كتبت: هاجر حسن
اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاءِ كَيْفَ يَشَاءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ
آيات الله لا تُعد ولا تُحصى، ظاهرة في كل ما حولنا لمن كان له قلبٌ يعقل، لكنها تحتاج قلبًا نقيًا وروحًا شفافة تتفكر وتتدبر في معانيها العميقة.
المزن، تلك القبة البيضاء الناعمة، المعلقة بين السماء والأرض. تحمل في طياتها أسرارًا لا تُفهم إلا بقلب متأمل. لطالما حلمتُ أن أمد يدي إليها، ألمس برودتها، وأبني بين ممراتها بيتًا سحريًا، تختفي فيه ضوضاء الأرض، وتحيطني نسمات السماء العطرة.
في ذلك البيت السماوي، سأكون أول من يلامس قطرات الماء المختبئة بين حنايا الغيم. أستلقي مطمئنة، تضيء النجوم ليلي، ويؤنسني القمر بقصصه السحرية التي يرويها عن رحلاته في السماء.
إن تمنيتُ نعيمًا في الجنة، فسأطلب العيش فوق تلك السُحُب. أريد بيتًا بين نجوم وسحاب، بيضاء وملونة تبهج النفس كقطع غزل البنات في السماء.
فسبحان من صورها وأبدع في رسمها. سبحان من جعلها تسبح في الهواء دون أن تسقط. ترى، أي قوةٍ هذه التي تمسكها وتمنعها من الانهيار؟ وأي حُسنٍ هذا الذي يُزينها بأشكالٍ تشبه الزهور والطيور والأسماء، فتأثر قلوبنا وتبحر بطيف خيالنا؟
حين نراها تتجمع، ثم تنثر قطراتها على الأرض، كأنها رسائل من السماء. قطراتٌ تُعانق التراب برفق، تُحي الحقول، فتنبت فرحًا، وترسم ابتسامات في القلوب.
فللغيم لغةٌ لا تُقرأ إلا بقلوبٍ عاشقة للطبيعة. المتأملون وحدهم هم من يدركون أسرارها. هي ليست مجرد بخار عابر يذوب في الهواء، بل هي روح سماوية تنبض بالجمال والحياة. آية من آيات الله التي لا تعد ولا تحصى.
المزيد من الأخبار
كل مستحيل مع الله يتحقق
ستارٌ خلف ابتسامة
سعيٌ نحو الخفّة والسلام الداخلي