أسلوب أدبي معين تفضلينه؟
أحب الأدب الذي يخُص العَصور القديمة ورُبما الوسطىٰ أيضًا، أجدُ فيه العُمق المُثير للإهتمام والمُلفت في إنتقاء معانيهِ وتفاصيلها.
أخبريني أفضل ثلاث كتب قراتيهم؟!
“في ذكرى مذبحة” – نجيب محفوظ- “الحب في زمن الحرب” – غادة السمان- “العيون السود” – توفيق الحكيم.
هل هناك شخص معين قد أثر سلبًا في مسيرتك وأحبط طموحاتك؟ وما هو الدور الذي لعبه هذا الشخص في حياتك؟
ليس هناك شخص معين يمكنني أن أذكره بشكل مباشر أثر سلبًا في مسيرتي أو أحبط طموحاتي. ومع ذلك، قد تكون هناك مواقف أو آراء سلبية من بعض الأشخاص التي قد تؤثر في النفس أحيانًا، لكنني أعتبرها فرصًا للنمو والتحفيز لتحدي تلك الآراء والتوجه نحو تحقيق أهدافي.
من هو الشخص الذي قدم لكِ أكبر قدر من الدعم والتشجيع؟ وكيف ساهم هذا الدعم في تحقيق نجاحك؟
الشخص الذي قدم لي أكبر قدر من الدعم هو نفسي في المقام الأول. فقد كانت القوة الداخلية والإيمان بقدراتي هما العنصرين الأساسيين في تحقيق النجاح. بالطبع، كان هناك أيضًا أشخاص مقربون قدّموا التشجيع مثل الأصدقاء والعائلة، لكن دعمهم كان بمثابة محرك يشجعني على الاستمرار وتطوير مهاراتي.
ما رأيك في طريقة صياغة هذه الأسئلة؟ هل تعتقدين أنها تغطي جميع الجوانب المتعلقة بالموهبة والإنجاز؟
لقدْ صِيغت أسألتُكم بشكل مُرتب وجَميل، وبالفعل وجدتُ أنها غتط جميع الجَوانب المُتعلة بالموهبة.
ما هي المجلة الأدبية التي تتابعينها باستمرار؟ وما هي المعايير التي تعتمدين عليها في اختيار المجلات الأدبية؟ وما رأيك في مجلة “أيفرست الأدبية” على وجه الخصوص؟
أُتباع مجلة.
لا أتابع مجلة أدبية معينة بشكل مستمر، ولكنني أبحث دائمًا عن المجلات التي تقدم محتوى متنوعًا وجديدًا في الأدب والشعر. في اختيار المجلات الأدبية، أعتمد على معايير مثل جودة الكتابة، تنوع الموضوعات، وأصالة الأسلوب. أما بالنسبة لمجلة “أيفرست الأدبية”، فقد سمعت عنها، ويبدو أنها تقدم محتوى فني وأدبي مميز. لكنني أفضل الاطلاع على المزيد من التفاصيل حول أسلوبها ومدى تفاعلها مع الأدباء والمبدعين قبل إصدار تقييم نهائي.
المزيد من الأخبار
شروق علي.. من القليوبية إلى أبرز منصات الإعلام.. قصة نجاح بنت العشرين
لقاء مع الكاتبة الروائية بسنت محمد عمر: رحلة شغف وحلم يتحقق
الكاتبة تغريد أحمد بحوار داخل مجلة إيفرست الأدبية