حوار: عفاف رجب
قال أبو القاسم الشابي: “ومن لا يحب صعود الجبال يعش أبد الدهر بين الحفر”؛ فالقمة للقمة، جاءنا إليكم بقمة أدبية جديدة، نجمة لمع برقها بالوسط الأدبي، ترى أن ليس هناك شيئًا ضروريًا لتحقيق نجاح من أي نوع أكثر من المثابرة لأنها تتخطى كل شيء حتى الطبيعة، فضيفة مجلتنا اليوم تهوى الكتابة.
وإليكم شروق عمرو، يعقدها الثاني من العمر، تدرس في جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا في الميدكال فيلد، الكتابة بالنسبة لي رسالة وأثر ، والأثر لا يزول.
يصدر لها هذا العام رواية تحت عنوان “همهمات توريت”: تدور أحداثها عن تلك الفتاة التي تعاني من متلازمة توريت وهي عبارة عن متلازمة عصبية، ينتج عنها حركات لا إرادية ، أصوات أو تشنجات أو تلفظ بكلمات غير مرغوبة.
وتبدأ بسرد كل معاناة تلك الفتاة مع التكيف معها و مع المجتمع الذي يقابلها بالتنمر و بالرفض الشديد.
وإليكم حوارنا مع الكاتبة شروق عمرو..
_بداية الغيث قطرة؛ فمن أين بدأت غيث الكاتبة، حديثنا عن هذا الجانب وهل تحددين مواعيد لها، أم هي موهبة فطرية؟
بدأت لما حلمت حلم و قررت أني أكتب أحداثه في ورقة وبعدين رتبت شخصيات وبدأت أظبط حبكة كل هذا حدث عندما كنت في أولى ثانوي، عندي 15 سنة، ولكن وانا في اعدادي كنت بكتب مسرحيات طفولية كي نمثلها أنا وأصدقائي
_لمَ بدأتِ بالكتابة؟ ولمَ تكتب اليوم؟ وهل ثمّة جدوى تتحقّق من فعل الكتابة؟
لمَ بدأت بالكتابة، لأني وجدت نفسي في مكان تاني أعمل ما أحبه وبعمل عالم كامل في خيالي.
لمَ بكتب حتى الأن ؟
لأن اشعر إني لدي مواضيع كثيرة اناقشها و قصص كتير اطلعها للنور.
_هل واجهتِ بعض الصعوبات في بداية مشوارك الأدبي، وإلي أي مدى سببت كتاباتك مشاكل لك إن وجدت؟
لا الحمدلله ليس هناك أي مشاكل.
_بالنسبة لك؛ ما هي المعايير الواجب توافرها لدي الكاتب، وهل تفضلين صاحب الكلمات العميقة أم البسيطة التى تجذب القارئ أكثر؟
بالتأكيد العميقة ولكن ليست الصعبة بمعني أن تكون عميقة و مفهومة وتكون فصيحة جدًا.
المعايير لابد أن يكون سرده متمكن وحواره منطقي وواقعي، وكلمات مأخوذة من الواقع.
_بمن تأثرت كاتبتنا الجميلة، ولمن تقرأ الآن؟
بداية قرأتي كانت لدكتورة منى مرشود «أنت لي» ثم بدأت أقرأ ، لدكتور «عمرو عبد الحميد».
_إيلاما تطمحين بالمستقبل؟
أطمح لمستقبل تكون كل الرسائل التي نفسي أوصلها للناس وصلت.
_ما هي أهم الإصدارات الأدبية التي حققتها الكاتبة حتى الآن؟
اول اصدار رواية « همهمات توريت» وإن شاء الله سترى النور في معرض القاهرة الدولي 2025.
_هل تعتقدين أن الكتابة تندرج تحت مسمي الموهبة أم الهواية أم خلاف ذلك؟
موهبة وممارسة معًا
لابد أن يكون كاتب موهوب في إنه يخرج حبكة كويسة و أفكار محترفة، وأيضاً أن يكون قارئ كتير و لغته قوية وسرده عالى الدقة والفصاحة.
_إذا وجد الشيء وجد نظيره، فهل لاقت كتاباتكِ نقدًا، وكيف كان تأثير هذا النقد عليكِ إذا كان هدامًا، وما هي نصيحتك للنقاد؟
إلى الآن ليس هناك نقد وصلني صراحة، لكن ممكن انصح النقاد أنه إذا نتقد عمل من الأفضل يكون نقد بناء يساعد الكاتب على تطوير ذاته و العمل عليها.
_هلّا كتبت لنا مقتطفاتٍ من كتاباتك.
المدينة،
ضجيجها لا يهدأ،
الهواء فيها أثقل من أن يُستنشَق،
كأن أنفاسها تختلط بالأتربة والضوضاء،
فتخنق كل من يمر بين شوارعها المتعبة.
كل زاوية فيها تصرخ بعجلة لا تعرف السكون،
والصمت فيها… جريمة لا تُغتفر.
لكن وسط فوضى المدينة وضجيجها، هناك أماكن تخبئ بين جدرانها نبضًا مختلفًا.
أماكن تعبق برائحة الحياة الهادئة، ربما لأنها تحمل في داخلها قلوبًا ووجوهًا عركتها الأيام حتى أصبح اللهو بالنسبة لها عبئًا.
سكانها، بسطاء حد السكون،
أعمارهم تبدأ حين تصبح السنين مجرد أرقام، لا تعنيهم سوى الدقيقة التي يعيشونها الآن.
لا ينتظرون شيئًا، ولا يحملون أملًا بأكثر مما هو موجود أمامهم.
الحياة بالنسبة لهم ليست سوى نوافذ صغيرة تطل على ذكريات باهتة.
“دار الأمل للمسنين”.
_كثرت الكتابة باللغة العامية وخاصةً في الرواية، فهل أنتِ مع أم ضد الكتابة بالعامية، وهل يجوز السرد بها أم أنها تفسد الذوق العام؟
ليس كل العامية تنفع، إذا كانت العامية الراقية وغرضها الاقترب من لغة القارئ حتى يندمج في الأحداث فهذا محبب.
إنما السرد بالعامية لا يُعتبر عمل أدبي، اللغة العربية مليئة بالكلمات الفصيحة القوية التي تنقلك لعالم أخر و منها يأتي الاستمتاع بالعمل على عكس العامية والتي لا يظهر بها أي تأثر.
_وبالنهاية بما يود أن ينهي الكاتبة حواره معنا.
وأخيراً شكراً على سعة صدركِ الرحب لاستماعك لكلماتي، أسئلتك رائعة، كامل تحياتي.
ومنا نحن مجلة إيفرست الأدبية نتمنى التوفيق والنجاح الدائم للكاتبة شروق عمرو فيما هو قادم لها إن شاء الله.
المزيد من الأخبار
شروق علي.. من القليوبية إلى أبرز منصات الإعلام.. قصة نجاح بنت العشرين
لقاء مع الكاتبة الروائية بسنت محمد عمر: رحلة شغف وحلم يتحقق
الكاتبة تغريد أحمد بحوار داخل مجلة إيفرست الأدبية