دمشق، وجعي وحنيني

22e24ebe1aba2da33f54ee881161bca6

 

كتبت ملاك عاطف

“دمشق، يا وجعي الجميل وحنيني الّذي لا ينطفئ”

أنتِ الوحيدةُ الّتي أتأمّلُ صورة قهري عليها طويلًا بحبّ قبل أن أنام، والوحيدة الّتي باتت قادرةً على صبغ قلبي بالخشوعِ في حضرة الدّعواتِ المتسابقة على مضمار الإلحاح الصّادق إلى السّماء، إلى حيث الاستجابة!

أنتِ الّتي أقسمَ شرودي على التّجوال مع روحي في زقاقها والحلول عند ذكريات أهلها كلّما حانت لهُ فرصةٌ للهروب بي من قلبِ نومي، أو من بين صفحات كتابٍ أطالعه، أو من بين جلساتي العائليّة، أو من بين مشاغل الحياة الّتي لا تستحي من تكاثرها المستمرّ.

أنتِ الأسيرة الّتي استقبلنا حرّيتها بحفاوةٍ من فرحٍ لم نفرح مثله فرحًا قطّ، وأنتِ الأمّ العظيمةُ الّتي أهدى شرفاءُ العالمِ أبناءها المكلومين رايةَ إنصاتٍ خفّاقةٍ ترفرفُ بعنايةٍ في أعالي الاهتمام.

أنتِ الّتي نبتت تمزّقات قصصها في أرض سنين الأبرياء، ورتقت تفاصيلُ الإجرام المنزاحةُ عن ستار التّكتّم نحرَ جهلنا بجلد درايتنا المجعّد بالأسى والذّهول.

أنتِ الّتي نشتاقكِ بكل جوارحنا قبل أن نراك، ونرضى أن نقدّمَ أفئدتنا مناديلًا إلى أهاليك؛ ليمسحوا دموعَ حسرتهم اللّاذعة.

دمشق، أنتِ وجعي الجميل الّذي أمسى يتأنّق بتماثلك للشفاء، وأنتِ حنيني الغامرُ الجارفُ الدّافئُ اللّامع الّذي لا ينطفئ.

دمشق، يا حبيبةً بجراحها، ودمارها، وأنينها، واستقرارها الضائع في جحور عودة الماضي، سلامتك.

عن المؤلف