عزّة النفس

Img 20241217 Wa0039

 

 

الشيماء أحمد عبد اللاه 

 

عزّة النفس ليست مجرّد كلمات تقال، بل هي مبدأ يتجلّى في أفعال الإنسان، في سلوكه، وفي الطريقة التي يختار بها أن يعيش حياته، إنها ذلك الشعور بالكرامة الذي لا يُساوم عليه، والذي يمنح صاحبه حرية لا تضاهى. 

 

عزيز النفس لا يقبل أن يُهان، ولا أن يُستصغر، فهو يترفع عن الصغائر، ويتجنّب المهاترات، حتى وإن اضطر للانسحاب، لكنه يفعل ذلك وهو مرفوع الرأس.

 

أن تكون عزيز النفس يعني أن تمتلك القوة الكافية لتترك ما لا يليق بك، حتى وإن كان مغريًا.

 

 عزيز النفس يرفض أن يساوم على مبادئه أو أن يخسر نفسه في سبيل رضا الآخرين، يبتعد عن العلاقات التي تُشعره بالنقص، ويغادر المواقف التي تقلّل من قيمته. 

 

 

بل إن انسحابه بحدّ ذاته موقف يعبّر عن كرامة لا تُقدّر بثمن.

 

هذه الصورة تعبّر عن الفكرة ببساطة وجمال: فراشة تنبض بالحياة لكنها تتحلّى بالهدوء، تمامًا كمن يختار الرحيل بدلًا من الصدام. 

 

فراشة، رغم خفّتها، تُذكّرنا بأن القوة ليست في الصوت العالي أو العناد، بل في القرار الصامت الذي يحفظ للنفس هيبتها. 

 

“لا يعادي.. بل يترك” – رسالة تُلهمنا ألا نحمل أعباء لا تستحق، وألا نغرق في صراعات عقيمة.

 

ختامًا، فإنّ أجمل ما يُحمَل هو الكبرياء الصادق الذي لا يُؤذي ولا يُغتر. هو زينة النفس ودرعها. 

 

فكن عزيزًا، واترك ما يثقلك، واختر دائمًا ما يليق بمكانتك. 

 

 

الحياة أوسع وأجمل لمن يعرف قيمته، ويسير بها بخفّة ورشاقة، كفراشة لا تُثقلها الرياح، بل تأخذها حيث يستحق الضوء.

عن المؤلف