ربي ملاذي من الحياة

Img 20241216 Wa0044

كتبت: زينب إبراهيم

 

حينما يظمأ المرء يشرب الماء إلى أن يرتوي، فأنت مثله تمامًا تحتاج إلى ملجأ يقيك من صفعات الحياة التي ترتطم بك كل حين على غرة دون أن تتأهب لها؛ بينما تنتظر أحدًا، حتى ينتشلك من الضياع الذي هويت فيه ترى أن اللّٰه معك في كل لحظة ولا يتركك بمفردك في المحن التي تواجهك؛ أما أنت لا تتضرع إليه، لماذا لا ترفع يداك وتطلب العفو والعون منه؟ 

إنه خالقك ودائمًا إلى جوارك عندما تلجأ إليه لن يخذلك البتة، أليس عيبًا عليك ترجو سواه وهو رب العالمين؟ 

أنت لست بحاجة لفلان الذي قد يعينك مرة وألف؛ لكنه بعد ذلك سيمل من عواقبك التي تقع بها مرارًا، فهو يسأم من تكرار طلبك منه؛ أما سبحانه وتعالى لا يضجر من سؤالك وإن كان للمرة المليون، فهو من يقضي لك جميع حوائجك وإن تعسر العبد في قضائها؛ لذلك حينما تنهال عليك الدنيا بآلامها لا تتردد في الذهاب إليه والخضوع بين يديه، فهو القائل للشيء كن فيكون برحمته وهو أرحم عليك من والدتك التي تخشى عليك من النسمة التي تأتي إلى وجنتيك؛ فتسبب الانزعاج لك أو تؤرق نومك في جنح الليل، حتى أنك عندما تتحدث مجرد كلمات مع ربك تشعر بالهدوء النفسي والسكينة تتسلل إليك كاشفة الأنين الذي حول حياتك لكابوس لا يطاق أنت تستطيع إقصاء كل شيء من ذهنك بذكر الله والتوكل عليه في شتى أمورك؛ هو ملاذك الذي تتطمئن معه، فلا تهلع وأنت تتلو آياته الشريفة تستشعر الطمأنينة تلتف من حولك في كل جهة والراحة التي ظللت تبحث عنها دائمًا معه تراها جلية.

عن المؤلف