20 ديسمبر، 2024

بداخلي جمرة تشتعل

Img 20241219 Wa0040

كتبت: زينب إبراهيم 

  

سمعت فتاة ذات مرة تقول: يا ليتني كنت رجلاً، حتى أتمكن من تحقيق مبتغاي. 

الطموح كلمة كانت تتردد على مسمعي وتدور في ذهني؛ لكني للأسف لا استطيع أن أراها كثيرًا جلية أمام عيني، فأنا من مجتمع يتسم برؤية الغادة لا حق لها في الحلم أو تمني أي شيئًا؛ لذلك حزنت بشدة لسماعي تلك الكلمات منها، فأنا مثلها أزهقت البذرة التي ظلت تنمو يومًا بعد يوم في فؤادي كلما حلمت بشيء، استيقظ على كابوس واقعي المرير لا يمكنني أن أقول ” أود نيل ذاك الطموح وأراه إنجاز على أرض الواقع” فأنا في النهاية لست رجلاً يحق له فعل ما يشاء وقتما يريد لا أحد يقول له ” لا يجوز” كلمة امقتها دائمًا ما استمع لها في كل طلب أوده يقبل بالرفض وكلمة من حرفين لام وألف؛ فأبصرها قليلة الأحرف، إلا أن معناها غني وجم؛ فيفطر قلبي ويدمي لأجلها، ولا استطيع العيش دون حلم يزهر حياتي القاحلة في كل مرة أبصر الآخرين ينالون فرحة تحقيق حلمهم أستشعر الشجن يلتف حول رقبتي وقلبي إلى أن يعصره؛ لكنني في ذات الوقت أفرح كثيرًا لأجلهم، وأتمنى نيل فرصة واحدة دون رفض أو وجود معضلة تحجبني عن سعادتي وإنجازاتي لن أسأم بعدها؛ حتى أنني سأطفأ الجمرة التي تشتعل بداخلي، فهي نيران الشوق التي لا تخمد البتة؛ إنما تزداد في الاشتعال ولا تهدأ، حتى تراني ابتسمت لتارة بصدق والماء ينسكب عليها إلى أن تنتهي لا أحب العبوس أو الحزن والشقاء في الحياة؛ لأجل ألا يكون قنوط مني، لكن رغمًا عني يبرز التتوق من بريق الأسى في مقلتي يأبي الرحيل طالبًا بالحرية والسماع إلى آمال كادت أن تختنق في غصة تصدر عن معاناة حلم صغير لا يملك؛ إلا الانتظار وهو متوكل على خالقه سبحانه وتعالى، أن الفرج قريب جدًا كله يقين أنه سيعرف قريبًا سبيله المضيء في نهاية المطاف والذي يكون متلألأ بسرور الأمل في وسط اليأس الذي يحاوطني من كل جهة بدجنته القاسية وآلامه السرمدية.

عن المؤلف